التَّوفيق من الله. جميعنا يبحث عن التوفيق في حياته وفي شتى المجالات، في هذه العُجالة نُدلي ببعض الخواطر التي تتعلق بالوصول إلى الأهداف، وتحقيق النتائج التي نُحدِّدها
جميعنا يبحث عن التوفيق في حياته وفي شتى المجالات، في هذه العُجالة نُدلي ببعض الخواطر التي تتعلق بالوصول إلى الأهداف، وتحقيق النتائج التي نُحدِّدها قبل مباشرة أي نشاط. يستعين المؤمن لاستجلاب التوفيق في حياته بالدعاء، ونُمثِّل العمل الذي يقوم به أحدنا، بذاك الطائر الذي يملك جناحين؛ جناحًا يُمثِّل عمله الذي اجتهد فيه، وفي الجناح الثاني استعانته بمعية خالقه، وتوفيقه له في مشواره، فلو نتصور أنه يُهمل الدعاء، فسَيعجز عن الطيران والتحليق عاليًا في السماء. نُقارن بين نموذجين من الأفراد؛ الأول له كل المهارات اللازمة ويعمل باجتهاد، إلا أنه لا يحقق في النهاية الأهداف المرجوة، لأنه وببساطة شديدة، خانه التوفيق في إنجازِ عمله والوصول إلى ما يَصبو إليه، والثاني مهاراته متواضعة ويجتهد كذلك في عمله، إلا أن نتائجه باهرة فاقت كل توقعاته، لأنه وُفِّق في عمله الذي أدَّاه، وهذا الفارق مشهودٌ في الواقع العملي بين المثالين. إن للدعاء طاقة إيجابية، فإضافة إلى أنه استعانة بالخالق سبحانه وتعالى، ففيه يقينٌ يتمثل في الثقة في النجاح، والمعروف حين تأدية الفرد منا أعماله، وكانت ثقته في الإنجاز تامَّة، وصلَ إلى أهدافه، لأنه من الناحية المعنوية كان مُتسلِّحًا ومهيأً لهذا ''النجاح''، فتجسَّد بصورة فعلية في نهاية المطاف. التوفيق أساسي لنجاح الفرد في إنجاز مشاريعه الشخصية، وصحيحٌ أن الإخفاق ليس النهاية ونكسبُ من خلاله دروسًا، إلا أن طعمَ النجاح لا يُمكن تعويضه، واسأل طلبة العلمِ عن سعادتهم الغامرة حين تفوُّقهم في امتحانٍ من الامتحانات خلال مشوارهم الدراسي، إذًا، فهذا تجسيدٌ للأهداف وارتقاءٌ معها لأهدافٍ أسمى وبكل ثقة، فالتوفيق لصيقٌ بتحقيق النجاح.