قلبٌ
تجلى في غياهيب الظلام
فأكتوى وحشة وأطفأ نور المعرفة
ومارس الجهل وتقلبات الأنفس الخداعة
وإستلم زمام الحكم وهو ظالمٌ لـ نفسه .
قلبٌ
رضي أن يعيش الدونية رغم مقدرته على النهوض
ولكن حشراَت اليأس طارت فوق أجنحة صعوده
ولمس الأرض وإنجرف نحو الهلاك .
قلبٌ
مارس دور الحب والوئام رغم إختلاف داخله وقباحته,
فخدع الأبصار من حوله وتعلى على أكتف النجاح
وهو في داخله سلطان للفشل .
قلبٌ
تعدى على حقوق الفكر ,
فمارس سرقة الأقلام ونسبها إلى نفسه
وتناسى أن
الحقيقة الداخلية ستظهر عند أول لقاء مباشر .
قلبٌ
كاَن كل همه , الدخول مابين الثمرة ولبًها
فعاث فساداً
ونشر ثقافة التداخل المريض
حتى أنشب أنيابه لتنشر سموم الفراق
مابين قلبين متحابين .

قلبٌ
تجرأ على عقله
فأصبح يوجهه حيث مايمليه هوائه الشيطاَني
فإنحدر حتى القاع
وشرب من بقايا الأرض المهجورة .

كلها قلوبٌ أبت إلا أن تطغى على عقولها
وإستمر تعرجها حتى هجرت كل الطرق القويمة .
ليس شرطاً أن ترى هذا التشوه
ولكن حين تشعر به فأعلم أن الطريق مظلمٌ أمامك !
مهما حاولت أن تحدد هذه الصورة ببرواز جميل
فإنك لن تخفي قبح الحقيقة مابين هذا البرواز الجميل ,
وأعلم أن الصورة ثابتة
والبرواز متقلب تستطيع في كل يومٍ تغييره
وأنك ستواجه صعوبة في تجميل الصورة .
ليس مبرراً أن تدعي بأنك كفيف حتى تهتك عرض الوفاء والصدق
وليس مبرراً أن تدًعي الجهل حتى تقتحم الكتب ,
وليس مبرراً أن تدًعي الفشل دون المحاولة .
إذا وجدت نفسك محاطاً ذات يوم بألسنة الغضب
فتذكر أن جهلك ذات يومٍ كاَن يلجم حديث الحق .