مقال: الأدب وقلة الأدب.

مقال: الأدب وقلة الأدب.

الأدب بكل أشكاله الشعرية والنثرية له محددات، وكل الفضاءات الرحبة والمتنوعة التي يسير في آفاقها يجب أن تكون منضبطة، سواء في عواطفها أو في معانيها، بدون القفز عن العاطفة أو المبالغة فيها، أو الاستلقاء في مستنقع الخطيئة الأدبية.
1- في العاطفة الأدبية.
العاطفة هي من أهم العوامل المؤثرة في وصول العمل الأدبي إلى القارئ، تلك العاطفة كلما كانت صادقة كلما كانت مؤثرة وفاعلة، وينعكس هذا بالتالي على العمر الافتراضي للقصيدة أو القصة أو الخاطرة.
ولكن كثيرا ما أتساءل: لماذا أغلب الأعمال الأدبية تتسم بالحزن؟
حيث أن أغلب الأدباء تغلب على كتاباتهم طابع الحزن، فأبو الأدب العالمي الروائي الروسي (دستوفسكي)، والروائي فيكتور هيجو ، وحتى في عالمنا العربي هناك بعض روايات (نجيب محفوظ) وأغلب روايات (محمد عبد الحليم عبدالله) تمتاز بالمعاناة والألم والحزن الشديد، وقد يكون ذلك بسبب البيئة القاسية التي عاشها هؤلاء فأخرجت لديهم أقسى ابداعاتهم على شكل لوحة حزينة عميقة.
ولكن يا ترى هل أدباء العصر الحالي ومعشر الكاتبون في المدونات والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي انعكست بيئتهم وضنك عيشهم على كتاباتهم فخرج معظمها على هذا القدر من الحزن لتتوشح حروفهم كل هذه الكآبة؟
ببساطة، لعل أن التعبير عن الحزن هو أكثر الابداعات الكتابية وذلك لأنه الشعور بالحزن هو أصدق المشاعر التي يعيشها الفرد، وخاصة في ظل شعورنا بأن مشاعر الفرح والسعادة والتفاؤل هي مشاعر عادية جداً الكتابة فيها وعنها غير مؤثر في الآخرين سوى للتشجيع أو طرح التجارب الشخصية لكل هذه الأحاسيس الايجابية.
إلا أنه من المستغرب المبالغة أحياناً في التعبير عن مشاعر الحب (على سبيل المثال) باللوعة والقسوة والهجران والحزن والضنك، وكأن هذا الشعور الأنيق يتم وأده بين مجموعة من المشاعر التي لا يستحقها.

2- الأدب وقلة الأدب.
شعرة هي فقط تلك التي تفصل الأدب وقلة الأدب حين خلق قصيدة أو خاطرة أو قصة، وهذه الشعرة قد تنكسر فيتحول الابداع والأدب إلى تيه وقلة أدب، وإن أردنا وضع بعض الأمثلة لمن يسميهم البعض "كبار الأدباء العرب" سيكون مثالي على شاعرين أحدهما (نزار قباني) والآخر ( محمود درويش)، وحينما نتناول قباني والذي يلقّب بشاعر المرأة، وهناك من يسميه المدافع عن المرأة، استغربت من أين جاءوا بهذه الألقاب له وقد كان في قصائده الجريئة أكثر من اهان جسد المرأة وجعل مفاتنها وكأنها عبارة عن عرض في سوق تجاري، بل يعتبر أكثر شاعر عربي أهان المرأة في وصف قبيح وهجاء واضح لعوراتها في كثير من قصائده، فضلاً عن كونه الشاعر الذي جعل المرأة في عين المرأة والرجل أداة للمتعة وليست جزءً من أعمدة بناء أسرة، ناهيكم عن مساسه بالذات الإلهية في أكثر من قصيدة، وكأن هذا الأسلوب أسلوب يعني التميز والخروج عن المألوف في سبيل المحاكاة التاريخية لأعماله.
وحين الاشارة للمساس بالذات الإلهية فلا بد الاشارة إلى مثالنا الآخر، وهو الشاعر محمود درويش، والذي يعدّ أحد أكثر الشعراء تلفظاً على الذات الإلهية، حيث أنه قد وصل لمرحلة السخرية من الإله ومن الصلاة والدعاء، بل جعل من حبيبته "ريتا" وهي صهيونية الأصل (إلهاً) يجب عبادته.
لا أحد ينكر شاعرية هذين الرجلين، وأن لهما أثر في القصيدة العربية لا يجاريهما فيها من هو يتبع مدرستهما، ولكن وبنفس الوقت فإن الأدب عموماً، والشعر خاصة، كلما زاد نقاؤه سيهجر الابتذال المجتمع، وكلما تطرق الشعر إلى صلب قضية كلما كان منيراً لها.

