هل تعلم أن القدريبحث عن مصلحتك
و أن المصائب هي( لك) و ليست (عليك)..
كيف ذلك..؟
قال تعالى ..
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
و انظر هنا إلى دقة التعبير القرآني فهو قال ( لنا ) و لم يقل (علينا)
بمعنى المصيبة هي لصالحك و ليست عليك..
فخرق السفينة مصيبة لكنها كانت لصالحهم
قتل الغلام أيضا مصيبة لكنها كانت لصالحهم ..
فأنت عندما تستوعب مفهوم القدر بهذا الشكل تقول هذا الكلام ..👇
(قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا)
و ليس علينا
و بالتالي فمتى فهمت المشكلة على هذا النحو فلن تسخط و لن تضجر لانك سترى الحكمة في كل ما يقع و إن كان ظاهره شر فيحصل لك الرضا..
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول
(من رضي فهو الرضا )
فالمصيبة إذا لما تأتي يريد الله بها أن تراجع حساباتك مع ربك..
و هؤلاء الذين يصلون إلى هذا القدر من الفهم و الرضا سماهم الله في كتابه الحكيم الربيون أو الربانيون قال تعالى ..
( و كأي من نبي قاتل معه ربيون كثير )
تصور جيش بقيادة نبي و قوام الجيش ربيون ..
تتوقع انتصارا يزلزل الأرض فإذا بهم ينهزمون
لكن المفاجأة الكبرى هي أن الهزيمة لم تهزهم لأنهم يقرئون الأحداث على هذا النحو ..
لم يقولوا اعتدوا علينا ..تآمروا علينا ..خدعونا
لا بل قالوا هذا من أخطائنا و إسرافنا على أنفسنا و نحن نعتذر إلى ربنا ..
لهذا صححوا ماضيهم بقولهم
( ربنا اغفر ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا و تبث أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
بمعنى تب علينا و اغفرنا لنا كل اخطائنا حتى ننتصر عليهم..
طلبوا السند من الله لانهم غير معتمدين على انفسهم و لا على قوتهم بل معتمدين على الله ..
و لاحظ معي هنا فقد صححوا ماضيهم و حاضرهم و مستقبلهم بالعودة إلى الله لهذا قال لهم الله بعدها مباشرة ..
(فأتاهم الله ثواب الدنيا و حسن ثواب الآخرة و الله يحب المحسنين)
فهذه هي القراءة الصحيحة للمصائب..
تماما كما فعل نبي الله يونس عليه السلام عندما وقع في مصيبة ..
👈 أولا صحح ماضيه و اعترف بذنبه..
( لأنه يعرف أن كل ما يقع لنا من مصائب هو بسبب ذنوبنا و أخطائنا
👈 ثانيا صحح حاضره و بادر بالاستغفار في قوله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
👈 ثالثا صحح مستقبله بحسن الظن بالله
قال تعالى (فظن ألن نقدر عليه) بمعنى لن نقدر عليه الموت
رغم صعوبة الظرف و سوداوية الموقف( منتهى الثقة بالله )
فماذا كانت النتيجة ..👇
(فنجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين )
بمعنى هي ليست ليونس عليه السلام فقط
بل لكل من ينهج نهج يونس من المؤمنين..