منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   بشائر التائبين (الخطبة الثانية) (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=36269)

روز 10-Nov-2025 08:09 AM

بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 

بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

الخطبة الثانية
أما بعد:
فقد جاء في كتاب الله وصف لكيد الشيطان للمتقين وبيان لحالهم معه؛ قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 200 - 202].
قال ابن سعدي رحمه الله: "﴿ يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ﴾؛ أي: تحس منه بوسوسة، وتثبيط عن الخير، أو حث على الشر، وإيعاز إليه. ﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾؛ أي: التجئ واعتصم بالله، واحتمِ بحماه فإنه ﴿ سَمِيعٌ ﴾ لما تقول،﴿ عَلِيمٌ ﴾ بنيتك وضعفك، وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته، ويقيك من وسوسته؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1] إلى آخر السورة.
ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطًا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسَّه طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم أو ترْك واجب- تذكَّر من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب الله عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر الله تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئًا حسيرًا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه.
وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم، فإنهم إذا وقعوا في الذنوب، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبًا بعد ذنب، ولا يقصرون عن ذلك، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء؛ لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر"؛ انتهى.
فلتكن عبدالله من المتقين الذين يعودون إلى الله بالتوبة إذا وقعوا في الذنوب- وكلنا كذلك- وليُعلم أن الصدقة من أسباب المغفرة فقد قرن الله بينها وبين التوبة؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 104].
قال ابن كثير في تفسيره: "هذا تهييج إلى التوبة والصدقة اللتين كل منهما يحط الذنوب ويمحقها"؛ ا. هـ.
وليحذر المسلم من خطوات الشيطان الذي يُزيِّن له الوقوع في المعصية بدعوى أنه سيتوب وما يدريه فقد يحال بينه وبينها بالموت، وربما لايوفق للتوبة؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، وربما أوغل العبد في المعاصي حتى تنسلخ إرادة التوبة من قلبه.
قال ابن القيم ذاكرًا آثار المعاصي: "ومِنْهَا: - وَهُوَ مِنْ أَخْوَفِهَا عَلَى الْعَبْدِ- أَنَّهَا تُضْعِفُ الْقَلْبَ عَنْ إِرَادَتِهِ، فَتُقَوِّي إِرَادَةَ الْمَعْصِيَةِ، وَتُضْعِفُ إِرَادَةَ التَّوْبَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا، إِلَى أَنْ تَنْسَلِخَ مِنْ قَلْبِهِ إِرَادَةُ التَّوْبَةِ بِالْكُلِّيَّةِ، فَلَوْ مَاتَ نِصْفُهُ لَمَا تَابَ إِلَى اللَّهِ، فَيَأْتِي بِالِاسْتِغْفَارِ وَتَوْبَةِ الْكَذَّابِينَ بِاللِّسَانِ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ، وَقَلْبُهُ مَعْقُودٌ بِالْمَعْصِيَةِ، مُصِرٌّ عَلَيْهَا، عَازِمٌ عَلَى مُوَاقَعَتِهَا مَتَى أَمْكَنَهُ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْأَمْرَاضِ وَأَقْرَبِهَا إِلَى الْهَلَاكِ"؛ ا.هـ.
ثم اعلموا رحمكم الله أن للتوبة شروطًا لا تصح بدونها، فمنها الإقلاع عن الذنب فورًا، فمن كان مقيمًا على الذنب فليس بتائب في الحقيقة.
ومنها: الندم على ما وقع فيه من الذنوب، ويتضمن ذلك بغضها وكرهها.
ومن شروط التوبة: العزم على عدم العودة وهي النية الجازمة في أنه لن يعود إلى الذنب مرة أخرى، فمن تاب بلسانه وفي نيته أن يعود إلى الذنب فليس بتائب.
اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزَكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليها ومولاها.

سلطان الزين 10-Nov-2025 10:02 AM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
كل الورود لك يارائعة

ابو صالح 10-Nov-2025 05:47 PM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
روز

جزاك الله خير على طرحك

زهرة الشمس 11-Nov-2025 03:07 PM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
جزاك الله خير الجزاء..
وبارك فيك ونفع بك ..
ورفع الله قدرك في الدارين.

الحر 12-Nov-2025 08:52 AM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
جزاك الله خير
وكتب الله أجرك وبارك الله فيك

غَيْم..! 13-Nov-2025 03:25 PM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

روز 14-Nov-2025 09:06 AM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
اشكر تواجدكم الرائع والجميل جداً
لقد انرتم موضوعي البسيط بطلتكم الرائعه والجميله

N@gh@m 15-Nov-2025 08:44 AM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
https://i.top4top.io/p_3595i36rz1.png

داانة البحر 17-Nov-2025 06:57 AM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 



https://lh5.googleusercontent.com/pr...-YAaIrztG98grA

باارك الله فيك وجزاك الله كل خير
طرح قييم ومفيد اشكرك على
ماانتقيتي وطرحتي
سلمتي وسلمت الايااادي
جعله الله فى ميزان اعمالك
تحيتي وتقديري وبانتظاار جديدك
دمتي وبحفظ الرحمن


https://lh5.googleusercontent.com/pr...-YAaIrztG98grA







































































روز 20-Nov-2025 04:57 PM

رد: بشائر التائبين (الخطبة الثانية)
 
اشكر تواجدكم الرائع والجميل جداً
لقد انرتم موضوعي البسيط بطلتكم الرائعه والجميله


الساعة الآن 07:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009