المقالة بقلمي.. سبق نشرها.

حـُـلم ,مسگ ,N@gh@m و 1 آخرون معجبون بهذا

سليدا

المصدر: منتديات أحاسيس الليل - من قسم: •₪• حــكي الغــيم •₪•

---

lrhg: hgH]f ,rgm hgH]f>

بداية الحمد الله على سلامتك من جديد أيها الكاتب القدير
•قلم الرصاص •
أمامي الآن مقال رائع بعنوانه وجميل بفكرته

ولكن أقف عند بعض النقاط لست معارضة ولا ناقدة

ولكن أقول أخالفك الرأي أو وجهة نظر

وقبل العودة لنقاش

أختم وأنشر وأضيف لك مكافأة

فاصل وأعود

♥• نشمــي•♥ ,ساقي الورد معجبون بهذا

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليدا
بداية الحمد الله على سلامتك من جديد أيها الكاتب القدير
• قلم الرصاص •
أمامي الآن مقال رائع بعنوانه وجميل بفكرته

ولكن أقف عند بعض النقاط لست معارضة ولا ناقدة

ولكن أقول أخالفك الرأي أو وجهة نظر

وقبل العودة لنقاش

أختم وأنشر وأضيف لك مكافأة

فاصل وأعود







سلمك الله
وكل عام وانت بخير..
النقاش لا يفسد للود قضية.. وكذلك الاختلاف البعيد عن الخلاف.
بالتأكيد لكل منّا قناعاته، وما هذه المقالة إلا لتبادل الآراء أكثر من كونها فرض رأي.
خالص الاحترام.

كتابة الشعر موهبة وأغلبها تأتي من معاناة
فـ يبدع الشاعر في وصف أحزانه
لـ يتغلب الطابع الحزين أكثر
أما عن شعراء قلة الأدب كما تصف
وتخص بـ الذكر قباني و درويش
ومع إحترامي لـ رائك
انهم شعراء كبار برغم التصنيف
ولهم متذوقي أشعارهما وجمهور كبير
آما شاعر المرأة نزار كما لقب
لأنه الأدق في وصف مشاعرها
كاان الأجرىء والأصدق ولآ آظن تم وصفها كـ سلعة
وشعراء قلة الأدب إشتهروا منذ عصور الأقدم
وهم كثر مثل شاعر الخمر أبو نواس في العصر العباسي
يمتلك أشعار عدة في وصف جسد المرأة
ويذكر هناك شعراء إباحة ,,,,كثر
وربما يحق لـ الشاعر مالآ يحق لـ غيره
نشمي
تقبل رائي بـ رحابة صدر
مع الشكر لـ طرح المقال .

♥• نشمــي•♥ ,ساقي الورد ,سليدا معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة n@gh@m

كتابة الشعر موهبة وأغلبها تأتي من معاناة
فـ يبدع الشاعر في وصف أحزانه
لـ يتغلب الطابع الحزين أكثر
أما عن شعراء قلة الأدب كما تصف
وتخص بـ الذكر قباني و درويش
ومع إحترامي لـ رائك
انهم شعراء كبار برغم التصنيف
ولهم متذوقي أشعارهما وجمهور كبير
آما شاعر المرأة نزار كما لقب
لأنه الأدق في وصف مشاعرها
كاان الأجرىء والأصدق ولآ آظن تم وصفها كـ سلعة
وشعراء قلة الأدب إشتهروا منذ عصور الأقدم
وهم كثر مثل شاعر الخمر أبو نواس في العصر العباسي
يمتلك أشعار عدة في وصف جسد المرأة
ويذكر هناك شعراء إباحة ,,,,كثر
وربما يحق لـ الشاعر مالآ يحق لـ غيره
نشمي
تقبل رائي بـ رحابة صدر
مع الشكر لـ طرح المقال .

