الشيطان !! ذلك الجني الملعون الذي عصى الله سبحانه وأمتنع أن يسجد لأبينا آدم عليه السلام، فطرده الله تعالى من رحمته أبد الآبدين، فلما أيقن بمصيره المشؤوم أراد غواية الإنس
الشيطان !!
ذلك الجني الملعون الذي عصى الله سبحانه وأمتنع أن يسجد لأبينا آدم عليه السلام،
فطرده الله تعالى من رحمته أبد الآبدين،
فلما أيقن بمصيره المشؤوم أراد غواية الإنس بكل وسيلة وطريقة
الشَّيْطانُ في اللغة على وزن فَيْعال ومشتق من الجذر اللغوي (شَطَنَ) وهو أصلٌ مطّرد صحيح يدلُّ على البُعد. فسُمِّي الشيطان بذلك لبُعده عن الحقّ وتمرُّده.
وقد ذكرت مشتقات (شطن) في القران الكريم 88 مرة في 78 آية.
وأيضا يمكن أن يطلق لفظ الشيطان على أشرار الإنس أيضاً كما في قوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ﴾ الأنعام-122.
وعند تتبع مواضع ذكر الشيطان – لعنه الله – في القرآن الكريم تتبدى لنا ظاهرة مهمة وهي تأكيد القرآن على أنه “عدو” ووجوب إتخاذ الإنسان له عدو والحذر من إتباع خطواته.
حيث نص القرآن على أنه “عدو” في أربعة عشر موضع، بل وصف بأنه “عدو مبين” في تسعة مواضع مما يدل على خطورته،
فأي عدو أشد ممن يقود الإنسان إلى العذاب الأبدي؟!
قال تعالى: ﴿إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا﴾ الإسراء-53،
وقال عز من قائل : ﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا﴾ فاطر-6،
وقال سبحانه: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ يس-60.
وقد جرت عادة العقلاء على الحذر من العدو والإستعداد له،
خصوصاً إذا كان “عدو مبين”. وأن الغفلة عن ذلك فيها مخاطرة قد تؤدي للهلاك الأبدي.
وهنا تأتي أهمية معرفة هذا العدو ووسائله للتنبه لخطره ودفع شره.
وفي ما يلي سرد بأفعاله ووسائله مما ذكر في القرآن الكريم:
1- الإيقاع في الزلل: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾ البقرة-36. و إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ﴾ آل عمران-155.
2- تعليم الناس السحر: ﴿وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ البقرة-102.
21- أز الكافرين : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ مريم-83.
قال العلامة السيد الطباطبائي: “المراد تهييج الشياطين إياهم إلى الشر و الفساد و تحريضهم على اتباع الباطل”.