![]() |
{ إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (16)
﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ قِيلَتْ هذهِ العبارةُ العَجيبةُ لـمُوسى صلى الله عليه وسلم ثلاثُ مراتٍ.. قالها لهُ العبدُ الصالحُ الذي آتاهُ اللهُ رحمةً وعلمًا، وعلَّلَ ذلكَ بقولهِ: ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴾ [الكهف: 68].. فأقدارُ اللهِ تعالى فوقَ امكانياتِ عُقولِنا، وأكبرُ من مُستوى إدرَاكِنا.. فلا عَجبَ أنْ يتكرَّرَ اعتراضُ موسى عليه السلامُ في كُلِّ مرةٍ: ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴾ [الكهف: 71] ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ [الكهف: 74] ﴿ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ [الكهف: 77].. تعبيرًا منهُ عليهِ السلامُ عن عدمِ الرِضا.. فالخضرُ عليهِ السلامُ لم يخبرهُ حِينها أنَّهُ فَعلَ ما فَعلَ بأمرِ اللهِ تعالى، وليسَ مِنْ قِبلِ نفْسِهِ.. تأمَّل: فخرقُ السفينةِ يمثلُ فَشلًا لأحَدِ مَشارِيعِنا، أو تَلفًا لأحَدِ مُمتلكاتِنا، لكِنَّهُ في الحقِيقَةِ مَنعَ شَرًا كبيرًا.. وقَتلُ الغُلامِ يُمثِلُ فقدًا لمن نُحِبُّ، لكِنَّهُ في الحقِيقَةِ رَحمةً وخيرًا للمَيتِ ولمن فَقدَهُ.. وبِناءُ الجِدارِ وحَبسُ الكنزِ يُمثلُ تأخُرًا للرِزقِ أو النَصِيبِ في حَياتِنا، لكِنَّهُ في الحقِيقَةِ عَينُ المصلَحَةِ وكَمَالُ التَدبِيرِ.. وقَلَّ أنْ يَسْلَمَ أحدٌ من الإصَابةِ ببعضِ هذهِ الأمورِ أو كُلِّهَا.. ولأنَّ الـمُصَابَ لا يَرى الصُورةَ كامِلةً، فأحْيانًا تنكَشِفُ لهُ حِكْمَةُ القَدرِ، كما في قِصَةِ السفِينةِ، وأحْيانًا لا تنكَشِفُ كما في قِصَةِ الغُلامِ، فأبواهُ لم يَعرِفَا لمَ قُتِلَ ابْنهُمَا.. وأحْيانًا يَسُوقُ اللهُ لك خَيرًا، أو يَصرِفُ عنْكَ شرًّا دُونَ أنْ تدري، كما في قصةِ بناءِ الجدارِ، فاليتيمينِ صَغِيرينِ، ولا يَعرِفان أنَّهُ كانَ على وشكِ الانهيارِ، وأنَّ بِناءَهُ إنَّما كانَ لحِفظِ الكنزِ المدفون تَحتهُ... وهذا هو لُطفُ اللهِ الخفِيِ.. وكم للهِ من لُطفٍ خَفِيٍ.. يَدِقُ خَفَاهُ عن فَهْمِ الذَّكِيِ.. فأحسِن الظنَّ بربِكَ، وثِقْ بلُطفِهْ ورحمتهْ.. ولو لم ينكَشِف لكَ وَجهُ حِكْمتهُ.. وتيقن أنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.. ﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 115].. - الشيخ عبدالله محمد الطوالة. |
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
جزاك الله خير
جعله بميزان حسناتك وبارك الله فيك |
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
جزاك الله خيرا ولاحرمك الأجر بوركت وطرحك الطيب |
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
جزاك الله خير الله يعطيك العافية
|
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
بوركتم وطرحك الطيب ربي يوفقك لصالح الاعمال |
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
اقتباس:
شكرا لمرورك العطر |
رد: { إنك لن تستطيع معي صبرا } / فريق المسك
طرح قيم جزاك الله خير الجزاء |
| الساعة الآن 09:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010