أهلاً بك يا نغم..
أعتقد أن وصف الحزن والمعاناة من الكاتب أمر سهل، وصفاً وتعبيراً حتى لو كان الشاعر في تلك اللحظة التي يكتب فيها بقمة سعادته!!
وهنا أتحدث عن كتّاب المواقع الالكترونية، وسأعطيك مثال:
قد تجدي خاطرة أو قصيدة تنزف عشقاً ولوعة وضيقاً واختناقاً من حالة حب يصفها الكاتب في عمله الأدبي، وقد تمس مشاعر القارئ، وقد تكتشفي في لحظة ما أن هذا الكاتب بالأصل لا يقيم علاقة أو لا يعيش قصة حب من الأصل،، بهذه الحالة ماذا يمكن أن نسمي هذه الخاطرة أو القصيدة، هل هي محض خيال مثلاً، أو محض كذب، أو غير ذلك؟!
أما بخصوص قلة الأدب،، والأدب، فهناك نقاط مهمة يجب أخذها في عين الاعتبار، وقد تناولتها في المقالة، وحاولت التركيز عليها وهي من المسلمات :
1- الشاعران كبيران ولهما تاريخهما ومكانتهما في الشعر العربي.
2- لا يمكن لمثلي المتذوق والقارئ ( كأي مهتم) أن ينتقد شعراً، وإلا لغرقتُ في بحورهما الشعرية، بل أتكلم عن جانب معين قد لا يتناوله إلا ( البسطاء) مثلي من المغمورين في تذوق الأدب الشعري، وهو استخدام العبارات الإباحية ومساس الذات الإلهية، سواء كانت في عصرنا الحديث أو حتى في العصر الجاهلي أو العباسي أو غيره من العصور، فهل هذا يجوز أدباً ؟ وهل أن الشعر القائم على مثل هذه الألفاظ مبررٌ لأنه من قديم الزمان؟؟

وسأنتهي بنقطة جوهرية تفضلتي فيها، وهي "أن الشاعر يحق له ما يحق لغيره"، فهل تقصدين أن الأبواب مشرعة على مصراعيها للشعراء لاستخدام أي كلمات يرونها تخدم نصهم الأدبي حتى وإن كانت تلك الكلمات محرمة اخلاقياً؟!

وأكرر هنا، أن هذا المقال لأتعرف على ما لا أعرفه فانهل من آرائكم،،

N@gh@m ,سليدا معجبون بهذا

نزار قباني ومحمود درويش لهم شعر مبتذل ويصل للعربدة..
قالو عن نزار شاعر المرأة ..!!
(( ركز نزار قباني في شعره على المرأة، وعلى العناصر الجنسية في جمالها، وعلى تمرّدها وثورتها على التقاليد والمجتمع.)) انتهى..

شكرا لك اخي الكريم

♥• نشمــي•♥ ,ساقي الورد ,سليدا معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزين

نزار قباني ومحمود درويش لهم شعر مبتذل ويصل للعربدة..
قالو عن نزار شاعر المرأة ..!!
(( ركز نزار قباني في شعره على المرأة، وعلى العناصر الجنسية في جمالها، وعلى تمرّدها وثورتها على التقاليد والمجتمع.)) انتهى..

شكرا لك اخي الكريم

هما أمثلة ليس اكثر..
و هما ليسا لٌبّ الموضوع، بل فلنعتبره:
قلة الأدب والتطاول على الذات الإلهية في الأدب العربي.

شكرا لمرورك.

سليدا معجب بهذا

عُدنا والعودة أحمد

أشاطرك الرأي أن أدبنا اول اهتماماته هو العاطفة

وأن أغلب الكتابات يسكنها الحزن فأغلب الأقلام منذ زمن لحد الساعة أبدعت في الحزن وأتخدته صديقا

وأوافقك أيضا أن قلة الأدب قد مست الكثير من أدبنا وفكرنا وعقلنا فبعض الكتابات تجاوزت أخلاقيات المجتمع والمعتقدات والدين وخالفت العادات والتقاليد

فمجنون ليلى لم يحضى بها وهو ابن عمها لأنه تغزل بها شعرا

فالشعر سيدي أول مطالعه هو الوقوف على الاطلال والتغني بالمرأة والتغزل بها فحتى البردة وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدة مطلعها بانت سعاد ........
فلما نعاب على القباني حينما لٌقب بشاعر المرأة أو نعيب على محمود درويش مع أنها ألقاب أطلقها النقاد على هؤلاء الشعراء والكتاب لأنهم وجدوا أن أغلب كتابات القباني عن المرأة .................وما القباني الا امتداد لما كتبه ممن سبقوه

وما رأيت في شعر محمد درويش الا الحب والتغزل والدفاع عن الوطن .......وما نقلته من أقاويل حول هؤلاء الشمعتان اللتان ظلتا مشتعلاتان لحد الساعة الا دليل قاطع على أنها صراعات فكرية يتعرض لها كل كاتب أو شاعر ناجح

حاولت ان اختصر رأي حتى لا اطيل الحديث ولربما أعضائنا الكرام لهم باع وثروة في هذا الجانب

وما استحضرته هنا هو ما قرأته أيام الثانوي قد مر عليها 15 سنة .
ملحوظة بسيطة : ما رأيته ان كتابات بعض المبدعين في زماننا هذا فيها جزءكبير من الاحاطة بمكانة المرأة من حيث جعلها نزوة عابرة في حياته ..

