تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تجعل النجاح قدرك؟ 6 محاور للتميّز الحقيقي


سلطان الزين
11-Nov-2025, 02:29 PM
ليكن النجاح قدرك
النجاح.. أهو حظٌّ عابر أم قدرٌ لا مهربَ منه؟ وهذا القدر، أهو في رأيك مسارٌ مكتوب على الجبين لا بد أن يصل إلى أصحابه، أم هو قرارٌ يومي نصنعه بأيدينا ونسلكه باختياراتنا ووعينا؟

بين هذين التصورين يقف الإنسان حائراً.. فبعضهم يتخذ من مفهوم القدر ذريعةً للتقاعس، فيركن إلى الانتظار معتقداً أن الإنجازات تسقط من السماء على المستحقين كما يسقط المطر. أما آخرون، فتراهم يغرقون في عملٍ عشوائي، يلهثون خلف الظروف، فإذا أَعيتهم المطالبُ وعاندتهم الأحوالُ استسلموا ورفعوا رايتهم البيضاء.

غير أن الحقيقة الأعمق، التي يدركها القائد الملهم والمبدع المنجز، تقول: إن القدر الحقيقي ليس ما يقع عليك من الخارج، بل هو مجموع قراراتك الواعية التي تتخذها استجابةً لما يحدث لك. إنها الإرادة الداخلية التي تحوِّل الظروف القاسية إلى فرصٍ استثنائية.

من هنا تبدأ الرحلة: إذا أردت أن تجعل النجاح قدرك، فعليك أن تتخلى عن عقلية الساكن، وتتبنّى بوصلة المهندس المعماري الذي يشيد حياته لبنةً تلو لبنة، بخطةٍ مدروسة ورؤيةٍ ثاقبة واضحة. وهنا نضع بين يديك ستة محاور أساسية تستحق أن تكون الخطة الإستراتيجية لمن قرّر أن يكتب سيناريو النجاح لحياته.

أتظن أن القرار وحده يكفي؟ أم تحتاج إلى رؤية واضحة؟ كم من طموحاتٍ عظيمة ماتت في مهدها، لأن الرؤية كانت ضبابية عائمة، وكانت في حاجة إلى خارطة طريقٍ محكمة!

1) النجاح قرار لا مصادفة
ما الفرق بين الحالم والمنجز الذي حقق أهدافه؟ لا شك أن الفارق واضح لديك؛ فالأول اختار الرغبة السلبية وركن إلى الخنوع، أما الثاني فاختار الالتزام بالفعل فظفر بالبغية. البعض يروّج لما يسمى بـ"الحظ"، وما الحظ إلا الاسم العلني للقرارات الشجاعة المتراكمة في الخفاء.

إن قرارك أن تبدأ اليوم هو القرار السليم والصعب معاً، فهل تستطيع أن تفعلها حقاً دون نكوصٍ أو تثاقل؟ وماذا لو خفت لديك وهج الحماس كما هو الحال مع كثيرين؟ إن أعظم قرار هو أن تستمر على طريق أهدافك، وهو ما يجعل النجاح قدرك! بمعنى آخر: أن تمتلك شجاعة المضيّ على الطريق كلَّ يوم.


واجه "أحمد" رتابةً مقيتة في وظيفته الآمنة، لكنه لم يعتب على النظام الذي يكبله، بل قرر أن يغادر منطقة الراحة وبدأ يتعلم البرمجة كل مساء، ورغم التعب لم يتوقف. بعد عامين أطلق تطبيقه الخاص فحقق نقلةً نوعية في مستقبله الوظيفي! وهكذا أثبت للجميع أن النجاح ليس مصادفةً، بل قرارٌ شجاع وعزمٌ لا يلين.

2) لا يكن حلمك ضائعاً
أتظن أن القرار وحده يكفي؟ أم تحتاج إلى رؤية واضحة؟ كم من طموحاتٍ عظيمة ماتت في مهدها، لأن الرؤية كانت ضبابية عائمة، وكانت في حاجة إلى خارطة طريقٍ محكمة! لذا احذر من الرؤى الغائمة، وتأكد من أهدافك ولا تتخبط؛ فالرؤية الواضحة ليست رفاهية، بل هي شرطُ بقاء. فإذا لم تكن لديك بوصلة، فأين ستسحبك الرياح؟ بلا ريب إلى حيث لا تريد.

الخطوة الجوهرية أن تكتب بيان رحلتك الشخصية، وأن تجيب فيه عن سؤال: أي بصمة فريدة أبحث عنها في زحام هذا العالم؟ بعد ذلك لن يكون تصورك الذهني مجرد حلم، بل خارطة مسيرٍ وخطوات ملموسة تُبلغك قمة التطلع الذي تنشده.

يُروى أن فنانة موهوبة تُدعى سارة كانت ترسم بلا هدف، مجرد محاولاتٍ تائهة، حتى جاء اليوم الذي وضعت فيه لنفسها خطة واضحة لافتتاح معرضها الأول. وفي غضون ستة أشهر تغيّر مسارها، وبالفعل افتتحت معرضها بنجاحٍ مدوٍّ.

