كانت هنا قمرا تنير ليلتي
وشروق شمس أنير بها دنيتي
كانت ...
أمنيتي وحبي وجنتي
بسمة ووردة ترافقني في غربتي
وسواد عيني
وطيبة قلبي
وحبي الأبدي
إنها أمي ...
قمة الحب والحنان
ومن أوصاني بها ربي
تسقط دمعتي
شوقا لحضنها
ربيع عمري في رؤيتها
جمال الكون يخجل من بسمتها
تهاوت على رصيف العشق تنعي ما ضيها وحاضرها
مرتدية حلة من براءة مصطنعة
يخالها السامع
دويلة الشهيد تساقطت حصونها
يتيمة هتك المغول أستار عفتها
أمي وأمك تنحب صغارها
كانت كل شيء ...
لكن .. !!
في لحظة سهو ..
غاب عنها حياؤها
تريد الكل يعشقها
يصنع منها أسطورة
تغزوا مجالسها
تباهت بجمال لم يكن صنيعها
ومواقف أسقطتها من علياء عرشها
صدقتها ...
وسرت في ركاب عرسها
تساقطت أقنعة زيفت ملامحها
حتى الغربان ضحكت من مشيتها
كل الذي كان ..
أمسى ظلا لكذبة دارت خستها
لعلني أقصد الغفلة
في دنيا أمقتها
ولعله السير خلف أطماع الأنانية
حين السراب يبهرها
ولعلها النفس حين تتكاثر أطماعها
ولعل ولعل ولعل ...!!
وجلها ثوائر النفس
حين تحيد عن جادتها
وتصنع من الهوى دنيا تحقق أطماعها
أيها الانسان ... !!
من تتبع آثار النفس هلك
ومن غلب الفانية عن الباقية خسر
فخذ من دنياك
مفاتيح جنتك
فالحق أحق أن يتبع
في أرض السلام يموت الجياع عطشا للحرية
تصادر أصواتهم لتنام الأقلية
تسفه أقوال من تحرروا من قيود العبودية
في أرض السلام يعيش الذئاب
وتلغى الأضحية
في أو طاننا تحيا الديمقراطية
لا الأرض أرضنا
ولا السلام من صناعتنا
الكره والحقد والتكفير يميزنا
هل هكذا قال ربنا ...؟؟
توارت مع الصبح تغاريد الحمام
وشحت ينابيع الأنس والغرام
في الليل ...
صيام عن الحركة ...
عن الهمس عن الكلام ...
في الليل تصادر منا الأحلام
ما أقبح تفكيرا يغيب النور ليعم الظلام
مات الرضيع في مهده
سيده غرس أنيابه السامة في ثدي أمه
اليوم كأمسه
كغده
كظلمة بزغت من كف صانعه
كأوراق تساقطت
مع بداية الربيع
كنا نظنها مزحة
أو فرجة
أو بداية عيد جديد بلون الخريف
لكن الصفرة تحولت إلى حمرة المغيب
سالت الدماء
وتعالت أصوات البكاء
واستمر المغيب إلى يومنا
ولا ندري نهاية لمأساتنا
حين تسرح الذكريات على جناح من أمل
لغد زاهر متفتح عطر
يقابلني طيفك في عتمة النهار الكسيح
أبادله الحسرة فيقرؤني جريدة
من التكرار من الألم
أمسح على جبين العزة
أرتل آية الكرسي
فيفضحني نداء طفل كبلت يداه
وحرم من حضن أباه
ولم يرحم صباه
وكممت شفتاه
وأخبروه ..
عند المغيب
توصد أبواب الحنين
وما يبقى سوى الانين
قم أيها الشقي التعيس
ليس لك اليوم عندنا رغيف
أنت سخيف
قم ....
لتلعق جسدك السقيم كلاب الحي
فتسقط شهيد الجوع والعطش
نم يا بني
سنغادر يوما
واللعنة تلحقنا
أننا صمتنا وصمتنا
وبكينا
ثم ندمنا
ثم صفقنا طويلا
ونسينا
لقد فزت وخسرنا
بالأمس ..
غرق فرعون
وخسف بقارون
واليوم الدور علينا
على تلال القسوة والجفاء
يقبع سيف الظلم ملطخا بدماء الأبرياء
وتتأخر الشمس في طلتها
فيتكسر نور القمر على سطح مستنقع متعفن
وتزهر الأرض باقات عفيون
فتسكر العقول تحت وطأة اغتيال الروح
ويذبل الكون من تعاطيه الرغيف المسموم
وتصمت الأفواه الجائعة
كونها ارتوت من دموعها
وتغذت من بقايا أشلائها
ويمر الزمن
ومن خلف المستحيل
يطل رماد الأمل
على صهوة صنم
وقد سجيت الحقيقة في كفن الندم
ليتنا صلينا لتمطر السماء
ويغتسل الندم
ونشرب من المنحدر كوب وصال
ننهي به الألم
ليتنا ما فرقتنا الظنون
وما سمعنا نداء الغريب
وما عادينا القريب
لكنها حكمة الله
كما تكونوا يولى عليكم
وليس في الأمر سر
إن راودتك الظنون
وعصفت بك رياح الشك
أسألي سنين اليأس
والفجيعة
أهدري دم الخيانة
الأثيمة
وتفقدي ماضيك وحاضرك
ودروبا كانت ممشاك في صقيع الحر
ولفح برودة الشتاء
تحت ظلال الياسمين على قارعة النسيان
ستجيبك الذاكرة
بأني أنا اليتيم الموبوء بك
المتحرش بروحك
المستوطن كيانك
راياته في بحر مقلتيك تنكس
وتستكين
أنشدك وطنا
وقلعة حصينة
أنا ... أنا ... أبدا
لن أبيع ..
في غيابك يشتهيني الوجع
يصيرني حاجة يتلهى بها
يقتلني ويحييني ألف مرة
وأنت بعيدة تسكنين المقلتين
تنامين خلف أهداب يراودها الوسن
أتدرين ما القصة ..؟
كل الجوارح ترسمك غيمة
وعلى تشققات جفافها تمطرين
أملا ....
حلما جميلا ....
كفاية من كل شيء ..
إلا منك لا أكتفي ...