منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   يا نفس توبي (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=25327)

نواف 27-Aug-2023 11:58 PM

يا نفس توبي
 
يا نفس توبي ....

ما أجمل أن يعرف العبد الهدف الذي يقصده، والغاية التي يسير إليها، وأن يدرك الطريق إلى الله، والأجمل من ذلك كله أن يضع قدميه بثبات ويقين على ذلك الطريق، نحو المقصد السامي والنبيل، وما أسعده حين يجعل أول تلك الخطوات هي تطهير النفس، وتزكيتها من الشوائب والعلائق التي تعيقها عن الوصول إلى الغاية الرشيدة، والحياة السعيدة، في جنة الرحمن وتحت ظلال الرحمة والرضوان، فإن هذا كله لا يتأتَّى في ظل وجود ذلك الركام من الموانع والصوارف من الذنوب والآثام.

لهذا كان الحديث إلى النفس؛ فهي أداة العمل التي زوَّدها الله باستعدادات الخير والشر، والهدى والضلال، فالنفس إما إناء للطاعة والتقوى، وإما وعاء للضلال والفجور، وقد عظم الله أمرها وأقسم بها فقال سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشّمس: 7-8].

والنفس تدعو إلى التكاسل والعصيان، والتقاعس عن تأدية أوامر الرحمن، ومقتضيات الإيمان، تارة بالوساوس نحو المهاوي والهلكات: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *} [ق: 16].

وتارة تأمر بالسوء، وفعل ما يسوء فتجلب للعبد فساد الحال، وسوء المآل إلا من عصم الله: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يُوسُف: 53].

لذا كان لابد من مجاهدة النفس، وتخليصها من كل ما يشينها ويدنسها؛ لاسيما وأنها قد جُبلت على الضعف والتقصير، وحب الدنيا، والملذات، ومسايرة سلطان الشهوات، قال تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ *وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العَاديَات: 6-8].

ويكون ذلك بالإقبال على الله، والرجوع إلى الحق، واتهام النفس، ودعوتها إلى التوبة، لاسيما وأن الله سبحانه يحب لعباده التوبة بل وأرادها لهم: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النِّسَاء: 27].

فإن الله يريد لعباده اليسر والسلامة، والسعادة في الدنيا والآخرة، والذي لا يكون إلا في هذا الدين، والتمسك بأوامره، والتحاكم إلى أحكامه، والتأدب بآدابه، متى أردنا النجاة والفوز والفلاح.

فإن للعبد أعداءً متربصين؛ نفسٌ تدعوه إلى الرغبات والشهوات، وهوًى يهوي به إلى الدركات والهلكات، ودنيا غَرورٍ ذات فتنٍ وزخارفَ وملذاتٍ، وشيطانٌ مريدٌ، وضع التدابير وأعلن العداوات، وأتباعُ ضلالٍ وأربابُ غوايةٍ، يريدون بالناس الردى والضياع، وخسارة الدارين.

وإن السبيل الأمثل لتزكية النفس ونجاتها وفلاحها، ومقاومة أعدائها، والتصدي لحيلهم؛ إنما هو بالتوبة والعودة إلى الحق.

ومن تأمل نهاية المطاف، وعاين عواقب الأمور ومستقبلها، ونظر بعين الأناة والبصيرة، فله حينها أن يتساءل: أين لذة المعصية وأين تعب الطاعة؟!
لقد رحل كلٌّ بما فيه؛ رحلت الطاعة وبقيت لذتها، ورحلت المعصية وبقيت حسرتها، نعوذ بالله من العمى والخذلان.

{فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. [الحَجّ: 46]
وكما قيل: "فليت الذنوب إذا تخلّت خلت!"[1]. أي: ليتها حين تخلَّت عنك وتركتك، تركت لك بالًا خاليًا من الهموم.


يقول يحيى بن معاذ رحمه الله: "مَنْ أَرْضَى الْجَوَارِحَ فِي اللَّذَّاتِ، فَقَدْ غَرَسَ لِنَفْسِهِ شَجَرَ النَّدَامَاتِ"[2].

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها - من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها --لا خير في لذة من بعدها النار[3]


نفعنا الله و اياكم من فيض علمه ..

غَيْم..! 28-Aug-2023 12:03 AM

رد: يا نفس توبي
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

* السلطان * 28-Aug-2023 01:19 AM

رد: يا نفس توبي
 
الف

شكر

علي

جمال

طرحك

المعتفس 28-Aug-2023 01:25 AM

رد: يا نفس توبي
 
بارك الله فيك ونفع بك

AL-PRINCE 28-Aug-2023 05:17 AM

رد: يا نفس توبي
 
أحسنتم الطرح
بآرك الله في جهودكم
ودمتم بهذا التوهج
الله يعطيكم الصحة العآفية
https://up.zalghaym.com/do.php?img=28392

الحر 28-Aug-2023 07:33 AM

رد: يا نفس توبي
 
متصفح متميز جزاك الله خير الجزاء
لا عدمنا جديدك

مسگ 28-Aug-2023 04:04 PM

رد: يا نفس توبي
 
جزاك الله خير الحزاء.

نبُض جآمح ❥ 28-Aug-2023 04:10 PM

رد: يا نفس توبي
 
-





جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

ليان الحربي 28-Aug-2023 05:47 PM

رد: يا نفس توبي
 
بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد
جزآك الله خيراً
و كتبها الله في موآزين حسنآتك

الجادل 28-Aug-2023 06:06 PM

رد: يا نفس توبي
 
،


متصفح متميز جزاك الله خير الجزاء
لا عدمنا جديدك


،


الساعة الآن 06:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009