لماذا تخشى الفشل؟ هل تعلم أن الفشل منصةُ الانطلاق؟ فإذا فشلت فابتسم، فهناك فرقٌ كبير بين السقوط والنهاية، فهل تدرك الفرق؟

3) القليل يصنع المعجزات
بعضنا يحلم بعصا سحرية تنقله من القاع إلى القمة، يريد بلوغ الانتصارات بالضربة القاضية – إذا جاز التعبير – ويغفل أن النجاح ليس حظاً سعيداً في مسابقات "اليانصيب"، بل هو نتاج أثرٍ متراكمٍ على مدى الأيام. وهنا تكمن قوة "الخطوات الصغيرة"، كما تتبناها فلسفة "كايزن" اليابانية للتحسين المستمر.

إذا أردت أن يكون النجاح قدرك فتبنَّ ثقافة اللا انقطاع؛ اصنع لنفسك هذا النظام، فالنظام الناجح هو ما يحقق لك الأهداف. أي إن العادة الصغيرة المستدامة التي لا تكلفك كثيراً تصنع لك التقدم الهائل وتضمن لك مسيرةً لا تعرف التوقف.

إن أخطر ما يوقف دولاب نجاحك هو عصا التسويف وفخّ التكاسل، فهل تستطيع أن تفي بوعدك بألا تتوقف مهما كانت الظروف؟ إن الثبات على القليل صعب، وهو ما تفعله قلة نصفها بالناجحين، فهل أنت منهم؟

خالد شاب خصص عشر دقائق فقط لممارسة الرياضة يومياً، بينما كان أصدقاؤه ينتظرون عطلة نهاية الأسبوع لتمارينهم الطويلة. فماذا حدث بعد عام؟ تفوّق خالد على جميع رفاقه، وكان أكثرهم لياقةً وتركيزاً! فهل أدركت الآن سرّ قانون الثبات ولو كان قليلاً؟ إذا أردت أن تشق طريق العظمة، فانطلق الآن لصناعة التزامك الصغير الذي يستهين به الآخرون.

4) النكسة التي لا تقضي عليك
الآن أحتاج منك أن تبتسم، لأنك ستدخل معي في نفق الفشل. والسؤال: لماذا تخشى الفشل؟ هل تعلم أن الفشل منصةُ الانطلاق؟ فإذا فشلت فابتسم، فهناك فرقٌ كبير بين السقوط والنهاية، فهل تدرك الفرق؟

قد تحافظ على وعدك في الثبات ومع ذلك تفشل؛ فالفشل أمرٌ حتمي، لكنه ليس خصماً للنجاح، بل هو سِمَة مرّ بها معظم الناجحين. فكل قصة إنجازٍ اكتنفتها معوقاتٌ وسقطاتٌ وجراح، ولكن الأهم: ماذا بعد السقوط؟


المطلوب أن تنفض يديك بهدوءٍ وتتقن فنّ التعافي السريع، وهو ما يسمى بامتلاك مرونة الصدمات. فإذا كنت في سياقك الصحيح، فالفشل الذي يعترض طريقك ليس وصمة عار؛ فالنجاحات الكبيرة لا تُقدَّم دون ثمن، والفشل أحد الفواتير. فهل ستعاود الطريق بصورة مختلفة؟

تأمل قصة فهد.. شاب طموح أنشأ مشروعاً تقنياً، لكنه خسر رأس ماله بالكامل، فهل انهار؟ جلس مع نفسه يحلل أخطاءه بدقة، ثم أطلق مشروعاً جديداً حقق به نجاحاً لافتاً! أفكان فشله نهاية الطريق أم بداية نجاحٍ باهر؟

يقول لي صاحبي: هناك من يرفعك إلى الأعلى، وهناك من يسحبك إلى الأسفل. فتأمل دائرتك واتخذ الإجراء المناسب؛ فشبكتك ليست ترفاً، بل ضرورةٌ وعماد

5) شبكتك سياج نجاحك
هل تعلم أن أحد عوامل النجاح هو الشبكة المحيطة بك؟ فالدائرة التي تحيط بالبطل لها أثرٌ كبير في تحقيق انتصاراته، حتى إن بعضهم يرى أن النجاح لا يُبنى في العزلة.

إن شبكة العلاقات ليست زينةً اجتماعية، بل هي القاعدة الجوية لطائرة الطموحات، وغالباً ما تكون السياج الآمن الذي يحميك من الانحدار والسقوط. ربما ينتابك التردد، فتكون شرارة النجاح همسةَ صديق. فهل فكّرت في تطوير ذكائك الاجتماعي؟ وهل فكّرت كيف تختار دائرة البطل الخاصة بك؟

يرى بعض الخبراء أن أهم أصناف هذه الدائرة ثلاثة: مرشدون يمنحون الخبرة، ومحاسبون يضمنون الانضباط، وداعمون يرفعون الروح المعنوية.

