![]() |
لكافيهات الواقع والنهايات
نسمع ونرى في بعض الكافيهات من الأخبار ، والمشاهد ما لا نعْرفه من قبل ، كاجتماع الشباب والفتيات بلا حواجز - لمجرد الترفيه - ، وكثرة المتبرجات ، والمعاكسات ، ورفع أصوات الغناء ، وغير ذلك من التصرفات . والحقيقة أن هذه المشاهد قد نراها هنا وهناك ، فليس الإشكال الأكبر هو وقوعها .. بل الإشكال الأكبر* : أن المقاهي – بهذا التنظيم - هي *محاضن*، تنتقل من خلالها المخالفات من مربع غير المألوف إلى مربع المألوف . فالمخالفات التي تقع فيها ليست من شخص مستتر بها ، ولا من شخص مجاهر عابر في الطريق .. بل هي مخالفات معلنة من خلال *(موقع ثابت)*، *و(مكان مؤسس)* يُسَهِلُ لأصحاب الشهوات مقاصدهم .. وهذا معنى الحضانة . وقد تكلم الماوردي وأبو يعلى في ( أحكامهما ) ، والشاطبي في ( الاعتصام ) عن هذا النوع من حضانة المعصية ، وبينوا خطره على التصورات ، ونقله غير المألوفات إلى مربع المألوفات - لاسيما في نفوس الناشئة - . والناظر في طريقة النبي ﷺ يتبين له عنايته العظيمة بالمحافظة على الأصول في موقعها ، وإبقاء غير المألوف في موقعه ، ليعرفه الناس ، ولا يختلط بالمباحات . بل حتى مراتب المباحات ، كان يفصل بينها ، حتى لا يرى الناس المباح - والذي معه كراهة - مألوفاً كالمباح - الذي لا كراهة معه - . لذلك لما أباح للنساء الخروج للمساجد ، لِمَا فيها من الأجر ، وسماع القرآن ، وسماع الخطبة ، لم يجعل هذا الإذن مؤثراً على الحكم الذي أسسه في النفوس - وهو إبعاد النساء عن المكان الذي يقصده الرجال - ، بل حافظ على هذا التصور ، فقال : *" لا تمنعوا نساءكم المساجد ، وبيوتهن خير لهن ".* فأذِن لهن مع التذكير بالأصل ، حتى لا ينتقل الخروج والاجتماع إلى مربع المألوف ، ويبقى البُعد والاعتزال عن الرجال هو الشعار الظاهر ، والصورة الغالبة الشائعة . فإذا كانت هذه طريقة النبي ﷺ في المباحات ، فكيف بمن يجعل المعاصي مألوفة كأنها من المباحات . وهنا أمر آخر*، وهو أن الراصد لواقع المقاهي – من بدايتها وحتى يومنا - يلاحظ أنها لا تقف عند حد معين ، بل تدفعها المنافسة ، وجذب الجمهور إلى إضافة أساليب أخرى أكثر جذباً ، وتخففاً من القيم ، وهذا مصداق قول السلف : *"ما ابْتُدِعت بدعة إلا ازدادت مُضَيَّا ، ولا تُركت سنة إلا ازدادت هرباً " . وأختم هذه الكلمات بنصيحة لكل من يقرؤها*: قد يأتي جيل لا يجد في هذه المشاهد حرجًا ، ولا تحرك فيه حَمية ، *لكن المهم أن نَسْلم أنا وأنت من أدنى مشاركة في هذا التشويه*، لا بمال ، ولا بتسويق . وإذا كنا نستنكر أن يعين أحدٌ مجاهراً بمعصيته بماله ، فإنَّ إعانة من يحتضن تغيير الهوية أشد وأعظم . وأقول لأصحاب هذا النوع من الكافيهات : لا تظن أن تمكين الله لك من عملك هذا ، هو خير أراده الله لك ، بل هو –والله - فتنة وابتلاء، قد ابْتُلي بها أصحاب السبت قبلك ، فقدموا لعاعة الدنيا وفتاتها على أمر الله. ووالله إنك لو خلوت بكبيرة من الكبائر في بيتك ، أو استراحتك ، لهو أهون من أن تُمضي أيامك ، ولياليك تنفخ في شمعة أضاءها محمد ﷺ د:إبراهيم بن محمد العبيكي |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
يعطيك العافية يارب ولك مني باقات من القرنفل تحمل في شذاها اسمي معاني الاحترام |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
انتقاء جميل
يعطيك العافية على جمال الطرح ل روحك السعادة .. |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
سلمت أناملك على الطرح المميّز
ويعطيك العافية على المجهود المبذول تحياتي وفائق شكري ولك كل الود |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
https://upload.3dlat.com/uploads/134728416112.gif غاااليتي موضوعك فى قمة الرروعه اشكرك وتسلم الايااادي على ماجلب وطرح دمتي ودام عطائك ودائماا بانتظااار جديدك الشيق احسنتي ولك تحيتي وتقديري كوني بخير https://upload.3dlat.com/uploads/134728416112.gif |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
|
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
طرح مميز سلمت يمناك الله يعطيك الف عافيه في انتظار جديدك بكل شوق |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
لكم من الابداع رونقه https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...fd8178c183.pngومن الاختيار جماله دام لنا عطائكم المميز والجميل |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
تسلم كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك تقديري |
رد: لكافيهات الواقع والنهايات
طرح جميل
لك .. كل الشكر والامتنان |
| الساعة الآن 05:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010