يَا عَذَابِي،

يَا عَذَابِي،

يَا عَذَابِي...

يَا عَذَابِي، أَيْ وَجَعُ هَذَا

الَّذِي تَحْمِلُهُ قِسْمَاتك بِصَمْت،


وَأَيّ سُكُون ذَاكَ الَّذِي

يَتَكَلَّمُ دُونَ أَنْ يَنْبِسَ حَرْفًا؟

كَأَنَّك تَخْرُجُ مِنْ زَمَنِ اخَرَ،

مِنْ دَهْشَة قَصِيدَة لَمْ تُكْتَبْ بَعْدُ،

مِنْ ذَاكِرَة عَتِيقِه تَحْفَظ الْمَدَى

بِعِطْر الرُّجُولَة وَسَمَّتْ الْوَقَار...

يَا مَنْ تَقِفُ فِي حَضْرَةِ الميكرفون

كَأَنَّكَ تُلْقَى عَلَى الزَّمَانِ بَيَانُه الْأَخِير،

وَتَرَعب الْحُنَيْن بِبِسْمه فِيهَا

مِنْ الْكِبْرِيَاءِ مَا يَحْنِي الرَّأْسِ،

وَفِي عَيْنَيْك سُؤَالٌ لَا يُجَاب،

وَسَفَر طَوِيلٍ مِنْ صَمْتٍ يُشْبِه الْغِيَاب...

يَا عَذَابِي،

كَمْ مِنْ نَسَمَةٍ مَرَّتْ عَلَى كَتِفَيْك،

وَكَمْ مِنْ أُنْثَى رُسِمَتْ صُورَتَكِ

فِي خَيَالُهَا أُمْنِيَة لَا تُقَال؟

وَكَمْ مِنْ صَوْتِ خَافَتْ دَاخِلك

لَمْ يَجِدْ لَهُ وَطَنًا فِي الزِّحَام؟

أَأَنْت شَاعِر ضَلَّ طَرِيقَ الْوَرِق؟

أَمْ نَجْم أَضَاع سَطْوَعه

فِي سُطُور الْعَاشِقُات؟

تِلْكَ الْبَدْلَة الْبَيْضَاء،

كَأَنَّهَا تُعْلِن هُدْنَةٍ مَعَ الْحُنَيْن،

وَرَبْطِه عُنُق أَزْهَرَتْ عَلَيْهَا أَوْرَاقٌ الْخَرِيف

تَحْمِل ذَاكِرَة الْحِكَايَات الْمُخَبَّأَةِ فِي صَدْرِك...

كُلُّ مَا فِيكِ يُرْوَى حِكَايَةً،

مِنْ نَظَرِهِ مُشْبِعَة بِالدَّهْشَة،

إلَى شَفَةٍ نِصْفُهَا صُمْت، وَنِصْفُهَا حُنَيْنٌ،

إلَى يَدِ تَمَسَّك الْمَايك

كَمَا يُمْسِكُ الْعَاشِق بِاخَر أَمَل لَهُ أَنْ يُقَالُ...

يَا عَذَابِي...

هَلْ كُنْتَ تُغْنِي لِلْحَبّ؟

أَمْ كُنْتَ تُنْشِد لِلْعُمْر حِينَ مَرَّ سَرِيعًا؟

أَمْ كُنْتَ فَقَطْ،

تُحَاوِلُ أَنْ تُخْبِئ وَجَعِك فِي صُورَةِ

أَرَادَتْ الْأَبَدِ إنْ يَحْتَفِظ بِهَا؟

بِقَلْمي

غَيْم..! ,سلطان الزين ,زهرة الشمس معجبون بهذا

المصدر: منتديات أحاسيس الليل - من قسم: • •₪• نــاي شــاعر •₪•

---

dQh uQ`QhfAdK