أكرر شكري على طرحك الشيق والمفيد

تمت الاضافة

مبروك

محبتي

ساقي الورد ,N@gh@m معجبون بهذا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لك اخي النشمي
طبعا وبما انك كاتب وانحن هوات ويدفعنا حبنا للكتابه من خلال فهمنا البسيط ورصيدنا المتواضع جدا فترفق بنا ولا تجرنا الى الاعماق
....
مامن كاتب او شاعر الا ويكون هدفه من الكتابة
وصول كلماته الى من يسمعها ويتأثر بها والمزارع
يختار ما يمكن ان يكون رائج في السوق وكذلك التاجر ومن هنا نجد ان الضوابط تحد من الانتاج
اذ كانت لا تتناسب مع ما يحتاجه المكان والزمان
ولا تكون ذات اهمية الا اذا وضعتها في ميزان الدين وهذا حلال وهذا حرام
اليوم النشمي كتب مقال يريد ان يبين فيه وجهة
نظره وما يراه من وقوع في مستنقع الخطيئة
فعليه ان يجد وسيله يستطيع بها التعامل مع زمان واجيال التعامل معها من الصعوبة بمكان
ولعل الاشارة في حديثك الى كتّاب كبار اختارو
الكتابات الحزينه او انهم عاشوا جوانب من حياتهم اخرجت منهم هذا الحزن خير دليل على
ان المتلقي هو من جعل تلك الكتابات اشهر من نار على علم
اذا كانت هناك لحظات تمر على الانسان يكون فيها صادق مكشوف فهي لحظات الحزن والهم
وكما ذكرت اخي نشمي هي ابلغ في تاثيرها
على المتلقي فكيف بها وهي على لسان شاعر
او كاتب ولعل حفظ تلك الابيات عند عامة
الناس ليتغنو بها في احزانهم شي يبين اننا
الى الاحزان اقرب وهذا واقع الشعوب
اما عن قلة الادب في الكتابات والشعر فهذا ما اشرنا اليه من ضوابط لا يمكن العمل بها لا عند شاعر المراة ولا شاعر الوطن لا عند نزار ولا مظفر النواب وهل في شعر احمد شوقي انضباط عندما يقول ..رمضان ولّا هاتها ياساقي..مشتاقة تسعى الى مشتاق
في كل العصور والازمنه وعند كل الشعراء
في الدولة الاموية جرير الاخطل الفرزدق
والعباسية ابونواس وبشار وغيرهم وكلهم لا يعرفون للضوابط طريق
والعامة والخصة والنقاد يرونهم جهابذة في مجالهم .. وفي زمننا تفرد نزار في وصف
المراة بشكل يتناسب مع بعض الواقع فالمراة
اليوم غيرها بالامس فكما خرجت هي على
الضوابط خرج النص الى حيث هي فكان الابداع
اما التطاول على الذات الالهية فهذا غير مقبول
وننكره ونعافه رغم وجوده بين ثنايا ما يعجبنا من الطرب والشعر كما هو في كلمات اغنية عبدالحليم ..قدر احمق الخطى سحقت هامتي خطاه .ايضا هناك محكمة سعودية حكمة على
الشاعر الفلسطيني اشرف فياض بالاعدام لترويجه افكار تدعو للالحاد وسب الذات الالهية
والتويتر يغص بشعراء اليوم وهم يتفننون
في قوافيهم بما لا يدع مجال للشك بانه الالحاد
بام عينه وعلى رأسهم الشاعر اليمني البارع المقيم في امريكا جبر على بعداني
فلا نحن ولا غيرنا يقبل بهذا
وما احسسنا به من خلال موضوعك اخي النشمي
هو الحرص والتمسك بالكلمة التي تصنع الطريق
الصحيح وتكون منهج ومسؤلية نتوارثها

لك الشكر والتقدير استاذنا الفاضل
ومنك المعذرة ان تكشفت لك بعض الهفوات

سليدا معجب بهذا

مقال مميز
سلمت يمناااك
تقييمي..