منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   أحاسيس القران وعلومه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=131)
-   -   تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...} (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=29330)

هجران 28-Mar-2024 02:04 AM

تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
تفسير قوله تعالى:

﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾


قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 51، 52].

في هاتين الآيتين تذكيرٌ لبني إسرائيل بوعده عز وجل لموسى عليه السلام أربعين ليلة؛ لينزل عليه التوراةَ المتضمِّنة للنعمة العظيمة عليهم، والهدى والنور لهم.

وكان هذا بعد تخليصهم من فرعونَ وإنجائهم من الغرق، ومن ثم مخالفتهم أمرَ موسى عليه السلام، وعبادتهم العِجلَ بعد ذَهابه لميقات ربه، ثم عفوه عز وجل عنهم؛ لأجل أن يشكروا الله.

والمنَّة على الآباء والعفو عنهم نعمةٌ عليهم وعلى الأبناء يجب على الجميع شكرُها.

قوله: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾: قرأ أبو عمرو: "وعدنا" بدون ألف بعد الواو، وقرأ الباقون ﴿ وَاعَدْنَا ﴾ بألف بعد الواو، والمعنى واحد.

أي: واذكروا حين واعدْنا موسى بنَ عمران عليه السلام أربعين ليلة؛ أي: حين واعد اللهُ موسى أربعين ليلة؛ لمناجاة ربِّه، وإنزال التوراة عليه، واعَدَه أولًا ثلاثين ليلة، ثم أتمَّها بعشر، فتمَّ ميقاتُ ربِّه أربعين ليلة؛ وذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142].

﴿ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ ﴾:"العجل" مفعول أول لـ"اتخذ"، والمفعول الثاني محذوف؛ لظهوره وعلمِهم به، واستهجان وشناعة ذكره، تقديره: إلهًا أو معبودًا.

وفي هذا إنكار عليهم، وتوبيخ لهم؛ أي: ثم جعلتم وصيرتم العجل إلهًا لكم من بعد ذهاب موسى لميقات ربِّه؛ أي: بعد أن غاب عنكم.

و"العِجل" في الأصل: ولد البقرة، والمراد به في الآية: تمثال من ذهب على هيئة العجل، نحَتَه وصنَعه السامريُّ في غيبة موسى عليه السلام، وقال لبني إسرائيل: ﴿ هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ﴾ [طه: 88]؛ أي: إن موسى ضلَّ أن يهتديَ إلى إلهكم وإلهه، وهو هذا العجل، قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 148].

وفي قوله: ﴿ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ تشنيعٌ عليهم؛ إذ كان الواجب عليهم انتظار ما يأتيهم به موسى من الشرع من عند ربه.

وفيه دلالة على سرعة نكوصهم عما عهد به إليهم، وتبديلهم ما ترَكَهم عليه، وانتهازهم لأول وهلة فرصة غيابه عنهم - وما بالعهد من قِدَم - دون مبرر يدعو لذلك، كبُعدٍ وتناءٍ، أو طول غيبة وانتظار، أو غير ذلك، كما قيل:
وما أدري أَغَيَّرَهم تناءٍ *** وطولُ العهد أم مالٌ أصابوا[1]

وقد قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

قوله: ﴿ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾الجملة حالية؛ أي: والحال أنكم ظالمون بعبادتكم العجلَ والإشراك بالله؛ لأن الشرك بالله أعظم الظلم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

أي: وأنتم ظالمون لأنفسكم؛ لتعريضها لعذاب الله عز وجل، والخلود في النار، غير معذورين؛ لأن موسى عليه السلام قد حذَّركم من مخالفه أمره، ونهاكم عن الشرك، وذكَّركم نعم الله عليكم؛ لتشكروه، كما قال تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 138 - 142].

[1] البيت للحارث بن كلدة. انظر: "الكتاب" لسيبويه 1 /88.

سلطان الزين 28-Mar-2024 02:41 AM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
طرح مفيد يعطيك العافيه

ملك الأحساس 28-Mar-2024 04:05 AM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
جزاك الله خير
على ذلك الطرح المميز

N@gh@m 28-Mar-2024 05:17 PM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
https://dso7.raed.net:451/files/1_4fc7a.png

احساس عاشق 28-Mar-2024 06:09 PM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
سّلّمّتّ اّلّاّنّاّمّلّ اّلّتّيّ خّطّتّ هّذاّ اّلّجّمّاّلّ
وّنّسّجّتّ مّنّ اّلّاّحّرّفّ بّدّيّعّ اّلّلّوّحّاّتّ
دّاّمّ عّطّاّئّكّ اّلّعّذبّ
وّدّمّتّ نّجّمّ لّاّمّعّ
وّدّيّ وّتّقّدّيّرّيّ وّاّحّتّرّاّمّيّ
كّاّاّنّ هّنّاّاّاّ
اّحّسّاّسّ عّاّشّقّ

حـُـلم 28-Mar-2024 10:58 PM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 

طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء

نَبض 30-Mar-2024 12:31 AM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
::

بارك الله فيك

غَيْم..! 30-Mar-2024 03:30 PM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
جزاك الله الجنه ونعيمها
تسلم ايدك و بوركت جهودك ..

لهفة شوق 02-Apr-2024 12:19 AM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

الحر 12-Apr-2024 05:24 PM

رد: تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...}
 
جزاك الله خير
وكتب الله أجرك وبارك الله فيك


الساعة الآن 01:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009