البيت ليس فندقاً

البيت ليس فندقاً

البيت ليس فندقًا.. والأب ليس موظف استقبال

في زمنٍ صار فيه بعض الأبناء يظنّون
أن البيت خدمة فندقية خمس نجوم:
فطور جاهز،
وخدمة غرف،
و"إنترنت بلا مسؤولية"

يدخل أحدهم عابس الوجه، يرمي حذاءه وملابسه
حيث شاء، ثم يتجه للثلاجة وكأنها طوق النجاة،

تسأله الأم: «كيف كان يومك؟» فيجيب:
«تعبان.. لا تسأليني!»
ثم يستلقي منتظرًا الخدمة دون كلمة شكر!

أين ذهب قول الله تعالى:

﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾
[الإسراء:23]

وأين وصية النبي ﷺ

«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» (متفق عليه).

التربية في الإسلام ليست خدمة بل صناعة أجيال

التربية في بيت المسلم تعني المسؤولية،
والقدوة، والاحترام.
هكذا ربّى النبي ﷺ ابنته فاطمة رضي الله عنها،
حتى كانت تخدم بيتها بنفسها رغم مكانتها.

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يُشرك أبناءه
في المشورة والعمل، ويقول:

«أدّبوا أبناءكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم».

لا نريد جيلاً مدللًا بلا مسؤولية

إن تحوّل البيت إلى فندق، والأب إلى "صراف آلي"،
والأم إلى "خادمة غرف"،
نشأ الابن على الأخذ بلا عطاء، والطلب بلا مشاركة

فلنعد للتربية الإسلامية الأصيلة:

علّم ابنك أن يشكر والديه ويقدّر النعمة.

شاركهم في خدمة البيت: "قم واغسل صحونك،
نظّف غرفتك.. هذا بيتك وليس فندقاً

ازرع فيه حب العمل وتحمل المسؤولية.

التربية الإسلامية ليست دلعًا،
بل إعداد لجيل يخدم دينه ووطنه وأهله.

فمن تربى على "خذ فقط"، خرج ضعيفًا،

أما من تربى على "شارك وتحمّل"،
صار رجلاً نافعًا لنفسه وأمته.

قال ﷺ:

«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»
(رواه البخاري ومسلم).

لنزرع في أبنائنا أن ما يُقدّم لهم ليس حقًا مفروضًا،
بل حبًا ورحمة، وأن طاعة الوالدين وبِرّهما
عبادة تُقرّب إلى الله.

داانة البحر ,غَيْم..! معجبون بهذا

المصدر: منتديات أحاسيس الليل - من قسم: •₪• زاوية حرة •₪•

---

hgfdj gds tk]rhW