مرض الشك وتأثيره على الحياة الأسرية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد: فمن الأسقام المعنوية التي تصيب الحياة الأسرية بالنكد والاضطراب والتوتُّر مرض
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد:
فمن الأسقام المعنوية التي تصيب الحياة الأسرية بالنكد والاضطراب والتوتُّر مرض الشك؛ ولكن كيف؟!
قد يظن البعض أني أقصد الشك في العرض، وهذا غير صحيح؛ لأن هذا يكون في حالات نادرة، ولله الحمد.
لكني أقصد شكَّ كُلٍّ من الزوجين بمقصد أحدهما من تصرُّفاته وأقواله وتفسيرها تفسيرًا سيئًا بعيدًا عن الحقيقة.
وبالتالي الغضب الشديد، وكثرة المعاتبات، وبناء القرارات على هذا الشك، وكم من بيت هدم ومن أسرة شتَّت!
والله سبحانه أمرنا بالتثبُّت من صحة ما يُنقل إلينا؛ قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
وإذا كان الله سبحانه أمرنا بالتثبُّت من صحة ما ينقل إلينا، فإن التثبُّت من صحة الظنون وما يخطر في البال من وساوس الشيطان ومن الشكوك من باب أولى.
والمشكلة أن البعض يبني على الشك جواز تجسُّسه على الطرف الآخر، والشك في الغالب مبني على الأوهام والظنون.
وأكثر ما يصيب الشك وسوء الظن بعض زوجات المعدِّدين، فقد تُفسِّر كل واحدة منهن كل شاردة وواردة بأنه يحابي ضرتها وأنه يظلمها، فتنغص حياتها معه، وقد تُنغِّص عليه أيضًا.
والحياة الزوجية التي تُبنى على الشكوك والمشاحنات وكثرة النقد لا تتوفر فيها مقومات الحياة الزوجية السعيدة التي قال الله سبحانه عنها: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
فكيف تحصل المودة والسكن والرحمة مع وجود الشكوك وكثرة المعاتبات.