![]() |
حفظ اللسان علامة الإيمان
حفظ اللسان علامة الإيمان
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]،﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ عباد الله، إن من عظيم ما يحافظ عليه المرء لسانه، اللسان الذي هو نعمة من نِعَم الله عز وجل العظيمة؛ ولهذا جاءت الآيات والأحاديث بالأمر بحفظ اللسان وصيانته من آفاته؛ ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ))[1]، ((الْمُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويدِهِ))[2]، ((من ستر لسانه ستر الله عورته))[3]، ((طُوبى لمَنْ ملَك لسانَه، ووسِعَه بيتُه، وبكى على خطيئتِه))[4]. إنَّ أكثر خطايا ابن آدم من لسانه، يحفظ لسانه من أسوأ خلق وأقبحه وهو الكذب ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، إيَّاكم والكذب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا))[5]، ولا يسخر من الناس، ولا يستهزئ بهم، ولا يحتقرهم، ولا يلقبهم بألقاب سوء؛﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]، ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]؛ الطَّعان العيَّاب المغتاب، ويصون لسانه من الفحش والبذاء والسب والشتم واللعن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ))[6]، ((إنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكونُونَ شُهَداءَ، ولا شُفَعاءَ يَومَ القِيامَةِ))[7]، ((المؤمِنُ ليسَ بِالطَّعَّانِ، ولا الفاحِشِ، ولا البَذيءِ))[8]، وقال الله تعالى: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148]. وأول ما يبدأ الجهر بالسوء: الاتهامات والسب والقذف والطعن، ثم يفشو ذلك في المجتمعات لينتهي الأمر إلى فوضى أخلاقية تنعدم فيها الثقة بين الناس، ويكثر الشرُّ، والله المستعان. ومن أعظم ما يصون المؤمن لسانه عنه الغيبة التي هي ذِكْرُك أخاك بما يكره ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ: دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ))[9]. وكذلك النميمة: وهي القالة بين الناس، أن ينقل الكلام من قوم إلى قوم، أو من فرد إلى فرد، أو من جماعة إلى جماعة؛ للإفساد أو لأغراض سيئة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ))[10]، ((لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ))[11]، والنميمة عباد الله من أسباب عذاب القبر، نسأل الله العفو والعافية. والواجب على المسلم أن يتثبت في الأخبار، وأن يُحسِن الظَّنَّ بإخوانه، وألَّا يُفْشي الأسرار، ولا يكون ذا وجهين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ مِن شَرِّ النَّاسِ، ذا الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلاءِ بوَجْهٍ))[12]، ((شِرارُ عبادِ اللهِ المشَّاؤون بالنميمةِ المُفرِّقون بين الأحِبَّةِ))[13]، وأن يُنزِّه نفسه عن المراء والمخاصمة والنزاعات بالباطل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَبْغَضُ الرِّجالِ إلى اللَّهِ الألَدُّ الخَصِمُ))[14]، ولا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان مُحِقًّا؛ قال بلال بن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجًا مُماريًا معجبًا برأيه، فقد تمَّت خسارته. وأن يطرد عن نفسه الحسد، وألا ينطق به، وأن يبعده عنه، وأن ينأى عنه، وأن يعلم نتائجه وثمراته المرة؛ فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا))[15]. والمقصود عباد الله أن المرء يحافظ على لسانه، فلا يقول إلَّا حقًّا، ويشغل لسانه بما ينفع، ويذكر الله عز وجل به ذكرًا كثيرًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ، ما كان يظُنُّ أن تبلُغَ ما بلغت، يكتبُ اللهُ له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاه، وإنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ، ما كان يظُنُّ أن تبلُغَ ما بلغت، يكتبُ اللهُ له بها سخطَه إلى يومِ يلقاه))[16]. نسأل الله تعالى أن يعيننا على حفظ ألسنتنا، وأن يُطهِّر قلوبنا وأعمالنا، وأن يحفظنا بحفظه، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم، إنَّه هو الغفور الرحيم. |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله خير
|
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
يعطيك العافية على هذا الطرح
|
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
::
بارك الله فيك |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم لا عدمناك |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله كل الخير
|
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله الخير
و بارك فيك |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
|
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
,
طرح قيّم بارك الله فيك ونفع بكـ |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
اقتباس:
سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ شكري والتقدير |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك.. |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
.. جزَآك آللَه خَيِرا علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى دمت بحفظ الله |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
-
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك |
رد: حفظ اللسان علامة الإيمان
جزاك الله خير الجزاء
يعطيك الف عافيه أتمنى لك مزيد من التميز والابداع مودتي. |
الساعة الآن 09:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas