![]() |
القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [النساء: 12]. من سمات القرآن العجيبة ومن خصائصه التي تفرَّدَ بها عن كل كلامٍ - أنَّه في أعلى درجات الفصاحة، وفي أسمى مراتب البيان، وهذا الأمر يظهر جليًّا في عدة أمور؛ منها: أنه لم يتغير على مدار ثلاث وعشرين سنة، وكل كاتبٍ يظهر التفاوتُ في كلامه، ولا سيما مع طول أمد الكتابة؛ لأنه يتأثر بما يكتسب مع الزمن من ملكة البيان، وأساليب البلاغة ما يظهر في كلامه من جودة السبك، وحسن النظم، وبراعة التعبير، وهو أمرٌ مشَاهَدٌ لا يحتاج إلى استدلال. والقرآن من أوله إلى آخره على درجةٍ واحدةٍ من الفصاحةِ، في أعلى درجات البيان، فليس بين آياته وسوره شيءٌ من التباين، ولا تجدُ أثرًا للاختلافِ بين أوله وآخره، وهذا من دلائل إعجازه وأنَّه كلامُ رب البشر. ومنها: أنك تستشعر في كل كلام تقرؤه حالَ كاتبه، فتحكم أحيانًا من خلال كتاباته بما يعتمل في صدره من سعادةٍ غامرةٍ تكاد تنطق بها كلماتُه، حتى تخرجه إلى حدِّ الطيش أحيانًا، أو حزنٍ بليغٍ تكاد تَحرِقك زفرات أنفاسه التي تتردد بين السطور من شدَّةِ الغمِّ أحيانًا، أو هموم تنوء بحملها الجبال الرواسي تستشعر ثقلها في تلك الحروف والكلمات، فينوء بحملها لسانُك ويضيقُ من ثقلها صدرُك، ولا يسلمُ أحدٌ من الخلق من ساعات تمر به يجيش صدره بتلك المشاعر، وتعتمل فيه تلك الأحاسيس، ومع ذلك لا نرى لذلك أثرًا في القرآن، وقد مَرَّ بالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامُ الحزن، وأصابه ما أصابه من آلام، ولم يظهر لذلك في القرآن أثرٌ؛ لأنه ليس كلام بشرٍ، إنما هو كلام رب البشرِ. ومنها أنه لم تتغير فصاحته بتغيُّر ألوان خطابه؛ كالقصص، والأحكام، والتوحيد، والوعظ، ففي هذه الآية التي بين أيدنيا كل الكلام عن الفروض المقدرة للزوجين، واختلاف أحوالهما من وجود الولد وعدمه، وميراث الكلالة، وأحوال الأخوة واختلافهم قلة وكثرة، وذكر النصف، والربع، والثمن، والثلث، والسدس، وذكر الوصية والدين، ومع ذلك فهي تحلق في سماء البيان، شأنها شأن سائر آيات القرآن، ولِمَ لا؟ أليس هو كلام الرحمن ومنها أنه لا تتغير فصاحته بطول الآيات ولا بقصرها، فالإيجازُ فيه إعجازٌ، والإطنابُ فيه إعجازٌ، لا يخلق عن كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، ولا يُعلى عليه؛ لأنه كلام الله تبارك وتعالى. سعيد مصطفى دياب |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
|
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
متصفح متميز جزاك الله خير الجزاء
لا عدمنا جديدك |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
-
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد جزآك الله خيراً و كتبها الله في موآزين حسنآتك |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
جزاك الله خير الجزاء..
|
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
سّلّمّتّ اّلّاّنّاّمّلّ اّلّتّيّ خّطّتّ هّذاّ اّلّجّمّاّلّ
وّنّسّجّتّ مّنّ اّلّاّحّرّفّ بّدّيّعّ اّلّلّوّحّاّتّ دّاّمّ عّطّاّئّكّ اّلّعّذبّ وّدّمّتّ نّجّمّ لّاّمّعّ وّدّيّ وّتّقّدّيّرّيّ وّاّحّتّرّاّمّيّ كّاّاّنّ هّنّاّاّاّ اّحّسّاّسّ عّاّشّقّ |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
::
بارك الله فيك |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
،
تسلم الأنامل ع المجهود ربي يسعدك لاعدمناك ، |
رد: القرآن لا تتغير فصاحته بتغير ألوان خطابه
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
| الساعة الآن 08:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010