تأمل بذكاء في الوجوه التي تحيط بك: من يحفز طاقتك؟ ومن يستهلكها؟

نورة، مثلاً، اختارت مجالاً يتقاطع مع مهاراتها، لكنها أحاطت نفسها بثلاثة مرشدين ذوي خبرة؛ فماذا حدث؟ بلغت أهدافها في زمنٍ قياسي حتى إنها لم تصدق نفسها! فلماذا لا تجرب أنت؟

يقول لي صاحبي: "هناك من يرفعك إلى الأعلى، وهناك من يسحبك إلى الأسفل." فتأمل دائرتك واتخذ الإجراء المناسب؛ فشبكتك ليست ترفاً، بل ضرورةٌ وعماد.

إن اللحظة التي بين يديك هي التي تصنع قدرك. النجاح ليس قدراً يُفرض عليك من الخارج، بل هو واقعٌ تكتبه بوعيك وإصرارك

6) طاقتك وقود رحلتك
لكل واحدٍ منا طاقة، أفَتحرقها أم تبقي شعلتها متقدة؟ البعض لا يفرّق بين أن يكون مشغولاً وبين أن يكون منجزاً.. ركز على الإنجاز، وبأقل طاقة ممكنة.

هناك من يجمع الاقتباسات والمراجع لبحثه، لكنه يراوح مكانه سنواتٍ دون إنجازٍ يُذكر. لا تبحث عن كمالٍ مستحيل، وكن منجزاً؛ وقتك محدود وطاقتك تنفد، فهل أنجزت أحلامك؟

أدر ساعات يومك بكفاءةٍ وذكاء، فطاقتك رأس مالك؛ فكيف ستتعامل مع رأس المال؟ لا تركز على الانشغال بقدر ما تفكر في الإنتاج والتميز. إدارة الطاقة بكفاءة تعني الاستدامة لا الاحتراق، فتنبه لذلك.

الآن، حاسب نفسك على صرف طاقتك كما تحاسب نفسك على تبديد المال من محفظتك؛ كن صارماً في خطوات الإنجاز، دقيقاً في إدارة وقتك وطاقتك لتضمن بلوغ هدفك.

سامي كان يعمل 14 ساعة متواصلة يومياً حتى أرهق جسده وعقله، ثم غيّر استراتيجيته مستخدماً إدارة الطاقة بكفاءة، فخصّص فترات راحة، فاكتشف أن إنتاجيته تضاعفت في ساعاتٍ أقل. فلمَ لا تجرب أنت أيضاً إدارة طاقتك بذكاء؟

الختام
إن اللحظة التي بين يديك هي التي تصنع قدرك. النجاح ليس قدراً يُفرض عليك من الخارج، بل هو واقعٌ تكتبه بوعيك وإصرارك. لقد أصبحت أدوات صناعة هذا الواقع بين يديك: قرارٌ شجاع، ورؤيةٌ واضحة، وخطواتٌ صغيرة متراكمة، ومرونةٌ للنهوض، ودائرة دعمٍ قوية، وأخيراً طاقةٌ مستدامة.

فلماذا لا تبدأ طريق النجاح؟ كن أنت المهندسَ المسؤول عن بناء مستقبلك، ولا تكن ساكناً في مبنى شاده غيرك. إن هذه اللحظة لحظتك، فإما أن تكتب مصيرك بنفسك، أو تتركه للصدف والعشوائيات. وتذكر: إن صناعة القدر الذي يليق بك تبدأ بقرارك الواعي، فاتخذه الآن، ولا تسوّف.

زهرة الشمس
11-Nov-2025, 03:12 PM
يعطيك العافيه
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص تحياتي

سلطان الزين
11-Nov-2025, 03:48 PM
كل الشكر لمرورك العطر

روز
12-Nov-2025, 07:01 AM
سلمت على الطرح الجميل
لا عدمنا جمال ذائقتك
بـ انتظار الجديد والمزيد
لروحك الجوري

الحر
12-Nov-2025, 08:57 AM
تسلم كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
تقديري

عازفة الامل
13-Nov-2025, 01:06 AM
انتظر جديدك من الإبداع والتالق
بفارغ الصبر،،، لك منى أرق وارق التحيات
وطرح يستحق المتابعة،،،،شكرا لك بانتظار
الجديد القادم دمت بكل خير،،،،،

ابو صالح
13-Nov-2025, 06:48 AM
سلطان الزين


تسلم على روعه وجمال طرحك الراقي

N@gh@m
15-Nov-2025, 08:42 AM
https://j.top4top.io/p_35587xjrh1.png

داانة البحر
17-Nov-2025, 07:24 AM
https://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/8/125/635/125635742_14826248.png

اهنيك ع الذووق
ابداع في الطرح وروعة في الانتقاء
جهدا تشكرون عليه سلمت الايااادي
دمتم بروعة طرحكم وجلبكم له
اكاليل الزهر انثرهاا في متصفحكم
بانتظاااار جديدكم وكونوا بخير


https://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/8/125/635/125635742_14826248.png