منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   أحاسيس القران وعلومه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=131)
-   -   تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا) (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=9749)

سحآب 15-Feb-2022 11:08 PM

تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله منزل القرآن، ومردفه بالتفسير والبيان، على نبيِّه سيد ولد عدنان، عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الأعلام الكرام، إلى يوم الحساب والقيام، وبعد:
فإن اللهَ تعالى أنزل القرآن الكريم لغاية بيان العبادة التي هي حقُّه تعالى على خَلْقه، وبيَّن فيه جزاء مَن أدَّاها على وجهها الصحيح، وعقاب من ضيَّعها بأسلوب مختصر وبليغ، ومِن ضمن آيات كتابه الكريم البليغة والمتضمنة لعلم لا غنَى للمسلم عن معرفته: قولُه تعالى في سورة سبأ: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]؛أي: اشكروا ربَّكم على نِعمه التي لا تحصى ولا تُعَد؛ بفعلِ طاعته، واجتناب معصيته.

﴿اعْمَلُوا﴾ [سبأ: 13]: هذا فعل أمر يفيد الوجوب؛ أي: إن العملَ في الأصل واجبٌ على الإنسان، حتى يأتي دليل يفيد استحبابه؛ قالتعالى:﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105]، وقال أيضًا: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: 72]؛ أي: بسبب عملِكم، ولازمُ الأمر بالعمل الأمرُ بطلب العلم؛ لأن العملَ لا يكون صحيحًا إلا بعلمٍ عن الله ورسوله، وهذا يؤكدهقولهعليه الصلاة والسلام: ((طلبُ العلم فريضة على كل مسلم)).

والأمرُ هنا جاء بصيغة الجمع، وفيه إشارة إلى أن اللهَ تعالى يريد أن يجتمع عباده على الحق وفعل الخير؛ قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]،وقال أيضًا: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، والأمرُ يفيد وجوب إحضار القلب؛ لأنه خطابٌ مِن الله إليك، فمَن وُفِّق لذلك عند سماع القرآن، وفي جميع الأحوال، فقد ارتقى إلى منزلة الإحسان، الذي فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أن تعبُدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، ولازم هذه المنزلةِ إتقانُ العمل.

﴿آلَ دَاوُودَ﴾ [سبأ: 13]؛ أي: أهل نبي الله داود، والخطاب مُوجَّهٌ لعموم المكلَّفين؛ لأن العبرةَ بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.

﴿شُكْرًا﴾ [سبأ: 13]: الشكرُ هو الإحسان لمن أسدى لك معروفًا، ويكون بالقول والعمل، وشُكر الله على نعمه هو توظيفها في طاعته، فمثلًا شُكر الله على نعمة المال يتمثَّل في إخراج الزكاة منه والصدقة، وشُكره على نعمة البصر يتمثل في النظر فيما يرضيه سبحانه وتعالى، واجتناب ما يُغضِبه، وعلى هذا فقِسْ.

ومِن الفوائد المستنبطة من هذه الآية: أن الشكرَ هنا جاء نكرةً في سياق الإثبات، وهي تُفيد الإطلاق؛ أي: يجبُ الشكر على المسلم في جميع أحواله،والفرق بين الشكر والحمد مِن وجهين:
الوجه الأول: الشكر أعمُّ مِن الحمد من جهة الآلة؛ فهو يكون بالقلب واللسان والجوارح، أما الحمد فيكون بالقلب واللسان.
الوجه الثاني: الحمد أعمُّ مِن الشكر من جهة السبب؛ فهو يكون في مقابل الإحسان وفي غيره، تقول: أحمد فلانًا على خدمته، وتقول أيضًا: أحمد فلانًا على شجاعته، وأما الشكر فلا يكون إلا مقابل الإحسان.
﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]: إخبارٌ منه تعالى أن القلَّةَ هي التي ستتبع الحقَّ، وهذا يؤكده قوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 37]، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ﴾ [يونس: 60]، ﴿وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 81]،وقد أخرج البخاريُّ ومسلم عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله: يا آدمُ، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال: يقول: أخرِجْ بَعْثَ النار، قال: وما بَعْثُ النار؟ قال: مِن كل ألف تسعَمائة وتسعةً وتسعين، فذلك حين يَشيب الصغير، وتضع كلُّ ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد))، فاشتد ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: ((أبشروا؛ فإن مِن يأجوج ومأجوج ألفًا، ومنكم رجلًا))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنة))، قال: فحمدنا الله وكبَّرْنا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شَطْرَ أهل الجنة، إن مثَلكم في الأمم كمثَل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار)).
ومِن فوائد هذه الآية الكريمة:أن العبدَ يأتي بمعنى المخلوق الداخل تحت قهره تعالى؛ لأنه تعالى وصفهم بأنهم عبادٌ له رغم أنهم خارجون عن سبيله.
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

متعب 15-Feb-2022 11:47 PM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي

همس الروح 16-Feb-2022 12:42 AM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
الف شكر على الجلب الراقي
سلمت يمينك
ودام عطاؤك الزاخر بالابداع
تحية وامتنان

وطن عمري 16-Feb-2022 04:01 AM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
شُكرَاً أقطِفُهَآ مِن قَلبْ ألجَمَآل
لِتُلِيق بِ حَجمَ جَمَآلِ طَرحك
طَوقُ يَآسَمِينْ لِروحك،،

طراد 16-Feb-2022 07:00 AM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 







عَزف ألجَمالَ بِـ أصَابِعَ مِن نور
ٌ تَخلقُ ألأبِداعِ
لِـ يَتَنفسْ
هَا هُناْ
سَـ نَكَونَ مُتَلهفيِنَ دوما
لِـ إبِداعِكُمْ



https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...89a0227183.gif





غَيْم..! 16-Feb-2022 08:58 AM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

يقين 16-Feb-2022 02:42 PM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
عليه الصلاة والسلام
بارك الله فيك

همس الروح 16-Feb-2022 03:25 PM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
الف شكر على المشاركة الرائعة
سلمت يمينك ودام عطاؤك الزاخر بالابداع
تحية وامتنان

مسگ 17-Feb-2022 01:40 AM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
جزاااك الله خير الجزاااء..

* السلطان * 17-Feb-2022 01:54 AM

رد: تفسير قوله تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا)
 
جزاك الله خير

وبارك

الله

فيك


الساعة الآن 09:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009