مكانة الصحابة رضي الله عنهم في الكتاب والسنة (خطبة) الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري مكانةُ الصحابةِ رضي الله عنهم في الكِتابِ والسُّنةِ الحمدُ للهِ الهادي مَنِ استَهْدَاهُ،
مكانةُ الصحابةِ رضي الله عنهم في الكِتابِ والسُّنةِ
الحمدُ للهِ الهادي مَنِ استَهْدَاهُ، الواقي مَنِ اتَّقَاهُ، الكافي مَنْ تَحَرَّى رِضَاهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم عليهِ وعلى النبيِّينَ، وآلِ كُلٍّ والصحابةِ والتابعين، ما رَجَا راجٍ مَغْفِرَتَهُ ورُحْمَاهُ، آمينَ.
أما بعدُ: فيا أيها الناسُ اتقوا الله، واعْرِفُوا فضلَ وحُقوقَ أَصْحَابِ نبيِّكُم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
قال ابنُ مسعودٍ: (إنَّ اللهَ نَظَرَ في قُلُوبِ العِبادِ فَوَجَدَ قَلْبَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ العِبادِ، فاصْطَفَاهُ لنَفْسِهِ، فابتَعَثَهُ برسالتهِ، ثمَّ نظَرَ في قُلُوبِ العِبادِ بعدَ قَلْبِ محمدٍ، فوَجَدَ قُلُوبَ أصحابهِ خيرَ قُلُوبِ العِبادِ، فجَعَلَهُم وُزَرَاءَ نبيِّهِ، يُقَاتِلُونَ على دينِهِ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه أحمد شاكر، فَمَنْ هُمُ الصحابة؟ وكَمْ عَدَدُهم؟ وأولُ مَن أَسْلَمَ منهم؟ وما مكانتُهم في القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ الْمُشرَّفةِ وعِندَ أهلِ السُّنةِ والجماعة؟
الصحابيُّ كما قال الإمام البخاري: (مَن صَحِبَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أوْ رَآهُ مِنَ المسلمينَ فهُوَ مِن أصحابهِ) انتهى، وقال عليُّ بنُ الْمَدِينيِّ: (مَن صَحِبَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أوْ رآهُ ولو ساعةً مِن نهارٍ فهوَ مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) انتهى، وقال ابنُ حَجَر: (الصَّحابيُّ: مَن لَقِيَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُؤْمناً بهِ وماتَ على الإسلامِ) انتهى.
فَلِلَّهِ ما أعظمَ هذا التكريم الذي حَظِيَ به أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ما كانَ ولَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ سِوَاهُم بعدَ الأنبياءِ عليهمُ الصلاةُ والسلام.