ما الحكمة في ضمير الجمع في ختام الآية، بعد ضمائر الإفراد؟
الجواب – والله أعلم- له وجهان:
الوجه الأول: جواب المتقدمين، من تعليلهم بالحمل على المعنى لدلالة الاسم الموصول “من” في معناه على الجمع؛ فحمل عليه. وهذا جواب ظاهري.
والوجه الآخر: جواب عن سر الاختيار في الحمل على المعنى دون اطراد السياق على الإفراد!
فتتبعت نفي الخوف والحزن في القرآن الكريم، في سياق ذكر المؤمنين؛ فوجدته ورد في صيغة الجمع “
لَا خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
” في ثلاثة عشر موضعًا.
ولعل في ذلك أيضا إشارة إيحاء، إلى رفع الخوف والحزن عنهم مجتمعين، بما ينالهم من شفاعة بعضهم، ورحمات اجتماعهم، وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم ورفيقهم في الدارين، ممن قصّر به السير أو تعثر في دروب السالكين.