في زمنٍ تكثر فيه المظاهر وتتنافس القلوب على مدح الناس، تبقى الخَبيئة عملًا خالصًا لا يطلع عليه أحدٌ سوى الله. إنها تلك الطاعة الخفية، أو الصدقة السرية، أو الدعوة التي
في زمنٍ تكثر فيه المظاهر وتتنافس القلوب على مدح الناس، تبقى الخَبيئة عملًا خالصًا لا يطلع عليه أحدٌ سوى الله. إنها تلك الطاعة الخفية، أو الصدقة السرية، أو الدعوة التي تُرفع في جوف الليل، دون أن يعلم بها أحد من البشر.
الخَبيئة هي دليل صدق الإيمان، وعنوان إخلاص العبد لربه، فهي لا تحتاج إلى جمهور، ولا إلى تصفيق، بل تحتاج إلى قلب نقي يرجو وجه الله وحده. قال رسول الله ﷺ:
“مَن استطاع منكم أن يكون له خَبيئة من عمل صالح فليفعل”
وهذا دليل على فضلها، وأنها من أعظم ما يقوّي صلة العبد بربه.
في الخَبيئة نجاةٌ في الدنيا والآخرة. ألم نسمع بقصة الثلاثة الذين أُغلقت عليهم الصخرة في الغار، فلم ينجُهم إلا إخلاصهم وخَبيئات أعمالهم؟ إنها بركة لا تُرى، لكنها تُثمر في أوقات الشدة، وتُضيء القلب في زمن الظلمة.
وللخَبيئة أنواع كثيرة؛ منها:
• ركعتان في جوف الليل لا يعلم بهما أحد.
• دمعة من خشية الله لا يراها الناس.
• صدقة تُخرجها يدك اليمنى فلا تعلم بها يدك اليسرى.
• كلمة طيبة، أو دعاء صادق في ظهر الغيب.
فلنجعل لنا خَبيئة بيننا وبين الله، لا يعلمها أحد، نُحسن بها سريرتنا، ونُطهّر بها نوايانا. فإن الله لا ينظر إلى صورنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا.