أركانوشروطالشهادتين الشيخ محمد طه شعبان قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ". أولًا: معنى
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ".
أولًا: معنى أشهد أنْ لا إله إلا الله:
الإيمان بالقلب والإقرار باللسان أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى؛ فلا يستحق العبادة أحدٌ غير الله تعالى؛ فإنه وإن كانت هناك معبودات تعبد من دون الله تعالى إلا أنها معبودات باطلة؛ وأما المعبود بحق فهو الله تعالى وحده؛ كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62].
ثانيًا:أركانلا إله إلا الله: لها ركنان:
الركن الأول: النفي: أي: نفي الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى؛ بقولك: (لا إله).
الشرط الأول: (العلم): فلا بد أن يكون الإنسان عالمًا بمعنى (لا إله إلا الله).
كما قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].
وقال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ ﴾؛ أي: بـ (لا إله إلا الله)، ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]؛ أي: يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم.
وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ"[1].
الشرط الثاني: (اليقين): فلا بد أن يكون قائلها مستيقناً بها غير شاك فيها.
كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾ [الحجرات: 15]؛ أي: لم يَشُكُّوا.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ"[2].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ نَعْلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: "اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"[3].
الشرط الثالث: (القبول): بمعنى أن يكون قائلها قابلًا لها بقلبه ولسانه؛ فلا يَرُدُّ شيئًا مما جاء عن الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لا بقلبه ولا بلسانه.
كما قال تعالى عن المؤمنين: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].
الشرط الرابع: (الانقياد): أي: الاستسلام؛ فلا بد أن يكون قائلها مستسلمًا بأفعاله الظاهرة لله ولرسوله.
كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 22]؛ أي: من يستسلم لله تعالى فهو المستمسك بالعروة الوثقى؛ وهي (لا إله إلا الله).
والفرق بين الانقياد والقبول: أن القبول يكون بالقلب واللسان، والانقياد يكون بالأفعال الظاهرة.
الشرط الخامس: (الصدق): أي: يكون قائلها مُصَدِّقًا بها بقلبه غير مُكَذِّبٍ لها.