منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   التشاؤم من سُلفة الصباح! (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=35398)

سلطان الزين 21-Sep-2025 04:01 PM

التشاؤم من سُلفة الصباح!
 
التشاؤم من سُلفة الصباح!

وليد بن عبده الوصابي


بسم الله الرحمن الرحيم


عادة سيئة أوقعت الناس في قطع الأواصر، واحتقان القلوب -وياليتها لم تعدْ-.
لا أدري هل هي عادة عامة في البلاد العربية، أم أنها خاصة ببعضها؟
صليت الفجر، وبعدها مررت على بائع ... لأشتري منه؟
فأخبرته قبل الشراء، أنها قرضة إلى منتصف النهار؟
نظر إلي وكأنه لا يعرفني، وقال لي: عادنا ما فوّلت!! (يعني: لم أبع نقداً حتى الآن)
قلت له -وبدون حوار- السلام عليكم.
رجعت إلى بيتي وفي قلبي حزن وأسى من هذه العادة السيئة، أكثر مما في قلبي على البائع المقلِّد!
(عادنا ما فولت) هذه الكلمة مبنية على اعتقادات فاسدة، وتقاليد كاسدة... يزعمون أن السلف أو الاقتراض، من الصباح فيه التلف والاحتراض!!
وهذا -لا شك- اعتقاد باطل، وتشاؤم مائل، ليس عليه أثارة من علم، بل ظن وتخمين، فمن فرّق بين الصباح والمساء، في البيع والشراء؟!
الوقت واحد، والحكم واحد فلم يرد تخصيص وقت على وقت في الاقتراض من عدمه.
من نبّأكم أن السلف (الدين) من الصباح يوقعكم في التلف والفقر؟
تشاؤمٌ ما لنا إلا العياذ به *** ونستجير بمولانا من النار
ولا بد للإنسان المسلم أن يكون ذا فعاليات إيجابية تفاؤلية، ولا يعط فرصة للفكر المسبق الذي عفا عليه الزمن، ويطرد القلق التوقعي الذي يشير إلى الإصابة بالفقر والإفلاس، إذا أقرضت الناس في الصباح.
وهذا أمر مهم جدّاً، وهذا ما يسمى: بفك الروابط، أو القضاء على الروابط؛ لأن الإنسان إذا ربط فكرة معينة بحدث معين، وأعطاها توقعاته واعتقاداته الباطلة؛ فستصبح حقيقة، ويصعب شفاؤها، إلا بالإذعان والتسليم، لأحكام الشرع الكريم.
والتشاؤم داء خطير تعاني منه كثير من المجتمعات العربية والغربية بصورة مبالغ فيها، بما في ذلك الرجال والنساء!
وأكبر دليل على ذلك: هو الإقبال الشديد على صفحة الأبراج التى تحظى بمتابعة كبيرة فى الصحف، ويبني عليها كثيرون ترتيبات يومهم فإما أن تصيبهم كارثة، أو خبر سار!!
وهذا قادح في التوحيد، وخادش للعقيدة، ومصيب للعقل بالهوس والشكوك والظنون والأوهام، وتسليم العقول إلى شياطين الجن والإنس يعبثون بها، ويسومون صاحبها سوء العذاب.
وفي التشاؤم؛ سوء ظن برب العالمين، واتباع للدجلة والشياطين، وهذا مزلق خطر؛ ينأى عنه من أراد سلامة عقله في الدنيا، وسلامة نفسه في الآخرة.
وعلى مر العصور نرى أن هناك ربط بين بعض الأشياء والتشاؤم بها، وكلها معتقدات فاسدة واهمة، ليس لها أساس من الصحة سوى توارث الأجيال لها، ونشوء الصغير عليها:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ماكان عوّده أبوه
والغريب أن هذا الأمر لا يقتصر على الجهلة والأميين فقط، بل تعداهم إلى كثير من المثقفين، وخريجي الجامعات، وأصحاب الشهادات: "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس" ولو أنهم عملوا بقول الله: "ولقد جاءهم من ربهم الهدى" لطردوا الهوى، وصاحبوا التقوى.
والتطيُّر فيه إحباط العزيمة، والعيش في أوهام خيالية، وتخيلات شيطانية؛ قد تقضي على سعادة المرء ومستقبله، وتجعله عضواً عاطلاً مائلاً لا نفع فيه ولا منه "كَلٌّ على مولاه".
ولخطر التشاؤم والطيرة؛ عدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الجِبت، -الذي هو السحر- فقال: (العيافة والطيرة والطَّرَق من الجبت).
رواه البخاري.
وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن كيفية صرفه عنّا، فقال: (يذهبه الله بالتوكل) كما علمه ربنا سبحانه، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم، في الآية: "فإذا عزمت فتوكّل على الله إن الله يحبّ المتوكلين".
وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن التطير يجده الرجل في نفسه فقال: (ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم).
قال تعالى: "وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله".
فينبغي أن لا يصدنا التطير عما عزَمْنا على فعله، وأن نمضي مستعينين بالله، متوكلين عليه، وأن نقول كما جاء في الأثر: (اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوّة إلا بك).
رواه أبو داود.
وروى أحمد وابن السُّني بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من ردَّته الطِّيرة عن حاجته؛ فقد أشرك) قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: (اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك).
جعلنا الله ممن يستمع القول؛ فيتبع أحسنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم.


وليد بن عبده الوصابي.
١٤٣٧/٧/٩

ناطق العبيدي 21-Sep-2025 09:11 PM

رد: التشاؤم من سُلفة الصباح!
 
تسلم يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

داانة البحر 23-Sep-2025 03:19 AM

رد: التشاؤم من سُلفة الصباح!
 


https://lh3.googleusercontent.com/Wo...34219528035923


باارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
طرح قييم ومفيد اشكرك على
ماانتقيت
سلمت وسلمت الايااادي
جعله الله فى ميزان اعمالك
تحيتي لك وبانتظاار جديدك
دمت وبحفظ الرحمن


https://lh3.googleusercontent.com/Wo...34219528035923















































عبادى 23-Sep-2025 09:44 AM

رد: التشاؤم من سُلفة الصباح!
 
طرح جميـــــل ..||
دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز...!!

وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..||

الحر 24-Sep-2025 11:44 AM

رد: التشاؤم من سُلفة الصباح!
 
جزاك الله خير
وكتب الله أجرك وبارك الله فيك

غَيْم..! 24-Sep-2025 02:27 PM

رد: التشاؤم من سُلفة الصباح!
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

زهرة الشمس 14-Dec-2025 05:16 PM

رد: التشاؤم من سُلفة الصباح!
 
باارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
طرح قييم ومفيد اشكرك على
ماانتقيت


الساعة الآن 07:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009