ما المقصود بقوله تعالى: (فمحونا آية الليل)؟ السؤال قرأت في أحد التفاسير أن المقصود بقوله تعالى: (فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ) هو السواد الذي في القمر، فهل المقصود بالسواد هو
السؤال
قرأت في أحد التفاسير أن المقصود بقوله تعالى: (فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ) هو السواد الذي في القمر، فهل المقصود بالسواد هو ظلمة الليل أو تلك البقع السوداء على سطح القمر؟
في قوله تعالى : ( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) وجهان :
1- أن يكون المراد بآية الليل = الليل نفسه ، وعليه : فالآية لا تتكلم عن القمر .
2- أن يكون المراد بآية الليل القمر ، وعليه : فالمراد : البقع السوداء عليه ، وأنه لا يضيء .
قال " ابن جزي" في "التسهيل لعلوم التنزيل" (1/ 442): "( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) فيه وجهان:
أحدهما : أن يراد أن الليل والنهار آيتان في أنفسهما ، فتكون الإضافة في آية الليل وآية النهار كقولك : مسجد الجامع أي الآية التي هي الليل ، والآية التي هي النهار ، ومحو آية الليل على هذا كونه مظلمًا.
والوجه الثاني: أن يراد بآية الليل القمر، وآية النهار الشمس، ومحو آية الليل على هذا كون القمر لم يُجعل له ضوءُ الشمس .
( وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) يحتمل أن يريد النهار بنفسه ، أو الشمس "انتهى.
وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" (3/57) : "وقوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) فيه وجهان من التفسير للعلماء:
أحدهما: أن الكلام على حذف مضاف، والتقدير: وجعلنا نيري الليل والنهار، أي الشمس والقمر آيتين.
وعلى هذا القول : فآية الليل هي القمر، وآية النهار هي الشمس، والمحو: الطمس.
وعلى هذا القول: فمحو آية الليل ، قيل : معناه السواد الذي في القمر، وبهذا قال علي رضي الله عنه، ومجاهد، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقيل: معنى ( فمحونا آية الليل ) ، أي لم نجعل في القمر شعاعًا كشعاع الشمس تُرى به الأشياء رؤية بينة، فنقص نور القمر عن نور الشمس هو معنى الطمس، على هذا القول.
وهذا أظهر عندي لمقابلته تعالى له بقوله: ( وجعلنا آية النهار مبصرة )، والقول بأن معنى محو آية الليل: السواد الذي في القمر ليس بظاهر عندي ، وإن قال به بعض الصحابة الكرام، وبعض أجلاء أهل العلم "انتهى.