تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى


وطن عمري
15-Jan-2022, 03:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

كيفَ يقلِب القُرآن التَّصورات ؛ ويُعيد البُنيان الفِكري للبَشرية ؟!
كيفَ يجعلُ لحظة التَّحسّر ؛ ميداناً للمِنّة الإلهيّة !
كيفَ يرسمُ باقتدارٍ عَجيب مَشهد امرأة آلِ عِمران ؛ وهيَ تُفاجَأ بالمولود ..
وتَخشى أن لا تَكتمل الأُمنية ؛ و يُرَدُّ النَّذرُ إذْ كان القادمُ أُنثى !
{ فلمَّا وضَعَتها قالَت ربِّ إنّي وضَعتُها أنثى } ..
بِحَسرةٍ تقعُ في مَسامع الغَيب ؛
إذْ تتَخوّف أن لا تكونَ الأُنثى كَفافاً لِنَذرِها .. وأنّى لها ذلك !
يفاجيء اللهُ امرأةَ عِمران بقولِه تعالى { والله أعلَم بما وَضَعَتْ } .. ومَا حمَلت وما علِق في صَميم الطِّفلة مِن عَظائِم العَطايا ..
فقدْ كانَت مَريم عتَبة ميلادٍ ؛ لشريعةٍ جديدة ، ونبي مُعجزة ..
وكانَت مَحلّاً ؛ لمواهب الله العَليّة .. ومَن قدَّم النيّة للهِ ؛ فليسَ عليهِ أن يتعقَّب أمر الله !
هُنا .. يُوجِّه القُرآن في بيئةٍ عربيّة قاسِية في مَوروثاتِها ؛ المَعاني ويُعل التوجيه عبر الآية { وَليْس الذَّكر كالأُنثَى } ..
ليسَ الذكرُ الذي كانَت تطلُبه هذهِ الصّالحة ، وتتخيّل كمالَه ؛ ليكونَ كواحدٍ من السَّدَنة كالأُنثى التي وُهِبتْ لها .. فإنّ دائرةَ علمِها وأمنَيتها لا تكادُ تُحيط بما فيها من جَلائل الأُمور !
فالمَفضول ؛ هُو الذِّكر .. والفَاضل هُنا ؛ هي الأُنثى .. وفيها من النَّفاسة ما يجَعلها سيّدة للجنّة في عالم الخُلود !
لقدْ كانت مَريم - عَليها السَّلام - مِنحةً إلهيّة ، وإجابة الدُّعاء بما لا يَخطر على قلبِ بَشر !
{ وليسَ الذَّكر كالأُنثى } ..
حيثُ يوجّه القرآن تَصوّرات النّاس، وعاداتِهم، و مفاهيمِهم عن المَرأة .. فيقولُ لهم ؛ أنّ الأُنثى المَوهوبة في مقامِ الله و عِلمه ؛ هي خيرٌ من الذِّكر المُتوقّع في عالم .. كان ولا زالَ يتوارى حَياءً { من سوء ما بشر به } !
فسُبحان من رَفع مقامَ الأُنثى .. و صوّب تصوُّرات البَشريّة !
{ وليسَ الذَّكر كالأُنثى } ..
نداءٌ لإصلاحِ الموازين العقليّة ، والقِيَم الفكريّة ، واحقاقٌ لمكانةِ الأُنثى .. وتَثبيتٌ لمَفهومٍ واحد ؛
أنَّ القُرآن لا ينحازُ للذُّكورة .. فتِلك قِيمة جاهليّة !
و لكنّهُ يعلِي شأن الرُّجولة ؛ وتِلك نَقلة عقلية !
وأنَّ الأُنثى .. ليسَت نُقطةَ ضعفٍ ؛ بل هِي بُؤرة ارتكازٍ للمُعجزة !
و مَا مَريم البَتول بكلِّ رِقيِّ أُنوثتها .. إلا أيْقونة الإِصطفاء الجَميل ..
فالتّفاضل ؛ إنَّما يكونُ بالخَارطة الدّاخلية لهذا الكائِن !
لقَد نَذرت امرأةُ عِمران { مَافي بطْنِها } لبيت المَقدس .. وظنَّت أنّه لا يَصلُح لخدمَته الا الرّجال !
فَعلَّم اللهُ البشريّة مِن بَعدها ؛ أنَّ العَذراء في طُهرِها تسامَت .. حتّى بلَغت { فَنفَخنا فِيها من رُوحِنا } !
حمَلت الصَّبيّة في الحُضن الصّغيرِ نَبِيّاً .. نَطق بِحُبها { فَلا تَخافي وَلا تحْزَني و قَرّي عيناً } ..
ثم رد عنها السوء { وبرا بوالدتي } ..
و أعلن البِشارة على صَدرِها { آتَانيَ الكتابَ وجَعلَني نَبِيّاً } إلى قيامِ السّاعة !
يا مَريم ..
ظلّت الرِّجال على الخُيول اللاهِثة ؛ تُحاول الَّلحاق ببعضِ بَركَتِك .. فمَا بلغَت .. إذْ قال اللهُ مُنذ أزلٍ :
{ وليْسَ الذَّكَر كالأُنثَى } !


د كفاح أبو هنّود

مسگ
15-Jan-2022, 04:02 PM
يعطيك الف عااافيه
وجزاااك الله خير الجزاااء..

وطن عمري
15-Jan-2022, 04:03 PM
شرفني حضورك الجميل
وردك الرائع والمميز
ارقى التحايا

الموج..!
15-Jan-2022, 07:01 PM
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك..

غَيْم..!
15-Jan-2022, 09:08 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك

وطن عمري
15-Jan-2022, 09:25 PM
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك..


شُكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لسموك

وطن عمري
15-Jan-2022, 09:26 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك


شُكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لسموك

فرح
16-Jan-2022, 01:08 AM
جزاك الله خير
الله يعطيك العافيه
:0d30424e61f1::0d30424e61f1:

متعب
16-Jan-2022, 01:43 AM
جزاك الله خير ، وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
تحياتي وتقديري

وطن عمري
17-Jan-2022, 01:25 PM
شرفني حضوركم العطر
اسعد الله قلوبكم
دمتم بحفظ الرحمن

حسن سعد
17-Jan-2022, 09:21 PM
بارك الله فيك
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير .. اللهم آمين

وطن عمري
19-Jan-2022, 09:35 PM
أسعدني حضوركم العطر
شكراً لتواصلك الجميل

حـُـلم
13-Nov-2023, 04:44 PM
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء

زهرة الشمس
11-Nov-2024, 05:11 AM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
و جعلت ما قدمته
في موازين الحسنات
تحياتي لك