المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاغة القرآن في آياتٍ من «سورة الأنبياء


وطن عمري
15-Jan-2022, 03:51 PM
قال الله تعالى: ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ. فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ. وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ.

لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ. بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ.

وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٤ ـ ١٩].

اشتملت هذه الآيات على فنونٍ عديدةٍ من البلاغة نوجزها فيما يلي:

١ـ الاستعارة في قولهم: ﴿يَا وَيْلَنَا﴾ فقد خاطبوا الويل، وهو الهلاك، كأنه شخصٌ حيٌّ يدعونه لينقذهم ممَّا هم فيه.

٢ـ التشبيه البليغ في قوله: ﴿جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾ فقد شبَّههم بعد حلول العذاب بهم بالحصيد أوَّلًا وهو الزرع المحصود، ووجه الشبه بين المشبَّه والمشبَّه به

هو الاستئصال من المنابت، ثمَّ شبَّههم ثانيًا بالنار المنطفئة ولم يبق منها إلَّا جمرٌ منطفئٌ لا نَفْعَ فيه ولا قابلية لشيءٍ من النفع منه،

فلا ترى إلَّا أشلاءً متناثرةً وأجزاءً متفرِّقةً قد تمدَّدت وقد ران عليها البلى.

٣ـ الاستعارة المكنيَّة في قوله: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾، فقد شبَّه الحقَّ والباطل ـ وهما معنويَّان ـ بشيئين مادِّيَّيْن محسوسين، يُقذفان ويُدفعان،

ثمَّ حذف هذين الشيئين، واستعار ما هو من لوازمهما ـ وهما: القذف والدمغ ـ لتجسيد الإطاحة بالباطل واعتلاء الحقِّ عليه، وتصوير إبطاله وإهداره ومحقه،

كأنه جرمٌ صلبٌ كصخرةٍ أو ما يماثلها في القوَّة والصلابة، قُذِف به على جرمٍ رخوٍ أجوفَ فدَمَغه، وهي من استعارة المحسوس للمعقول.

٤ـ قوَّة اللفظ لقوَّة المعنى، ونعني به: نقل اللفظ من وزنٍ إلى وزنٍ آخر أكثر منه ليتضمَّن من المعنى الدالِّ عليه أكثر ممَّا تضمَّنه أوَّلًا،

لأنَّ الألفاظ أدلَّةٌ على المعاني، وأمثلةٌ للإبانة عنها، فإذا زِيد في الألفاظ أوجبت القسمة زيادةَ المعنى، وهذا الضرب لا يُستعمل إلَّا في مقام المبالغة،

وهو هنا في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ فقَدْ عدل عن الثلاثيِّ ـ وهو «حسر» ـ إلى السداسيِّ ـ وهو استحسر ـ

وقد كان ظاهر الكلام أن يقال: يحسرون، أي: يَكِلُّون ويتعبون، لأنَّ أقلَّ مللٍ منهم أو كلالٍ إزاءَ الملائكة وإزاء عبادتهم لله تعالى لا يُتصوَّر منهم،

ولكنَّه عَدَل عن ذلك لسرٍّ يخفى على النظرة السطحية الأولى، وهو: أنَّ ما هم فيه من انهماكٍ بالعبادة وانصرافٍ بالكلِّيَّة لها يوجب غايةَ الحسور وأقصاه.

[«إعراب القرآن وبيانه» للدرويش (٥/ ١٩)]
https://l.top4top.io/p_19393jux41.gifhttps://l.top4top.io/p_19393jux41.gifhttps://h.top4top.io/p_1939htqzc1.gifhttps://l.top4top.io/p_19393jux41.gifhttps://l.top4top.io/p_19393jux41.gif


[/frame][/QUOTE]

مسگ
15-Jan-2022, 04:15 PM
جزاااك الله خير الجزاااء.
ويعطيك الف عافيه

وطن عمري
15-Jan-2022, 04:26 PM
جزاااك الله خير الجزاااء.
ويعطيك الف عافيه

شُكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لسموك

الموج..!
15-Jan-2022, 07:01 PM
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك..

غَيْم..!
15-Jan-2022, 09:08 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك

وطن عمري
15-Jan-2022, 09:24 PM
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك..


شُكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لسموك

وطن عمري
15-Jan-2022, 09:25 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك


شُكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لسموك

فرح
16-Jan-2022, 01:07 AM
جزاك الله خير
الله يعطيك العافيه
:0d30424e61f1::0d30424e61f1:

متعب
16-Jan-2022, 01:43 AM
جزاك الله خير ، وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
تحياتي وتقديري

وطن عمري
17-Jan-2022, 01:24 PM
أسعدني حضوركم العطر
شكراً لتواصلك الجميل

حسن سعد
17-Jan-2022, 09:22 PM
بارك الله فيك
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير .. اللهم آمين

وطن عمري
19-Jan-2022, 09:34 PM
أسعدني حضوركم العطر
شكراً لتواصلك الجميل

حـُـلم
13-Nov-2023, 04:44 PM
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء

زهرة الشمس
11-Nov-2024, 05:11 AM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
و جعلت ما قدمته
في موازين الحسنات
تحياتي لك