منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   نفحات ايمانيه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=8659)

فرح 16-Jan-2022 12:31 AM

شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
قَالَ اللهُ تَعالَى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود: من الآية 112]
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا
وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32]
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14].
قال العلامةُ ابن عثيمين - رحمه الله -:
«الاستقامة»: هي أن يَثْبتَ الإنسان على شريعة الله سبحانه وتعالى
كما أمر الله، ويتقدَّمها الإخلاص لله عزَّ وجلَّ.
ثم ذكر المؤلفُ عدَّة آيات في هذا، فذكر قولَ الله - تعالى -: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾، الخطاب هنا
للنبيِّ صلى الله عليه وسلم يكون له ولأُمَّته، إلّا إذا قام دليل علي أنَّه خاص به؛ فإنَّه له ولأُمَّته.
فمما دلَّ الدليل على أنَّه خاصٌ به قوله تعالى:
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾ [الشرح: 1 – 3]
فإنَّ هذا خاصٌّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ومثل قولِه: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]
هذا أيضًا خاصٌّ بالرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
وأمَّا إذا لم يقمِ الدليل على أنَّ الخطاب للخصوصيَّةِ، فهو له ولأمَّتِه، وعلى هذه القاعدةِ يكون قوله:
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ عامًّا له ولأُمَّتِه، كلُّ واحدٍ يجب عليه أن يستقيمَ كما أُمِر، فلا يُبدِّلْ في دين الله
ولا يزيد فيه ولا ينقص، ولهذا قال في آية أخرى: ﴿ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [الشورى: من الآية 15].
الآية الثانية قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا... ﴾ [فصلت: 30 - 33].
﴿ رَبُّنَا اللَّهُ ﴾؛ أي: خالقُنا ومالكُنا ومدَبِّرُ أمورِنا، فنحن نخلص له، ﴿ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ على ذلك
على قولهم ربُّنا الله، فقاموا بشريعةِ الله. هؤلاء الذين اتَّصفوا بهذين الوَصْفين: ﴿ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُو ﴾
﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ مَلكًا بعد مَلكٍ ﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ﴾ لا تخافوا: فيما تستقبلون من أموركم
ولا تحزنوا علي ما مضي من أموركم، ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾؛ لأنَّ كلَّ من قال ربي الله
واستقام علي دين الله، فإنَّه من أهلِ الجنَّة، ويقولون لهم أيضا: ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾
فالملائكة أولياء للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا في الحياة الدنيا، تسدِّدُهم وتساعدهم وتعينُهم
وكذلك في الآخرة تتلقَّاهم الملائكة يوم البعث والحساب ﴿ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: من الآية 103]
فيبشرُّوهم بالخير في مقام الخوف والشدَّةِ.
قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: من الآية31]
﴿ لَكُمْ فِيهَا ﴾؛ أي: في الآخرة ما تشتهي أنفسُكم، وذلك في نعيم الجنَّة، لأنَّ الجنَّة فيها ما تشتهيه الأنفسُ وتلذُّ الأعين.
﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: من الآية31]، أي: تطلبون، بل لهم فوق ذلك:
﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35]، لهم زيادة علي ما يدَّعونه ويطلبونه ويتمنونه.
﴿ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 32]، يعني: أنَّ الجنَّة نُزلٌ لهم وضيافةٌ مِنْ غفور رحيم.
﴿ غَفُورٍ ﴾: غفر لهم سيئاتهم. ﴿ رَحِيمٍ ﴾: بهم، رفع لهم درجاتهم، هذا جزاء الذين يقولون ربُّنا الله ثم يستقيمون.
وفي هذا دليل علي أهمية الاستقامة على دين الله، بأن يكونَ الإنسانُ ثابتًا لا يزيد ولا ينقص ولا يُبدِّلْ
ولا يغير، فأمَّا من غلا في دين الله، أو جفا عنه، أو بدَّل فإنَّه لم يكن مستقيمًا على شريعة الله عزَّ وجلَّ
والاستقامة لابدَّ لها من الاعتدال في كلِّ شيءٍ، حتى يكون الإنسانُ مستقيمًا على شريعة الله عزَّ وجلَّ.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 / 568 - 570)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

مسگ 16-Jan-2022 12:52 AM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزااك الله خير ..

متعب 16-Jan-2022 01:38 AM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خير ، وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
تحياتي وتقديري

رعد الجنوب 16-Jan-2022 07:18 AM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خير
ونفع بك

غَيْم..! 16-Jan-2022 01:36 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

فرح 16-Jan-2022 09:18 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
شكرا من القلب
انرتم صفحتي لاخلا ولاعدم

وطن عمري 17-Jan-2022 12:10 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بِطرحك
جعله بموازين حسنااتك
لا عدمناا حضوورك

فرح 17-Jan-2022 04:06 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
شكرا من القلب
انرت صفحتي لاخلا ولاعدم

ورد الياسمين 17-Jan-2022 07:44 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
بوركتِ و جُزيت الخير كله

حسن سعد 17-Jan-2022 09:20 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
بارك الله فيك
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير .. اللهم آمين

فرح 17-Jan-2022 11:38 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
شكرا من القلب
انرتم صفحتي لاخلا ولاعدم

الموج..! 18-Jan-2022 10:52 AM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك..

فرح 19-Jan-2022 01:35 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
شكرا من القلب
انرت صفحتي لاخلا ولاعدم

ليان الحربي 29-Aug-2023 03:25 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد
جزآك الله خيراً
و كتبها الله في موآزين حسنآتك

حـُـلم 22-Nov-2023 04:27 PM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء

زهرة الشمس 15-Feb-2025 07:57 AM

رد: شرح باب الاستقامة من كتاب رياض الصالحين
 
جزَآك آللَه خَيِرا
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله


الساعة الآن 09:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009