![]() |
الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
ضربت السيدة مريم بنت عمران وأم سيدنا عيسى، المثل في التوكل على الله، والثقة في موعوده ووفير رزقه، فقد وردت قصة مريم في القرآن: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]. فمريم بنت عمران التي اصطفاها ربها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين وكيف حباها الله بنعمة القنوت ووهبها جمال الطاعة وروعة الصورة، وهو الذي تقبَّلها من قبل أن تكون شيئًا مذكورًا.. أحبها الله وألقى عليها القبول فأحبتها ملائكته وأحبها من في الأرض؛ فكانت في بذرتها العبادة وسقياها التقوى وفي نمائها العفة والحياء؛ فكان بفضل من الله أن تولى رعايتها نبي كريم من بني إسرائيل رزقه الله علم الدين والدنيا هو زكريا عليه السلام. الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد سعد زكريا عليه السلام بالبتول مريم وهي تكبر أمام عينيه، فرعاها حق الرعاية، وعاش على يقين من ربه السميع العليم، فزاده الرب طول الدعاء بأمل لا قنوط فيه.. كان عبدًا قانتا يعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وقد وجد في "مريم" الورع والصبر وقوة التحمل في خدمة بيت المقدس، فرباها وعلمها من الدين وأحسن كفالتها؛ فصار كل من يراها يحبها وينعتها بالعذراء الطاهرة، كلما دخل عليها زكريا المحراب - وهو موضع خلوتها الذي كانت تقنت وتسجد وتركع فيه لرب العالمين - وجد عندها ما يكفيها من طعام طيب وشراب، وفي مرة سألها: يا مريم.. من أين لكِ هذا الرزق الوفير المبارك؟ قالت بكل يسر واطمئنان: هو من عند الله؛ إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. والثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}. سورة الذاريات الآية (56-58). فقد خلق الله المخلوقات وأحصاها عدداً، ورزقها من فيض خيره فلم ينسَ من فضله أحداً، ومن المعلوم أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، وأن الواجب على الإنسان أن يسعى وأن يأخذ بالأسباب، كما كانت تفعل مريم، قال تعالى " فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)". فكلٌ مُيَسَّرٌ لما خُلق له، كما جاء في الحديث: {إنَّ رُوح القُدسِ نَفَثَ في روعي أنه لن تَمُوتَ نفس حتى تستكمل رِزْقها وأجَلَها}. أخرجه أحمد. والرزق كله بيد الله سبحانه وتعالى يقسمه على عباده، كما في قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}. سورة فاطر الآية (3)، ومع ذلك فالإنسان يُمْتَحَنُ في رزقه كما يُمْتَحَنُ في صحته وأولاده وماله. الرزق والاستغفار ومن مسببات الرزق الاستغفار، قال الله تعالى في سورة نوح: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}. وقد رُوي عن ابن عباس? رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لَزِم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كُلِّ هَمٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب). وفي قصة الآية الكريمة {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاةِ وَاصْطَبرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}. سورة طه الآية (132). قال المفسرون: الآية عامة وقد نزلت في «عوف بن مالك الأشجعي» أسر المشركون ابنه، فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدوَّ أسر ابني وجزعتْ أمه فما تأمرني؟ فقال- صلى الله عليه وسلم- له : اتق الله واصبر، وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول «لا حول ولا قوة إلا بالله» ففعل هو وامرأته، فبينما هو في بيته إذ قرع ابنه الباب، ومعه مائة من الإبل غفل عنها العدو فاستاقها فنزلت: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}. فالسعي والاكتساب (العمل) وهو سبب شريف لكسب الرزق الحلال الطيب لذلك أمر الله به {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }. سورة الملك الآية ( 15). والعمل أمر ضروري لسير الحياة حتى آخر لحظة من عمر الإنسان للحديث: {إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل} |
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
جزاك الله كل الخير
|
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
|
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
::
بارك الله فيك |
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ |
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه حَمآك آلرحمَن ,,~ |
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم لا عدمناك |
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
|
رد: الثقة في رزق الله من كمال إيمان العبد
جزاك الله خير الجزاء..
|
| الساعة الآن 10:45 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010