منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   عمى البصيرة والغرور (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=27452)

شمس 29-Nov-2023 08:46 PM

عمى البصيرة والغرور
 
الحمد لله الذي نهى عن الفساد في الأرض بعد إصلاحها بالإسلام والقرآن، أحمده سبحانه أنار بصائر أولي النهى بأنوار التوحيد والهدى والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، أرشد الأمة إلى طريق السعادة ودخول روضات الجنان، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ما تعاقبت الليالي والدهور والأزمان.

أما بعد:
فعندما تعمى البصيرة، لا يُنتَفع بنظر العيون، وعندما يصل الغرور إلى الجنون، يصعب التراجع، وعندها تكثر الفوضى والمصادمات، ويبقى معظم البشر في حيرة مما يحيط به ويسمع، ويتطلع إلى من ينقذه مما هو فيه، والله - سبحانه وتعالى - خلق العباد ليعبدوه، وليعمروا الأرض على وَفق ما أراد - جل وعلا.

قال -تعالى-: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: ].

وقال - سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

وقال - جل وعلا -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].

لقد أرسل الله الرسل مبشِّرين ومنذرين، فمن أطاعهم سعد في دنياه وأخراه، ومن عصاهم شقي في دنياه وأخراه، وقص الله علينا في كتابه العزيز ما حلَّ بمن بغى وطغى وكفر بالله، من ويلات في الدنيا، وما توعَّدهم به في الآخرة من صنوف العذاب، وأخبر أن أمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- هي خير الأمم، ونبيَّها خاتمُ الأنبياء، قال -تعالى-: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110].

وقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، وهو الدين الصالح لكل زمان ومكان، والمصلِح للبشرية والحياة، فمن الْتزم بأوامره، وانتهى عن نواهيه، سعد في حياته العاجلة، وفاز في الدار الآخرة، وبقدر ما يبتعد العبد عن تعاليم ربه، ويرتكب نواهيَه، يناله من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة، بقدر ما بعد به عن تعاليم ربه.

إن غرور اليهود، وعمى بصيرة النصارى - أحدث في معظم البشرية اليوم ما أحدث، وبقدر طاعة من أطاعهم ناله من الشقاوة في الدنيا ما ناله، والله له بالمرصاد في الآخرة إن لم يتب ويرجع إلى الله قبل موته، ولو قيل: إنه يمكن أن يتراجع اليهود والنصارى عن بعض ما هم عليه من أجل التعايش، قلنا: رضاهم له غاية.

يقول ربنا - جل وعلا -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]؛ فحملاتهم على الإسلام ومنابعه الصافية، وأخلاقه وتعاليمه السامية، وفتكُهم بالمسلمين ومقدراتهم - أكبرُ شاهدٍ على ذلك.

فعلى المسلمين - حكومات وشعوبًا - أن يغيروا ما هم عليه من حال، ويصححوا ما وقعوا فيه من أخطاء، ويرجعوا إلى الله بإيمان وصدق، ويعلموا حقيقة أنهم أصحاب رسالة سامية، وأن إنقاذ البشرية مما وقعت فيه اليوم من ويلات لن يكون إلا بالإسلام وتعاليمه، ورجاله الصالحين المصلِحين، والصادقين مع الله في ذلك؛ فعليهم أن يتداركوا الأمر قبل أن يستفحل الداء، ويصعب الدواء؛ فإن الرجوع إلى الله واستدراك الأمر من صالح البشر؛ فهم المحتاجون إلى الله، والله غني عنهم، والله - سبحانه وتعالى - يبتلي عباده؛ ليظهر الصادق في إيمانه، فيجازيه بالسعادة في الدنيا، والنعيم في الآخرة، ويكشف المنافق فيجازيه بالشقاوة في الدنيا والعذاب في الآخرة؛ فنفع طاعة الله عائد على العبد نفسه، والله غني عن عباده، يقول - جل وعلا -: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

فالله ناصرٌ دينَه، ومعلٍ كلمتَه، ولو كره الكافرون، وهو الموفِّق من شاء من عباده لنصر دينه، فيسعد في دنياه وأخراه.

يقول - جل وعلا -: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40 - 41].

إن الله - عز وجل - يهيئ من يشاء من عباده لنصر دينه وإصلاح أهله، وإلا فالله غني عنهم؛ فعلى العباد الناصحين لأنفسهم أن يغتنموا فضل الله عليهم، فينصروا دينه؛ لينالوا العزة في الدنيا والكرامة في الآخرة.

أرجو الله - جل وعلا - أن يوفِّق المسلمين للرجوع إلى الله، والعمل لنصر دينه، والأخذ بالقوة كما أمرهم الله بذلك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعي

نَبض 30-Nov-2023 01:49 AM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
::

بارك الله فيك

احساس عاشق 30-Nov-2023 01:57 AM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
سّلّمّتّ اّلّاّنّاّمّلّ اّلّتّيّ خّطّتّ هّذاّ اّلّجّمّاّلّ
وّنّسّجّتّ مّنّ اّلّاّحّرّفّ بّدّيّعّ اّلّلّوّحّاّتّ
دّاّمّ عّطّاّئّكّ اّلّعّذبّ
وّدّمّتّ نّجّمّ لّاّمّعّ
وّدّيّ وّتّقّدّيّرّيّ وّاّحّتّرّاّمّيّ
كّاّاّنّ هّنّاّاّاّ
اّحّسّاّسّ عّاّشّقّ

ورد 30-Nov-2023 02:24 AM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكـ
لاعدمنا جديدك





N@gh@m 30-Nov-2023 06:13 AM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
https://up6.cc/2023/11/170053400803981.png

الحر 30-Nov-2023 09:13 AM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
سَلِمت الأنَامل المُتألِقة لِروعة طَرحها
دَام الحضُور والعطَاء

متيم 30-Nov-2023 01:50 PM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
جزاك الله خير جزاء
ونفع بما قدمتي
ودي

غَيْم..! 30-Nov-2023 03:42 PM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

الجادل 30-Nov-2023 09:17 PM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
..

تسسسسلم انمولاتك
طرح مميز
لاعدمناك

،

حـُـلم 30-Nov-2023 09:21 PM

رد: عمى البصيرة والغرور
 
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء


الساعة الآن 03:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009