منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   أحاسيس القران وعلومه (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=131)
-   -   حقائق وغايات في سورة الأنفال (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=25395)

سمو المشاعر 30-Aug-2023 01:19 AM

حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
من الحقائق التي يجدر الإشارة إليها، والتنبيه عليها، ما يلي:
أولاً: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بين قومه باللِّين، وبالموعظة الحسنة البليغة، وظل ثلاثة عشر عامًا بمكة يتحمل من قومه صنوفًا كثيرة من الاضطهاد والعناد، حتى بلَغ الأمر إلى الحصار الاقتصادي، ومحاولات الطرد والقتل، ولم يؤمر بالقتال، أو حتى بردِّ العدوان، وقد سجل القرآن الكريم ذلك في مواضع كثيرة؛ منها: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 76]، وما جاء في شأن مؤامرة دار الندوة ونجاة رسول الله صلى الله عليه سلم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
ثانيًا: أن القلةَ المؤمنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد واجهت - أيضًا - ألوانًا شتى من التعذيبِ والتنكيل، حتى اضطرهم المشركون إلى تركِ بلدهم الحبيب مكة، بحثًا عن مأوى، أو مكان آمن لا يُظلَمون فيه، كما حدَث في الهجرة إلى الحبشة، وقد تركوا كذلك ديارَهم وأموالهم، وقد سجَّل القرآن الكريم ذلك؛ كما جاء في سورة الأنفال: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].
ثالثًا: أن المشركين لم يكفُّوا عن مطاردة المسلمين، حتى بعد تَرْكِهم مكة، بل أصرُّوا على البطَر، والصدِّ عن سبيل الله، وعداوة الإسلام، ومحاولة القضاء عليه وعلى المسلمين، وفي هذا يقول الله - عز وجل - في سورة الأنفال، مخاطبًا المسلمين: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [الأنفال: 47].
رابعًا: أن القتالَ لم يكن هو الكلمةَ الأولى، بل كانت هناك الدعوة والتبليغ، والصبر والاحتمال، كما كان هناك الترغيبُ في الإسلام، وكانت الرغبة في حقن الدماء وإيثار السلام، وفي هذا يقول - عز وجل - في سورة الأنفال: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 38].
خامسًا: أن القتالَ كان ضرورة حتمية، وخيارًا لا مفر منه إزاء محاولات الصدِّ عن سبيل الله وعن المسجد الحرام، ودفاعًا عن الدعوةِ ونبيِّها صلى الله عليه وسلم وأتباعها، وفي هذا يقول تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 34 - 36]، وتلك هي بعض مبرِّرات القتال في بدر!
سادسًا: أن القتال له غاية ينتهي عندها، ومن أهمِّ غاياته في الإسلام - كما جاءت في سورة الأنفال - ما يلي:
1- إحقاق الحق، وإبطال الباطل؛ قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 8].
2- إزالة العوائقِ والعقبات من طريقِ الدعوة (أنظمة وأشخاصًا)، وردُّ الاعتداء الواقع، متمثلاً في قريشٍ وصناديدها ودعوتهم للانتهاء.
قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 38].
3- مَنْعُ الفتنة، وهي الشرك وما يترتب عليه؛ لإقرار حريةِ العقيدة؛ قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39].
سابعًا: أن القتالَ لَم يكن عن رغبةٍ وحب وتشوُّف، وإنما كان عن كُرْهٍ؛ قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾ [الأنفال: 5]، ومن هنا يتبيَّنُ أن القتالَ في الإسلام إنما هو قتالُ عَدْلٍ ونُبْلٍ.
من كتاب: "خطاب القرآن من اقرأ إلى سورة الأنفال (من البعثة إلى غزوة بدر)"

هجران 30-Aug-2023 01:20 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
طرح رائع شكرا لهذا التميز
ودام تواجدك يعطر صفحاتنا بكل خير
سلمت أناملك على الانتقاء الرائع
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحك
ودي وعبير وردي لك..
تقــــديري واحتــرامي
|

مسگ 30-Aug-2023 01:21 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
جزاك الله خير ..

نَبض 30-Aug-2023 01:46 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
::

بارك الله فيك

احساس عاشق 30-Aug-2023 01:53 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
سّلّمّتّ اّلّاّنّاّمّلّ اّلّتّيّ خّطّتّ هّذاّ اّلّجّمّاّلّ
وّنّسّجّتّ مّنّ اّلّاّحّرّفّ بّدّيّعّ اّلّلّوّحّاّتّ
دّاّمّ عّطّاّئّكّ اّلّعّذبّ
وّدّمّتّ نّجّمّ لّاّمّعّ
وّدّيّ وّتّقّدّيّرّيّ وّاّحّتّرّاّمّيّ
كّاّاّنّ هّنّاّاّاّ
اّحّسّاّسّ عّاّشّقّ

الجادل 30-Aug-2023 02:09 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
،


تسلم الأنامل ع المجهود
ربي يسعدك
لاعدمناك

،

الحر 30-Aug-2023 09:21 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
متصفح متميز جزاك الله خير الجزاء
لا عدمنا جديدك

غَيْم..! 30-Aug-2023 05:46 PM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

سلطانة الزين 31-Aug-2023 04:32 AM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
جزاك الله كل الخير

AL-PRINCE 31-Aug-2023 02:19 PM

رد: حقائق وغايات في سورة الأنفال
 
أحسنتم الطرح
بآرك الله في جهودكم
ودمتم بهذا التوهج
الله يعطيكم الصحة العآفية
https://up.zalghaym.com/do.php?img=28392


الساعة الآن 07:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009