سلطان الزين
20-Nov-2025, 01:24 AM
موت النجاح وفلسفة تبرير الفشل
عبدالحليم موسى
عرف النجاح على أنه حليف المبدعين وعشق من يتغلبون على الصعاب؛ ليصلون إلى المستقبل؛ في عالمٍ تتداخل فيه الآراء، وتكثر فيه المواقف المتضاربة؛ ولكن عندما تموت هذه اللغة ويجهض ذلك الإحساس.. عندها تظهر على السطح فلسفة تبرير الفشل؛ عندما لم يعد كافيًا أن نعبّر عن قناعاتنا أو نتخذ قراراتنا من منطلق شخصي أو عاطفي فقط؛ ليصبح لزامًاً علينا أن نبرر هذه القناعات والقرارات بمنهجية عقلانية واضحة.
ومع هذا الطوفان وغيره؛ تبرز منهجية التبرير؛ ليس كمجرد عملية فكرية؛ بل كممارسة ضرورية في الفلسفة والعلم والإعلام والحياة اليومية؛ فمعروف أن التبرير هو تقديم الأسباب والحجج التي تشرح أو تدعم فكرة أو موقفًا معينًا؛ أما "منهجية التبرير"، فهي الطريقة النظامية التي نتبعها للتأكد من أن أفكارنا ومواقفنا تستند إلى أسس منطقية ومعرفية صحيحة؛ وهذه المنهجية ترتكز على وضوح الفكرة، وسلامة الأدلة، واتساق المنطق، والقابلية للفحص والنقد؛ حيث اعتبر أفلاطون التبرير شرطًا للمعرفة.. حين قال: المعرفة هي الاعتقاد الصادق المبرّر؛ وهو ما يُعرف في الفلسفة بنظرية التبرير المعرفي؛ ولا يكفي هنا أن نؤمن بشيء ليكون صحيحًا؛ بل يجب أن ندعم هذا الإيمان بأدلةِِ عقليةٍ واضحةٍ.
وتبرز عدة أنواع من التبرير؛ منها التبرير العقلاني الذي يعتمد على المنطق والأدلة؛ كأن يبرر الطبيب وصف دواء معين استنادًا إلى نتائج الدراسات السريرية، وهناك التبرير الأخلاقي الذي يستند إلى القيم، كتبرير شخص ٍ لموقفه في مساعدة الآخرين بناءً على مبدأ إنساني؛ مثال الغش في الاختبار يعتبره بعض الطلاب بأنه مساعدة لزملائه وليس غشاً يعاقب عليه القانون، كما يوجد التبرير الذاتي؛ حيث يبرر الإنسان أفعاله لنفسه لتخفيف الشعور بالذنب أو التناقض الداخلي.. وقد حذر كارل بوبر من التبريرات الزائفة التي لا يمكن فحصها أو دحضها؛ وقال: العلم لا يقوم على تبريرات مطلقة؛ بل على فرضيات قابلة للاختبار والنقد.
عبدالحليم موسى
عرف النجاح على أنه حليف المبدعين وعشق من يتغلبون على الصعاب؛ ليصلون إلى المستقبل؛ في عالمٍ تتداخل فيه الآراء، وتكثر فيه المواقف المتضاربة؛ ولكن عندما تموت هذه اللغة ويجهض ذلك الإحساس.. عندها تظهر على السطح فلسفة تبرير الفشل؛ عندما لم يعد كافيًا أن نعبّر عن قناعاتنا أو نتخذ قراراتنا من منطلق شخصي أو عاطفي فقط؛ ليصبح لزامًاً علينا أن نبرر هذه القناعات والقرارات بمنهجية عقلانية واضحة.
ومع هذا الطوفان وغيره؛ تبرز منهجية التبرير؛ ليس كمجرد عملية فكرية؛ بل كممارسة ضرورية في الفلسفة والعلم والإعلام والحياة اليومية؛ فمعروف أن التبرير هو تقديم الأسباب والحجج التي تشرح أو تدعم فكرة أو موقفًا معينًا؛ أما "منهجية التبرير"، فهي الطريقة النظامية التي نتبعها للتأكد من أن أفكارنا ومواقفنا تستند إلى أسس منطقية ومعرفية صحيحة؛ وهذه المنهجية ترتكز على وضوح الفكرة، وسلامة الأدلة، واتساق المنطق، والقابلية للفحص والنقد؛ حيث اعتبر أفلاطون التبرير شرطًا للمعرفة.. حين قال: المعرفة هي الاعتقاد الصادق المبرّر؛ وهو ما يُعرف في الفلسفة بنظرية التبرير المعرفي؛ ولا يكفي هنا أن نؤمن بشيء ليكون صحيحًا؛ بل يجب أن ندعم هذا الإيمان بأدلةِِ عقليةٍ واضحةٍ.
وتبرز عدة أنواع من التبرير؛ منها التبرير العقلاني الذي يعتمد على المنطق والأدلة؛ كأن يبرر الطبيب وصف دواء معين استنادًا إلى نتائج الدراسات السريرية، وهناك التبرير الأخلاقي الذي يستند إلى القيم، كتبرير شخص ٍ لموقفه في مساعدة الآخرين بناءً على مبدأ إنساني؛ مثال الغش في الاختبار يعتبره بعض الطلاب بأنه مساعدة لزملائه وليس غشاً يعاقب عليه القانون، كما يوجد التبرير الذاتي؛ حيث يبرر الإنسان أفعاله لنفسه لتخفيف الشعور بالذنب أو التناقض الداخلي.. وقد حذر كارل بوبر من التبريرات الزائفة التي لا يمكن فحصها أو دحضها؛ وقال: العلم لا يقوم على تبريرات مطلقة؛ بل على فرضيات قابلة للاختبار والنقد.