منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم .. (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=5788)

غَيْم..! 01-Oct-2021 03:23 PM

النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
؛

النفس المطمئنة....




الحمدُ لله خلق النفس فسواها، وألهمها فجورها وتقواها، وأشهد ألا إله إلا الله وحده
لا شريك له رب الخلائق ومولاها، وأشهد أن محمدًا أزكى البرية وأتقاها، صلى الله وسلم
عليه وعلى آله وصحبه ما بزغت شمس بضحاها..
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله؛ ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 278].
أيها المؤمنون!
طيب حال النفس إنما يكون بقدر ما قام فيها من طمأنينة، تسكب فيها السكينة
والهدوء والاستقرار. وذاك الحال أبلغ حال تصل النفوس إليه. فما حقيقة تلك الطمأنينة؟
وما أثرها على النفس؟ وما سبل تحصيلها؟
النفس المطمئنة – كما قال ابن القيم -: نفس قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره وذكره
ولم تسكن إلى ما سواه، فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه
وخبره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى التصديق بحقائق أسمائه وصفاته
واطمأنت إلى الرضى به ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، واطمأنت إلى قضائه وقدره
واطمأنت إلى كفايته وحسَبِه وضمانه، فاطمأنت بأنه وحده ربها وإلهها ومعبودها ومليكها
ومالك أمرها كله، وأن مرجعها إليه، وأنها لا غنى لها عنه طرفة عين!
أيها المسلمون!
متى حلت الطمأنينة في ربوع القلب ترقّى صُعُدًا في معراج الإيمان السامقة
كما قال الله – تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4]
وبالطمأنينة اطراد العبودية وغدق الخير في معاصيف الحياة ومباهجها
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» رواه مسلم.
وبطمأنينة القلب استجلاء الحقائق عند اشتباه الأمور، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:
" الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ
وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْك " رواه أحمد وحسنه النووي.
وطمأنينة النفس وسكينتها تكسب القلب القوة والشجاعة وترشد إلى حسن التصرف
في أحلك الظروف، كما قال تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 9 – 11].
بل تهديه تلك الطمأنينة إلى قول الحكمة والصواب، كما قال ابن عباس – رضي الله عنهما -:
" كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه".
والطمأنينة غنى متى حل في القلب لم يفتقر أبدًا، قال حاتم الأصم:
" التوكل طمأنينة القلب بموعود الله تعالى، فإذا كنت مطمئنا بالموعود استغنيت غنى
لا تفتقر أبدًا ". وبتلك الطمأنينة تطيب الحياة وتزدان ويطيف بها السرور وإن برّحتها الآلام
يقول الله – تعالى -: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ ﴾ [الرعد: 28 ، 29] قال ابن عباس: " فرح وقرة عين ".
قال يحيى بن معاذ: " لم أجد السرور إلا في ثلاث خصال: التنعم بذكر الله، واليأس
من عباد الله، والطمأنينة إلى موعود الله – يعني: في الرزق - ".
ومنتهى الفرح الدنيوي للنفس المطمئنة يكون ساعة الاحتضار المريح حين يقال لها –
كما جاء في حديث البراء بن عازب -: " اخرجي أيتها الروح المطمئنة! اخرجي إلى مغفرة
من الله ورضوان، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء " رواه الحاكم وصححه ابن القيم.
وما تزال تحف البشائر تتوالى على رحاب تلك النفس المطمئنة حتى تبشر بالرضا من الله عليها
وبرضاها عن جزاء الله يوم الدين لها وهي ترجع إلى الأجساد التي عمرتها بالعبادة في الدنيا
لتساق وفود المتقين إلى الرحمن وجنته، ﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].



د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

؛

تعبت أراضيگ 01-Oct-2021 06:32 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
الله يعطيك العافيه ويجزاك الجنه
على هدا الطرح الراقي والجميل
ودي وتقديري

الموج..! 01-Oct-2021 06:58 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
جزاك الله خير..
وجعله في ميزان اعمالك..

عواد الهران 01-Oct-2021 07:41 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

غَيْم..! 02-Oct-2021 12:34 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
اشكركم على مروركم ..

- سُكرة. 02-Oct-2021 07:33 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
_
جزآكِ الله خيراَ .

Eashqi 02-Oct-2021 08:15 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك وجعله في ميزان حسناتك
تحياتي لك ولحضورك الجميل
شكرا لك

رَاعِي غَنَمَ 02-Oct-2021 09:17 PM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..

مستثناه 03-Oct-2021 02:07 AM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
جزاك الله خير الجزاء
وجعله في موازين حسناتك

غَيْم..! 03-Oct-2021 10:03 AM

رد: النفس المطمئنة,, د- عبد الله السحيم ..
 
اشكركم على مروركم ..


الساعة الآن 12:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009