عجبا لبعض الناس،
يسمعون عن أخلاقه، وأدبه،
واحترامه، وابتسامته،
ودعابته، وملاطفته،
وصلته لأصدقائه، وكرمه….إلخ
بينما من تعب، وسهر،
وانتصب، واهتم، واغتم،
وكفل، وربّى، ورعى…
لا يعرفونه إلا عبوسـًا، كئيبـًا، مكفهرًا…سيء الأخلاق، عديم الاحترام، كريه الطباع، متغيّر المزاج،
وجهه البسام للناس، هو نفسه الغاضب من لحظة دخوله باب داره، وبين أقاربه،
بل لا يعرفون منه كلامـًا طيبـًا، ولا خبرًا مفرحـًا، ولا وجهـًا نيّرًا…
إنها جفوة وأي جفوة، ومصيبة وأي مصيبة، وقطيعة وأي قطيعة لرحمه حين يكون هذا منه، وهم أولى الناس بمعروفه، وأخلاقه، وكرمه، وابتسامته…
كيف لا وهذا قدوته، ومعلمه، ونبيه ﷺ كان أكثر الناس خلقـًا، وأدبـًا، وحبـًا، ودعابة، ورعاية لأهله -رضوان الله عليهم- حتى قال ﷺ:
*(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)*
وما ذاك إلا لأنهم أحق الناس بأخلاقك، وأفرح الناس لفرحك، وأسعدهم لسعادتك، ويسرهم ما يسرك، ويحزنهم ما يحزنك…
فشاركهم أخلاقك، كما تفزع إليهم في ملماتك، وحاجاتك…
وبذا تفز برضا ربك ﷻ،
والاقتداء بنبيك ﷺ، ونيل القرب منه؛
فقد ضمن لك ﷺ أن تكون أقرب الناس إليه، وأفضلهم لديه إن حسّنت خلقك للناس عمومـًا، ولأهلك خصوصـًا:
*" إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقـا "*
رواه البخاري،
وعند أبي داود وغيره:
*" أكمل المؤمنين إيمانـًا أحسنهم خلقا "،*
وعند الترمذي:
*" ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق"،*
وأخيرًا عند أبي داود:
*" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل، وصائم النهار "*
فجاهد نفسك لتفز بمنزلة هذا شأنها، ونبيك ﷺ ضامنها، ورب العزة ﷻ واهبها،
وليكن أهلك أحق وأولى الناس بأخلاقك.
ـــــــــــــــــــــــــــ