أسرفت على نفسي... فهل لي من توبة؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة أسرفت على نفسها، وخاضت بحر الزنا، لكنها لم تقارفه، إلا مقدماته، ومارست الزنا
أسرفت على نفسي... فهل لي من توبة؟
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة أسرفت على نفسها، وخاضت بحر الزنا، لكنها لم تقارفه، إلا مقدماته، ومارست الزنا الإلكتروني بكثرة، ثم تابت، وتسأل: كيف تكفِّر عما سبق؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة أسرفت على نفسي؛ حيث قارفت ذنوبًا كثيرة؛ كبائرَ وصغائر، وأوشكت على الزنا، لكن لم أقع فيه، ولم أفرِّط في عِرْضي، اللهم إلا مقدماته، وإلا الزنا الإلكتروني، والآن قطعت كل صلة لي بالإنترنت، ولا أستخدمه إلا للعمل الصالح، وتعلم العلم النافع، فهل لي من توبة؟ وكيف أُكفِّر عما فات، مما لم أنسَه، وأعَضُّ عليه الأنامل من الندم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فأقول مستعينًا بالله سبحانه.
أولًا: نعم، تُقبَل توبتكِ إن شاء الله بشرط صدق التوبة والإخلاص فيها، وشروط التوبة المقبولة هي:
الندم.
والإقلاع.
والعزم.
ثانيًا: المؤمن الذي يؤمن بسعة رحمة الله سبحانه، لا ييأس أبدًا من رحمته سبحانه، ومن قَبول توبته؛ لأن الله سبحانه توَّاب رحيم، ولكي تقبل توبته عليه بكثرة الاستغفار، مع اليقين الجازم بقبول توبته، ومما يُطَمْئِنُ المؤمن التائب المستغفر الأدلة الآتية؛ قال: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].
فلاحظوا هنا أن الله عز وجل يدعو عباده الذين أسرفوا على أنفسهم بالذنوب الكثيرة، يدعوهم سبحانه للتوبة والاستغفار، بل يعِدُهم بقبولها؛ وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].
فانظري لسَعة رحمة الله سبحانه بعباده المذنبين التائبين بصدقٍ، من كبائر الذنوب، بل من أعظمها؛ وهو الشرك بالله، والزنا، وقتل النفس بغير حق، فهو سبحانه أخبر أنه يقبل توبتهم، وأعظم من ذلك يبدل سيئاتهم السابقة إلى حسنات، فافرحي بفضل الله، واثبُتي وسَلِي الله دائمًا الثبات والإعاذة من الفتن.
ثالثًا: أنصحكِ أن تستري على نفسكِ، وألَّا تذكري معصيتكِ لأي إنسان، مهما كانت قرابته لكِ، ومهما كانت ثقتكِ به، واجعليها سرًّا دفينًا يُدفَن معكِ في قبركِ؛ فإن الغالب أن أي إنسان سيعلم بفعلتكِ سيُسيء الظن بكِ، وقد ينشر سركِ ولو بطريق الخطأ.
رابعًا: أنصحكِ بالإكثار من الأعمال الصالحة؛ لأن الله سبحانه قال: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].
خامسًا: من تمام توبتكِ أن تقطعي كل صلة لكِ بمن كانت لكِ علاقة محرَّمة أو مشبوهة بهم، وأن تغيري رقم جوالكِ؛ لأن مثل هؤلاء يتمنَّون أن تستمر فريستهم معهم في الرذيلة، وأن تعود إليها.
سادسًا: أكثري من الدعاء بالثبات؛ لأن النفس ضعيفة، والشيطان لها بالمرصاد، وكذلك شياطين الإنس، فاستعيذي كثيرًا من شرهم جميعًا.