![]() |
ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
ظاهرة الظلم فاجعة كبرى. ظاهرة الظلم فاجعةٌ كبرَى، وكارثةٌ عظمى، تُسقِط المجتمعات، وتدمِّر الهيئات، وتنسف المؤسسات، وتزرع الويلات، الظُّلمُ في البيوت، الظلم في الهيئات، الظلم في المؤسسات، الظلم في الأعمال، الظلم في القلوب، الظلم في النفوس. بل وتؤدِّي ظاهرةُ الظلم إلى تهميش الشريعة، وتعطيل الرسالة، وتعمل على سيادة القانونِ الوضعيِّ، وموالاة الأعداء، ومعاداة الأصدقاء، والحربِ على العلماء. الإفسادُ في الأرض شيمةُ المجرمين، وطبيعةُ المخرِّبين، وعمل المفسدين، والفساد في الأرض ضياعٌ للأملاك، وضيقٌ في الأرزاق، وسقوطٌ للأخلاق، إنه إخفاقٌ فوق إخفاق، وفشلٌ وراءَ فشل، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]، وبالتالي يتحول المجتمعُ إلى غابةٍ يأكل القويُّ فيه الضعيفَ، وينقَضُّ الكبير على الصغير، وينتقم الغنيُّ من الفقير، فيزداد الغنيُّ غنًى، ويزداد الفقيرُ فقرًا، ويقوى القويُّ على قوَّته، ويضعفُ الضعيفُ على ضعفه. لذلك الذي يُطلَق بعد أسرِه، ويرضى بعد ضَيمه، ويعزُّ بعد ذُلِّه، وينتصر بعد ظلمه، ويجزي السيئة بالسيئة ولا يعتدي ولا يتعدَّى - ليس عليه من جناح وهو يزاولُ حقَّه المشروع في إعادة هيبته، وعودة ضيعته، وجَبْرِ كسرته، فما لأحدٍ عليه من سلطانٍ، ولا لبشرٍ عنده من حقٍّ، ولا يجوز أن يقف في طريقه أحدٌ. إنما الذين يجبُ الوقوفُ في طريقهم هم الذين يَظلِمون الناسَ، ويقهرون البشرَ، ويبغون في الأرض بغير الحق؛ فإن الأرض لا تصلح وفيها مُستبد، والحياة لا تستقيم وهناك ظالمٌ، لا يقف له الناس لينصروه ويمنعوه من ظلمه، وفيها باغٍ يجور ولا يجد من يُقاوِمه ويقتص منه، وفيها مستبدٌّ لا يجد من يُوقِفه عند حدِّه. والله يتوعَّد الظالمَ الباغيَ بالانتقام العظيم، والعذاب الأليم، وعلى الناس كذلك أن يَقفوا له، ويأخذوا على يديه، ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 41، 42]؛ فالذي ينتصر مِمَّن ظَلَمه، ما عليه من مُساءلة، وما عليه من مؤاخذة، وما عليه من ملامة، وما عليه من سبيل، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39]، والله تعالى يقول: ﴿ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 194]؛ وهذا إِذْن سماويٌّ بمعاونة المظلوم ومساندتِه في البحث عن حقِّه المسلوب، واسترداد مالِه المنهوب، بل وعودة كرامته وحريَّته ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39]، وقع عليهم الظلم، ومن ثَم انتدبهم اللهُ لاسترداد حقهم، وهو معهم ينصرهم ويسدِّدُهم، وما عليهم بعد ذلك من سبيل. والخنوعُ، والهروبُ، والذلُّ: ليس من صفات المؤمنين، أحدُ الصحابة الكرام كان يمشي مُتبخْتِرًا أمام جيْش العدوِّ، فقال عليه الصلاة والسلام:)) إن الله يكره هذه المِشْيَة، إلا في هذا الموطن))، والتكبُّر على المتكبِّر صدَقة، ويقول الإمام الشافعي: "لا أسْمحُ لأحدٍ أن يتكبَّر عليَّ مرَّتَين"، قال تعالى: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148]، فالمظلومُ له أن يتكلَّم، وهناك حديثٌ في العَلاقات العامَّة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ الله يلوم على العجز))، فحينما تُغلب قل: حسبي الله ونِعم الوكيل، أما قَبل أن تُغلب فيجب أن تأخذَ بالأسباب، وتطرُقَ الأبواب، ثم تتعلق بمسبِّب الأسباب العلي الوهاب، وقبل أن تُغلَب يجب أن تَسْعى، وتُغطِّي كلَّ ثغرة، وأن تأخذ الأمور بِجِدِّيَّة، فإذا غُلِبْتَ - لا سمَح الله - فقل: حسبي الله ونِعم الوكيل، وهذا هو حال المسلم، فالمُسلم يُمثِّل دينَ الله تعالى، ودينُ الله عظيم، والمؤمن عزيز، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8]، ابتغوا الحوائِجَ بِعِزَّة الأنفس؛ فإنَّ الأمور تجري بمقادير، فلا ينبغي للمؤمن أن يُذِلَّ نفسَه، فالمؤمن عزيزٌ؛ لأنَّه سفير هذا الدِّين. ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 41]، هل يصلح لمن ضربك على خدِّك الأَيْمن أن تدير له الأيْسَر؟! هذه في الإسلام غيرُ مقبولة، أو أن تكيل له الصَّاع صاعين وتتجاوز؟ كذلك غير مقبولة، هذا هو الدِّين، وهذا هو المنطق، وهذا هو الكمالُ، أما حينما يَغلبُ على ظنِّك أن عَفْوَك عن أخيك يُصْلِحُهُ، فينبغي أن تعْفُوَ عنه، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 42]؛فالمؤمن لا يَبغي، وإذا بغى فليس مؤمنًا، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((يُطبع المؤمن على الخِلال كلها...))؛ فإذا خان وكذب فليس مؤمنًا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 42]، ولا ننسَ أن لصاحب الحق، ولولي الدم أجرًا عظيمًا، وفوزًا كبيرًا على صبره وعفوه، وهو وحدَه من يملك العفوَ، لا أحد غيره، كيف.. ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]، ذُكر أن أحد الموظَّفين طردَه صاحبُ العمل، فأراد هذا الموظَّفُ أن ينتقم منه، وأخبر الجهات الجمركيَّة عن مستودعٍ فيه بضاعةٌ غير نظاميَّة، فجاؤوا وكَشفوا المخالفة، وغرَّموه بِمَبلغ كبير جدًّا تقريبًا ستمائة ألفٍ، صاحبُ العمل حَقَدَ على هذا الموظَّف، وما كان منه إلا أن أطلقَ عليه النار فأَرْداه قتيلاً، فَحكموا عليه بالسجن ثلاثين سنة! الأمر هنا مختلف، فالأول اهتمَّ بالأمر لطردِه، والثاني رد عليه وأنهى حياتَه من مُنطلقِ حِقده، فلو أنَّ هذا الإنسان رأى أن الذي حدثَ له مِن الله تعالى، لَما فعل هذا؛ فهو من أجل أنَّ إيمانه ضعيفٌ، ويقينَه هيِّنٌ، فعل الذي فعل؛ فلا هو الذي تبيَّن، ولا هو الذي صَبر، ولا هو الذي عَفا، فكانت النتيجةُ سوداويَّة. الحقد ليس حلاًّ، ولا يجلب حقوقًا منهوبة، ولا ضَيْعة مسلوبة؛ إنما القصاص بالحقِّ؛ فهو حياة، وليس لمن وقع عليه الظلمُ من سبيلٍ في أن يرفع الظلمَ عن نفسِه بالطريق السليم، والهَدي المستقيم، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل. اللهم ارفع الظلمَ عن المظلومين، واحقن دماء المسلمين، وعليك بالظالمين المفترين يا رب العالمين. |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
جزاك الله كل الخير
|
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
|
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ والزهور والأنغامْ وألحانِ الشكرِ والاحترامْ لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري وإمتناني لردكِ الكريم ,, تحياتي الوردية ... لكـ خالص احترامي |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
بارك الله فيكم وأرضاكم
واصلوا اتحافنا بكل جديد ومفيد وألأمثل لمنتدانا الغاليٌ |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ
لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ والزهور والأنغامْ وألحانِ الشكرِ والاحترامْ لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري وإمتناني لردكِ الكريم ,, تحياتي الوردية ... لكـ خالص احترامي |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
https://lh3.googleusercontent.com/pr...ZEF0VDJMDYZFhk باارك الله فيك وجزاك الله كل خير طرح قييم ومفيد اشكرك على ماانتقيت سلمت وسلمت الايااادي جعله الله فى ميزان اعمالك تحيتي لك وبانتظاار جديدك دمت وبحفظ الرحمن https://lh3.googleusercontent.com/pr...ZEF0VDJMDYZFhk |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ
لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ والزهور والأنغامْ وألحانِ الشكرِ والاحترامْ لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري وإمتناني لردكِ الكريم ,, تحياتي الوردية ... لكـ خالص احترامي |
رد: ظاهرة الظلم فاجعة كبرى.
جزاك خير الجزاء
يعطيك العافية على الطرح |
| الساعة الآن 05:24 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010