_ـــــــــــــ أجاب الشيخ ابن عثيمين ـــــــــ_ الإيمان والتوحيد شيئان متغايران ومتفقان، فالتوحيد هو إفراد الله عزوجل بما يستحقه ويختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ولهذا قال العلماء رحمهم
الإيمان والتوحيد شيئان متغايران ومتفقان، فالتوحيد هو إفراد الله عزوجل بما يستحقه ويختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ولهذا قال العلماء رحمهم الله أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
إن هذه الأقسام جاءت في قوله تعالى : { رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا } فقوله { رب السموات والأرض وما بينهما ) يعني توحيد الربوبية، وقوله { فاعبده واصطبر لعبادته } يعني توحيد الألوهية، وقوله { هل تعلم له سميا } يعني توحيد الأسماء والصفات.
وهذا تقسيم الإيمان في الواقع، لأن الإيمان بالله عزوجل يتضمن الإيمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وعلى هذا الموحدون لله مؤمن به، والمؤمن بالله موحد له، لكن قد يحصل خلل في التوحيد، أو في الإيمان فينقصان، ولهذا كان القول الراحج أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد وينقص في حقيقته، وفي أثاره ومقتضاته، فالإنسان يجد من قلبه أحياناً طمأنينة بالغة، كأنما يشاهد الغائب الذي كان يؤمن به، وأحياناً يحصل له شئ من قلة هذه اليقبن الكامل، وإذا شئت أن تعرف أن اليقين يتفاوت فاقرأ قوله تعالى { وإا قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } كما أنه يزيد بأثاره ومقتضياته، فإن الإنسان كلما ازداد عملاً صالحاً ازداد إيمانه، حتى يكون المؤمن المخلص.