منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   أحاسيس القران وعلومه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=131)
-   -   وقفة مع – (ألهاكم التكاثر) (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=6346)

فرح 13-Oct-2021 11:36 AM

وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
{ ألهاكم}
أي أغفلكم إلا النادر منكم غفلة عظيمة عن الموت الذي هو وحده كاف في البحث على الزهد
فكيف بما بعده
{ التكاثر }
وهو المباهاة والمفاخرة بكثرة الأعراض الفانية من متاع الدنيا:
المال والجاه والبنين ونحوها مما هو شاغل عن الله،
فكان ذلك موجبًا لصرف الهمة كلها إلى الجمع، فصرفكم ذلك إلى اللهو، فأغفلكم عما أمامكم من الآخرة والدين الحق وعن ذكر ربكم وعن كل ما ينجيكم من سخطه، أو عن المنافسة في الأعمال الموصلة إلى أعلى الدرجات بكثرة الطاعات، وذلك كله لأنكم لا تسلمون بما غلب عليكم من الجهل الذي سببه شهوة النفس وحب الراحة فخفت موازينكم، وحذف هذا الشيء الملهو عنه لتعظيمه والدلالة على أنه ليس غيره مما يؤسف على اللهو عنه.
ولما كانوا ينكرون البعث، ويعتقدون دوام – الإقامة في القبور، عبر بالزيارة إشارة إلى أن البعث لا بد منه ولا مرية فيه، وأن اللبث في البرزخ وإن طال فإنما هو كلبث الزائر عند مزوره في جنب الإقامة بعد البعث في دار النعيم أو غار الجحيم، وأن الإقامة فيه محبوبة للعلم بما بعده من الأهوال والشدائد والأوجال،
فقال:
{ حتى}
أي استمرت مباهاتكم ومفاخرتكم إلى أن
{ زرتم المقابر }
أي بالموت والدفن، فكنتم فيها عرضة للبعث لا تتمكنون من عمل ما ينجيكم لأن دار العمل فاتت كما أن الزائر ليس بصدد العلم عند المزور، لا يمكثون بها إلا ريثما يتكمل المجموعون بالموت كما أن الزائر معرض للرجوع إلى داره وحل قراره، فلو لم يكن لكم وازع عن الإقبال على الدنيا إلا الموت لكان كافيًا
فكيف والأمر أعظم من ذلك؟
فإن الموت مقدمة من مقدمات العرض، قال أبو حيان: سمع بعض الأعراب الآية فقال: بعث القوم للقيامة ورب الكعبة، فإن الزائر منصرف لا مقيم، وروى ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز أنه قرأها ثم قال: ما أرى المقابر إلا زيارة، ولا بد لمن زار أن يرجع إلى بيته، إما إلى الجنة أو إلى النار.

ولما كان الاشتغال بالتكاثر في غاية الدلالة على السفه لأن من المعلوم قطعًا أن هذا الكون على هذا النظام لا يكون إلا بصانع حكيم، وكان العقلاء المنتفعون بالكون في غاية التظالم، وكان الحكيم لا يرضى أصلاً أن يكون عبيده يظلم بعضهم بعضًا ثم لا يحكم بينهم ولا ينظر في مصالحهم علم قطعًا أنه يبعثه ليحكم بينهم لأنه كما قدر على إبدائهم يقدر على إعادتهم، وقد وعد بذلك وأرسل به رسله وأنزل به كتبه، فثبت ذلك ثبوتًا لا مرية فيه ولا مزيد عليه، وكان الحال مقتضيًا لأن يردع غاية الردع من أعرض عما يعنيه وأقبل على ما لا يعنيه، فقال سبحانه معبرًا بأم الروادع، وجامعة الزواجر والصوادع:
{ كلا}
أي ارتدعوا أتم ردع وانزجروا أعظم زجر عن الاشتغال بما لا يجدي، فإنه ليس الأمر كما تظنون من أن الفخر في المكاثرة بالأعراض الدنيوية ولم تخلقوا لذلك، إنما خلقتم لأمر عظيم، فهو الذي يهمكم فاشتغلتم عنه بما لا يهمكم – فكنتم لاهين كمن كان يكفيه كل يوم درهم فاشتغل بتحصيل أكثر، وكذا من ترك المهم من التفسير واشتغل بالأقوال الشاذة أو ترك المهم من الفقه واشتغل بنوادر الفروغ وعلل النحو وغيرها وترك ما هو أهم منه مما لا عيش له إلا به.
ونحن ينبغي لكل منا أن يسأل نفسه:
ما الذي يلهينا في حياتنا؟!
ما الذي نتكاثر منه؟!
ما الذي نتهافت عليه ونبذل كل شيء للاستزادة منه؟!!
ما الذي تضيع فيه الأوقات والأموال والصحة والعافية؟!!

إن كان ما يشغلنا في حياتنا ينفعنا في اليوم الآخر ويثقل موازيننا
فنعم الشغل ونعم ما تقضى به الأوقات…
وإن كان ما يلهينا إكثار من المال أو مباهاة بمناصب وشهادات أو تكالب لجمع مال أو جمع أكبر عدد من المعجبين والأصدقاء على شبكات التواصل فينبغي لنا أن نفيق قبل أن يأتي يوم الزيارة المحدد ولنتذكر قول الله تعالى
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) الحديد 20
بيّن لنا الله سبحانه وتعالى حقيقة الدنيا ثم بيّن، لنا ما الذي يستحق المسارعة والمسابقة فيه فقال تعالى
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)…الحديد 21


يا رب أشغلنا بطاعتك وجنّبنا اللهو واللغو وما تضيع به الأعمار والأعمال
واجعل قبورنا أول منازل الآخرة روضة من رياض الجنة يا ذا الجلال والإكرام…

رَاعِي غَنَمَ 13-Oct-2021 12:09 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
جزاك الله كل خير
تقديري لك.

غَيْم..! 13-Oct-2021 01:17 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

MR.HMoOoD 13-Oct-2021 01:47 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
بارك الله فيك ونفع بك
جزيتي الفردوس الأعلى
حماك المولى
يعطيك العافيه

فرح 13-Oct-2021 04:15 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
شكرا من القلب
انرتم صفحتي لاخلا ولاعدم
:8977::er-14:

الموج..! 14-Oct-2021 12:36 AM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك..

فرح 14-Oct-2021 04:10 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
شكرا من القلب
انرت صفحتي لاخلا ولاعدم
:8977::er-14:

السامر.! 15-Oct-2021 07:07 AM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
"

محتوى جميل
لك شكري ،،

عواد الهران 16-Oct-2021 09:29 AM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

بسام البلبيسي 20-Oct-2021 12:08 AM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
مجهود رائع وهادف
جزاكي الله خيـر الجزاء

فرح 22-Oct-2021 03:38 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
شكرا من القلب
انرتم صفحتي لاخلا ولاعدم
:8977::er-14:

شمس 23-Oct-2021 08:38 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
جزاك الله خيراا

فرح 28-Oct-2021 01:16 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
شكرا من القلب
انرتي صفحتي لاخلا ولاعدم
:8977::er-14:

حـُـلم 08-Nov-2023 09:31 PM

رد: وقفة مع – (ألهاكم التكاثر)
 
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء


الساعة الآن 04:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009