مشاركة الصحابيات في أعمال دولة النبي صلى الله عليه وسلم بإذن أوليائهن د. عبدالله بن يوسف الأحمد مشاركة الصحابيات في أعمال دولة النبي صلى الله عليه وسلم بإذن أوليائهنَّ
وبنت قرظة هي: زوج معاوية رضي الله عنه، واسمها: فاختة، وقد ذكر ابن عبد البر قصة وفاة ابنة ملحان؛ إذ توفِّيت بسبب دابتها لَما قرِّبت إليها وهي خارجة من البحر إلى جزيرة قبرص، فلما قرِّبت إليها صرَعتها.
ذلك أن أول من غزا البحر معاوية في زمن عثمان، وكان استأذن عمر فلم يأذَن له، فلم يزل بعثمان حتى أذِن له، رضي الله عنهم، وقال: لا تنتخب أحدًا! بل من اختار الغزو فيه طائعًا فأعِنْه، ففعل، وفي سنة 28هـ غزا معاوية البحر باتجاه جزيرة قبرص، وكانت امرأته فاختة بنت قرظة معه، ومع عبادة بن الصامت امرأته أم حرام، وكانت غَزاة قبرص الأولى هي أول ما غزا المسلمون من جهة البحر.
قال ابن حجر في الفتح (11 / 77 – 78): وفيه جواز خدمة المرأة الأجنبية للضيف بإطعامه والتمهيد له ونحو ذلك، وإباحة ما قدَّمته المرأة للضيف من مال زوجها؛ لأن الأغلب أن الذي في بيت المرأة هو من مال الرجل، كذا قال ابن بطال، ولا شك أن عبادة كان يَسُره أكلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قدَّمته له امرأته، ولو كان بغير إذنٍ خاص منه، وتعقَّبه القرطبي بأن عبادة حينئذ لم يكن زوجها كما تقدم.
[2900] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى إِلَى الْمَدِينَةِ.
وفي ذلك ما يدل على تحميل المسؤولية نساءَ هذا العصر، وأن على كل امرأة أن تنظُر فيما يمكنها تقديمُه وبذلُه لخدمة المسلمين ونفعِهم، والنهوض ببلادهم في سبيل نشر نور الرسالة المحمدية.
وآكدُ ما تكون المسؤولية على أهل البيت الواحد تجاه بعض، فقد روى البخاري في صحيحه (2554) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه.. والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم".
فلا تنتقل المرأة إلى المسؤولية الكبرى، مع التفريط في المسؤولية الصغرى.