سميرة المغامسي: ما يضرُنا لو إبتلعنا جمرة الإنتقامِ ؟ ماذا سينقصُ من أعمارنـا لو أخمدنا نار الكلام الجارحِ، والقول الذي يجتر خلفهُ ألف توبيخ ؟ ماذا سيزول من مُلكنـا إن
سميرة المغامسي:
ما يضرُنا لو إبتلعنا جمرة الإنتقامِ ؟
ماذا سينقصُ من أعمارنـا لو أخمدنا نار الكلام الجارحِ، والقول الذي يجتر خلفهُ ألف توبيخ ؟
ماذا سيزول من مُلكنـا إن نحنُ أثرنا الصمت على سِرب العبارات المتهكمه ؟
هل تفقه معنى أن يبتلع الإنسان غيضه؟ وأن تتضخّم جملة غضبه في حُنجرته فلا يستطيع أن يبتلعها ولا أن يلفظها من أجلِ ماذا؟
يقف الناسُ في عُرصاتِ يوم القيامه ، والشمسُ على دنوٌ من أجسـادهم ، والعرقُ يسيلُ كنهرٍ جاري على أعضائهم ، والكربُ يومئذٍ شديد ،[color="magenta"] والجميعُ ينتظرُ إنتهاء المُفاصلة ..
تخيل ثمن غضبّك ، إهانتك ، جُرحك النازف ، جنة في لحظةِ موهنةٍ مثل هذه؟ تخيل أن تقف شامخاً عزيزاً تردُ جنةً عرضها السمواتُ والأرض .. لا أعتقد أنك ستذكرُ كل مشاعرِ السوءِ تلك ! المناوشاتُ والمناقشات والجدال والخصام!
فلقد مررت بمراحل من عمرك لا ترجوا شيئاً الإ النجاة .. القبر وضمتـه ، الصراطُ وحدته
الحسـابُ ودقته ثم يُقال لك : إدخل الجنة! إنها لحظةٌ حالمة! تمحو أثار حثِ الخُطى والركض الشديد بل تمحو أثار تعب العُمر كله .