وإذا رأيت هزيمة للمسلمين في موطنٍ، أو تأخرًا للنصر في معركةٍ، فاعلم أنَّ ذلك لخللٍ في تحقيق شيء من تلك أسبابِ، فإمَّا أن تكون الهزيمةُ لضعف اليقين، والركون للأسباب المادية، وإمَّا أن تكون لسوءِ القصدِ والانحراف عن الهدفِ وهو نصرة دين الله تعالى، وإما للجرأة على مخالفة أمرِ الله تعالى، وأمرِ رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد يتخلف النصر بمخالفة أمرٍ واحدٍ كما حدث يوم أحدٍ.
ومن ذلك الذنوب والمعاصي، وقد كان صلاح الدين الأيوبي عليه رحمة الله يمر على الجند ليلًا فإذا رآهم يصلون قال: من هنا يأتي النصر، وإذا رآهم غافلين يلعبون، قال: من هنا تأتي الهزيمة.
فإذا تحققت أسباب النصر قاتَل مع المسلمين من جند الله تعالى ما لا يعلمه سواه، ومن جندِ اللهِ تعالى: الرعبُ الذي يقذفه الله تعالى في قلوب أعدائه، فتنهار بسببه الحصونُ المنيعةُ، وتنهزم الجيوش الجرارة، ويستسلم الجبابرةُ العتاةُ.