منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   سجود القلب (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=12257)

فرح 13-Apr-2022 03:24 AM

سجود القلب
 
من تحقَّق بمعاني الأسماء والصِّفات شهِد قلبُه عظمة الله تعالى، فأفاض على قلبه الذلَّ والانكسار بين يدي العزيز الجبار.
ولا شك أنَّ تمام العبوديَّة لا يتمُّ إلا بتمام الذلِّ والانقياد لله، وأكمَلُ الخلق عبوديَّة أكملهم ذلًّا وافتقارًا وخضوعًا؛ بحيث يحصل للقلب انكسار خاص لا يشبهه شيء؛ فهو يَرى حينئذ أنَّه لا يصلح للانتفاع إلا بجَبْرٍ جديد من خالقه ورَبِّه ومولاه، وحينئذ يَستكثر القليلَ من الخير على نفسه كأنَّه لا يستحقه، ويستكثر قليلَ معاصيه لعظَمَة الله تعالى في قلبه؛ وذلك هو سُجود القلب، سئل بعضُ العارفين: أيَسجد القلب؟ قال: نعم، يَسجد سجدةً لا يَرفع رأسَه منها إلى يوم اللِّقاء.

ومَن سجد هذه السَّجدة سجدَت معه جميعُ جوارحه، وعنا الوجه للحيِّ القيُّوم، ووضع خدَّه على عتبة العبوديَّة التي يقول عنها ابن تيمية: "مَن أراد السَّعادة الأبديَّة فليلزم عتبةَ العبوديَّة".

حُكي عن بعض العارفين أنَّه قال: "دخلتُ على الله من أبواب الطَّاعات كلها، فما دخلتُ من بابٍ إلَّا ورأيت عليه الزحامَ، فلم أتمكَّن من الدخول حتى جئتُ بابَ الذلِّ والافتِقار، فإذا هو أقرب باب وأوسعه، ولا مزاحم فيه ولا معوق، فما هو إلَّا أن وضعتُ قدمي في عتبته، فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه".

وإذا تأمَّل العبدُ وشهِد بقلبه "الربَّ تبارك وتعالى مستويًا على عرشه، متكلِّمًا بأمره ونهيه، بصيرًا بحركات العالم؛ علويِّه وسفليِّه، وأشخاصه وذواته، سميعًا لأصواتهم، رقيبًا على ضمائرهم وأسرارِهم، وأمْرُ الممالك تحت تدبيره نازلٌ من عنده وصاعِد إليه، وأملاكه بين يديه تنفِّذ أوامره في أقطار الممالك، موصوفًا بصِفات الكمال، منعوتًا بنعوت الجلال، منزَّهًا عن العيوب والنقائص والمثال، هو كما وصَف نفسَه في كتابه وفوق ما يصفه به خلقُه، حيٌّ لا يموت، قيُّوم لا ينام، عليم لا يَخفى عليه مِثقالُ ذرَّة في السموات ولا في الأرض، بصير يرى دبيبَ النَّملة السوداء على الصخرة الصَّماء في الليلة الظلماء، سميع يَسمع ضجيجَ الأصوات باختلاف اللغات على تفنُّن الحاجات".

وإذا تأمَّل العبدُ ذلك ألَا يَدعوه إلى تعظيم الخالق العظيم، فلا يَستصغر في حقِّه معصية قطُّ مهما صغرَت، ولا يستعظم في حقِّه طاعة قط مهما عظمَت؟
قال القرافي في سرِّ تَحريم العُجب: "إنَّه سوء أدَب على الله تعالى؛ فإنَّ العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرَّب به إلى سيِّده؛ بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيِّده لا سيما عظمة الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الزمر: 67]، أي ما عظموه حق تعظيمه".

فانظر وفَّقك الله كيف يثمِر التأمُّلُ في الأسماء والصفات والتعبُّدُ بها من معرفة عظمة الله تعالى، وما يثمره ذلك من الأدب مع الله والذلِّ بين يديه واحتقار كل عمَل يتقرَّب به إليه؛ إذ هو قليل في حقِّ عظمته تعالى، وما يثمره ذلك من الخوف منه والبعدِ عن معاصيه؛ إذ كلُّ عظيم يُخشى من مخالَفة أمره والوقوع في نهيه؛ فكيف بأعظم عظيم جلَّ وعلا؟

* السلطان * 13-Apr-2022 04:07 AM

رد: سجود القلب
 
بارك الله فيك

وجزاك الله كل خير

وجعله بموازين

حسناتك يارب

N@gh@m 13-Apr-2022 12:33 PM

رد: سجود القلب
 
https://i.top4top.io/p_2294j4su91.png

غَيْم..! 13-Apr-2022 08:22 PM

رد: سجود القلب
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

فرح 14-Apr-2022 02:12 AM

رد: سجود القلب
 
شكرا من القلب لاخلا ولاعدم

متعب 15-Apr-2022 04:30 AM

رد: سجود القلب
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

فرح 17-Apr-2022 04:47 AM

رد: سجود القلب
 
شكرا من القلب لاخلا ولاعدم

مسگ 19-Apr-2022 10:20 PM

رد: سجود القلب
 
جزاااك الله خير الجزاااء..

اسير الغلا 19-Apr-2022 11:55 PM

رد: سجود القلب
 
جزاك الله خير الجزاء وجعله بموازين حسناتك
موضوع قيم وراقي بارك الله فيك

سحآب 20-Apr-2022 04:51 PM

رد: سجود القلب
 
جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك


الساعة الآن 02:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009