يتسائل البعض ويقول إنني أدعو الله، ولكني أتساءل بيني وبين نفسي،
فأقول: كيف سيُغيّر اللهُ كل هذا؟!
فأقولُ لك: ليس لكَ من الأمر إلا الدعاء.
أما الكيف هذه فليست من شأنك أبداً،
ولا تدخل ضمن صلاحياتك مطلقاً،
الكيف هذه من الأسباب التي بيد الله.
ثم إني أُعيذكَ أن تستكبر أمراً على الله.
نعم يحدثُ أن يستصعب الإنسان ظرفه،
ويحدث أن يهمسَ لنفسه قائلاً: الأمر يحتاج إلى معجزة!!
لهذا بالضبط كان الدعاء:
لصناعة المعجزات.....
ولكن عليكَ أولاً أن تبرأ من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته،
وتدعوه دعاء الغريق الذي لا يرى حتى قشة يتمسكُ بها،
فيلجأ إلى الله موقناً أنه سيستجيب.
وإياك أن تتعامل مع الله كالمُجرِّبِ له،
تيقن أولاً ثم انتظر النتائج.
ما دمتَ ترى أن الأمر في الأسباب فسيركنك اللهُ إليها،
ويخلي بينك وبينها،
أما حين ترى الأمر بيده سبحانه، بيده وحده،
فسيهيء الله لكَ من الأسباب ما لا يخطر لكَ على بالٍ.
يد الله تعملُ في الخفاء،
لهذا ليس شرطاً أن ترى خطوات الفرج.
عندما أُلقي يوسف عليه السّلام في السجن ظلماً وجوراً،
كان الله سبحانه قادراً على أن يرسل صاعقة تخلعُ جدران السجن ويُخرجه،
ولكنه لو فعلَ فسيخرجُ يوسف عليه السّلام وتهمة الزور ما زالت ملتصقة به،
واللهُ سبحانه أراد له الحرية والبراءة معاً.
أرسل الله في الليل رؤيا في منام ملك مصر،
بهذه البساطة أحوجه إلى يوسف عليه السّلام،
فطلبه بين يديه،
ورفض النقيُّ يوسف أن يخرج حتى ثبتت براءته،
وهكذا صار حراً ومكيناً وأميناً،
حين تسأل عن الأسباب،
تذكَّرْ هذا جيداً....
من كان يعتقد أن حُلماً سرى في ليلٍ سيُغير كل أحداث المشهد؟!
أُتركْ كلَّ شيءٍ في يد الله،
ثم انتظر المعجزات.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بدائع الفوائد📚