كانا يقطنان في الحي نفسه
تمر من أمامه كل يوم كنسمة رقيقة تداعب وجنتيه
ليتعلق قلبه بها كانت تنظر له بخجل وهو يتابع خطواتها
أصبح يراقبها كل يوم من بعيد يتابع تحركاتها
يسير خلفها دون أن يلفت انتباهها لكي لايحرجها
وتشيعها عيناه الى مقر وصولها
مضت بضعة أشهر على تلك الحالة
تخرجت الفتاة من الثانوية وكانت تهم بأن تسجل في الجامعة لمتابعة تحصيلها العلمي
التقت ساره بخالد في حرم الجامعة فخفق له قلبها بشدة
ولكنها حاولت تجاهله لكي لاتلفت نظره اليها
كان خالدشاباً جميلاً يتمتع بالوسامة والجاذبية
وقد أتم تحصيله العلمي ليصبح معيداً في الجامعة
قرر خالد أن يطلب حلم حياته للزواج
لقد خفق قلبه لتلك الفتاة التي تتمتع بالخلق والرصانة لما شاهده منها أثناء متابعته لكل كبيرة وصغيرة
كانت أيضاً ساره زميلة لأخته التي كانت دائما تسرد على مسامعه عن أخلاقها العالية وذكائها وتفوقها في دراستها
فأصبحت أسير ة لقلبه لايفكر الا بها وكيف سيتقدم لخطبتها
أخبر خالد أهله عن عزمه الزواج من فتاة أحلامه وافق الأهل على طلبه يقيناً بأن ولدهم أختار الفتاة المناسبة له
ذهب خالد وأسرته ليتقدم بطلب يد من ملكت عقله وقلبه
وهنا كان الخبر الذي نزل كا الصاعقة على خالد وأسرته
ساره هي لابن عمها ولايمكن أن تكون الا له
حزن خالد حزناً شديدا وساءت حالته من كثرة التفكير بها وقرر أن يترك بلده ويهاجر
أما فقد تعلق قلبها بخالد عندما رأته أول مرة و لما سمعت عنه من أخته التي كانت تحدثها عنه باستمرار وعن اعجابه بها
لكن لم يكن بيدها حيلة بسبب طلب ابن عمها الزواج منها وهي التي لاتراه الا كأخ لها ولايصلح لها زوجاً
وبعد فترة وجيزة تمت خطوبة ساره على ابن عمها
فمرضت مرضاً شديدا من شدة حزنها
وهذا ماسبب لها مضاعفات خطيرة
لتتفاجأ بعدها بابتعاد ابن عمها عنها وعدم زيارتها أو السؤال عنها ساءت حالتها كثيرأ وكان أهلها يتمزقون حزنا وكمداً عليها فندموا أشد الندم لأنهم قرروا وأد قلبها وتزويجها لشخص لاتشعر بذرة حب تجاهه
علم خالد بمرض حبيبته فقرر أن يعود ليكون على مقربة منها وهو يعيش على أمل واحد وهو أن تعود له بعد أن تركها ابن عمها ولم يعد يهتم بها
استأذن خالد أهل ساره وطلب منهم زيارتها في المشفى
فأذنوا له بالزيارة وكانت أخته بصحبته
انحنى خالد قليلا على ساره ليسألها عن صحتها وكيف حالها
فهمست له انها ليست بخير وان اهلها هم من جنوا عليها
بتزويجها من شخص لاتريده
وانها كانت تتمنى أن يكون هو زوجها وأعلمته بأنها كانت تعلم بحبه لها ولكن خجلها كان يمنعها من مبادلته تلك المشاعر التي كانت تشعر بها من أول ما التقت عيناه بعيناه
انهمرت الدمعة على وجنتي خالد وهو يسمع حديثها
ليقول لها سأتقدم لخطبتك مرة أخرى وستكونين زوجتي ان شاء الله ولن يمنعني عنك شيء
نظرت اليه ساره بنظرات تقطر أسى ولوعة
وقالت : لقد فات الآوان ياخالد
وسيكون لقاءنا في الجنة إن شاء الله
وهنا فاضت روحها الى بارئها
هز المكان صمتاً عميقاً الا من خالد
الذي أجهش في بكاء هستيري
وأخذ يلعن تلك العادات والتقاليد البالية
( البنت لابن عمها )
كلام مؤثر بالفعل
صدقاً عزيزتي كثيرا ما نسمع من المبررات والمعتقدات في مجتمعنا من بعض الاباء
فمنهم من يظن أن تمسكه بهذه العادة هو إكرام لابن أخيه او هذا ما تربوا عليه منذ الصغر
تحت مسمى " عادات وتقاليد"
هناك إناس يمتلكون آقلام فريده ومميزه
يبهروننا بكل جديد لهم
ويسعدون العين قبل القلب بطرحهم
من المواضيع والكتابات الراقيه
يجعلون آقلامهم تنثر درر على وريقاتهم
هنيئاً لنا فيكم وفي ابداعاتكم الرائعه والمميزه