![]() |
الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
د. محمد جمعة الحلبوسي الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية أيها المسلم الكريم، لا شك إن نعمة العافية من نعم الله العظيمة، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل ربه دائمًا العافية، ويوصي أصحابه الكرام رضي الله عنهم بسؤالها، فقال صلى الله عليه وسلم: (( اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ ))[1]. يا ترى هل يَشعر الإنسان بالسَّعادة دون العافية؟ وهل يتمتَّع بالمال دون العافية؟ وهل يفرَح بالمنصب والجاه دون العافية؟ والله إنَّ العافية لا يَعدِلها شيءٌ أبدًا، العافيةُ أهنأ لِباس يَلبَسُه الإنسان، وأطيَب طعام يتذوَّقه، وأهدَأ نومَة يَنامها الإنسان. هذا سيدنا العَبَّاس بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ((سَلِ اللَّهَ العَافِيَةَ ))، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (( يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ، سَلِ اللَّهَ، العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ))[2]. قال المباركفوري (رحمه الله) في مَعْنَى الْعَافِيَةِ: إنَّهَا دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ, فَالدَّاعِي بِهَا قَدْ سَأَلَ رَبَّهُ دِفَاعَهُ عَنْ كُلِّ مَا يَنْوِيهِ, وَفِي تَخْصِيصِهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الدُّعَاءِ لعمه العباس وَقَصْرِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ تَحْرِيكٌ لِهِمَمِ الرَّاغِبِينَ عَلَى مُلازَمَتِهِ، وَأَنْ يَجْعَلـُوهُ مِنْ أَعْظَـمِ مَا يَتَوَسَّلـُونَ بِهِ إِلَى رَبِّهِـمْ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَيُسْتَدْفَعُونَ بِهِ فِي كُلِّ مَا يُهِمُّهُمْ, ثُمَّ كَلَّمَهُ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: "سَل اللَّهَ الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"، فَكَأنَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ قَدْ صَارَ عُدَّةً لِدَفْعِ كُلِّ ضُرٍّ، وَجَلْبِ كُلِّ خَيْرٍ"[3]. وهذا سيدنا أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه يقول: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (( سَلْ رَبَّكَ العَافِيَةَ وَالمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ))، ثُمَّ أَتَاهُ فِي اليَوْمِ الثَّانِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ((فَإِذَا أُعْطِيتَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَأُعْطِيتَهَا فِي الآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ))[4]. ذكر ابن الأثير في النهاية أن الفرق بين العافية والمعافاة، هو أن الْعَافِيَة أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الأَسْقَامِ وَالْبَلايَا، وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ, أما الْمُعَافَاةُ فهِيَ أَنْ يُعَافِيَك اللَّهُ مِنْ النَّاسِ وَيُعَافِيَهُمْ مِنْك، أَيْ يُغْنِيك عَنْهُمْ وَيُغْنِيهِمْ عَنْك، وَيَصْرِفَ أَذَاهُمْ عَنْك وَأَذَاك عَنْهُمْ"[5]. لذلك لا يجوز للمسلم أن يتمنى البلاء أو أن يستعجل عذاب الآخرة، هذا سيدنا أنس رضي الله عنه قال: عَادَ النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ (أي ضعف) فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟))، قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((سُبْحَانَ اللهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ أَفَلَا قُلْتَ: اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، فَشَفَاهُ))[6]. فالنبي صلى الله عليه وسلم عاتبه على استعجاله للعذاب وللبلاء، وأخبره بأنه كان يسعه أن يقول: ((اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)). قَالَ حَاتِمٌ الأَصَمُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ): أَرْبَعَةٌ لا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلاَّ أَرْبَعَةٌ: قَدْرُ الشَّبَابِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الشُّيُوخُ، وَقَدْرُ الْعَافِيَةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ أَهْلُ الْبَلاءِ، وَقَدْرُ الصِّحَّةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الْمَرْضَى، وَقَدْرُ الْحَيَاةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الْمَوْتَى"[7]. وقال بَكْرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْمُزَنِيِّ (رحمه الله): "مَنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَبَدَنُهُ فِي عَافِيَةٍ، فَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ سَيِّدُ نَعِيمِ الدُّنْيَا، وَسَيِّدُ نَعِيـمِ الآخِـرَةِ؛ لأَنَّ سَيِّـدَ نَعِيـمِ الدُّنْيَا هُوَ الْعَافِيَةُ، وَسَيِّدُ نَعِيمِ الآخِرَةِ هُوَ الإِسْلامُ"[8]. فسلوا اللهَ العفوَ والعافية في سجودكم، وعند إفطاركم، وبين الأذان الإقامة، فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية، وأكثِروا من قول: اللهمَّ إنَّا نسألك العفوَ، والعافية، والمعافاة الدَّائمة، في الدِّين والدنيا والآخِرة. نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم – باب: (5/ 417)، برقم (3558)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. [2] سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم – باب: (5/ 449)، برقم (3514) وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. [3] تحفة الأحوذي للمباركفوري: (9/ 348). [4] سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم – باب: (5/ 415)، برقم (3512) وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . [5] النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير: (3/ 265). [6] صحيح مسلم، كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ - بَابُ كَرَاهَةِ الدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا: (4/ 2068)، برقم (2688). [7] تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: (ص: 39). [8] المصدر السابق: (ص: 445). |
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
|
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
سلمت يمينك
على جمال نقلك هنا |
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
جزاك الله خير
|
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
دائما تبهرونا بمواضيعك التي تفوح منها عطر الابداع والتميز لك الشكر من كل قلبي |
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت دمت برضى الله وإحسانه وفضله |
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
|
رد: الدعاء بالعافية من أفضل الأدعية
https://img1.dreamies.de/img/816/b/5s7s8m6lofs.gif باارك الله فيك وجزاك الله كل خير طرح قييم ومفيد اشكرك على ماانتقيت سلمت وسلمت الايااادي جعله الله فى ميزان اعمالك تحيتي لك وبانتظاار جديدك دمت وبحفظ الرحمن https://img1.dreamies.de/img/816/b/5s7s8m6lofs.gif |
الساعة الآن 02:47 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas