تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الفوايد الجنية من الهجرة النبوية (4)


اسير الذكريات
10-Jun-2025, 06:02 AM
..







ثانيا : المدينة النبوية ، التأسيس والتوطين ..!
وهذه قضيةٌ مهمةٌ ، وهي أنه لا بُدَّ أن يكونَ للفئةِ المسلمةِ موطنٌ أو موضعٌ تتأسسُ فيه وتتربى عليه ، وتستطيعُ أن تمارسَ من خلالِه عمليةَ التغيير ، وقد كان هذا في دارِ الأرقمِ بنِ أبي الأرقمَ قبلَ الهجرةِ ، فقد كان موطنُ بناءٍ وتعليمٍ وإرشادٍ وغرسٍ للعقيدةِ وبناءٍ للإسلام في النفوسِ ، وتجميعٍ للصفوف ومعرفةٍ لواقع الباطلِ والجاهليةِ ، وهذا التجمعُ هو الذي كان يحرِّكُ دعوةَ الإسلامِ حتى أذن الله بالهجرةِ فكان التأسيسُ والتوطينُ في صورةِ دولةٍ وفي صورةِ مجتمعٍ متكاملٍ في مهَاجَرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم .
لقد كانَ هدفُ النبيِ صلى الله عليه وسلم من هجرتهِ إلى المدينةِ إيجادُ موطئ قدم للدعوة هناك حتى تَنْعُمَ بالأمنِ والاستقرار ، حتى تستطيعَ أن تَبْنِي نفسَهَا من الداخلِ وتَنْطَلِقَ لتحقيقِ أهدافِها في الخارجِ ، ولقد كان هذا الهدفُ أملاً وحلُما يراودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم "رأيتُ في المنامِ أني أهاجرُ من مكةَ إلى أرضٍ بها نخلٌ ، فذهب ظني إلى أنها اليمامة أو هجر ، فإذا هي يثرب "

كان هدفُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم من الهجرةِ تكثيرُ الأنصارِ وإيجاد رأيٍ عامٍ مؤَيِّدٍ للدعوةِ ، لأن وجودَ ذلكَ يوفرُ على الدعوةِ الكثيرَ من الجهودِ ويُذَلِّلُ في طريقِها الكثيرَ من الصِعاب ، والمجالُ الخَصْبُ الذي تَتَحققُ فيه الأهدافُ والمُنْطَلَقُ الذي تَنْطَلِقُ منه الطاقاتُ هو في المدينة ، ولهذا حرِصَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يبعثَ مصعبَ بنَ عميرٍ أولَ سفيرٍ في الإسلام ، حرِص صلى الله عليه وسلم أن يرسله ليكونَ سفيرَه إلى المدينةِ ليعلِّمَ الأنصارَ الإسلامَ وينشرَ دعوةَ الله فيها ، ولمّا اطمأنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى وجودِ رأيٍ عامٍ مؤَيِّدٍ للدعوةِ في المدينة حثّ أصحابَه إلى الهجرةِ إليها وقال لهم "هاجروا إلى يثرب ، فقد جعلَ الله لكم فيها إخواناً وداراً تأمنونَ بها "
لقد كان هدفُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلمَ من الهجرةِ استكمالُ الهيكلِ التنظيميِ للدعوةِ ، فقد كان صعباً أن يكونَ الرسولُ القائدُ في مكةَ ، والأنصارُ والمهاجرونَ في المدينة ، صعبٌ أن يكونَ المعلمُ في مكةَ والتلاميذُ بعيدونَ عنه في المدينة ، ولهذا هاجرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليكونَ بين ظهْرَاَنيْ أتباعِه ، لأن الجماعةَ بدونِ قائدٍ كالجسدِ بلا رأسٍ ، ولأنَّ تحقيقَ أهدافِ الإسلامِ الكبرى لا يتمُّ إلا بوجودِ جماعةٍ مؤمنةٍ منظَمَةٍ ، تُغَذِّ السيرَ إلى أهدافِها بخُطًى وئيدةٍ وطيدةٍ متينةٍ .
فما أحوجَ المسلمينَ اليومَ إلى هجرةٍ نحو الله ورسولِه ، هجرةٍ إلى الله بالتمسكِ بحبله المتينِ وتحكيمِ شرعهِ القويم وهجرةٍ إلى رسوله صلى الله عليه وسلم باتباعِ سنته ، والاقتداءِ بسيرته ، فإنْ فعلوا ذلك فقد بدأوا السيرَ في الطريقِ الصحيحِ وبدأوا يأخذونَ بأسبابِ النصرِ ، وما النصرُ إلى مِن عندِ الله ، ويسألونكَ متى هو ؟ قل عسى أن يكونَ قريباً .

https://majles.alukah.net/imgcache/2022/08/58.jpg

ناطق العبيدي
10-Jun-2025, 03:56 PM
تسلم يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

زهرة الشمس
11-Jun-2025, 05:32 AM
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك وفي طرحك

غَيْم..!
14-Jun-2025, 11:40 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

N@gh@m
19-Jun-2025, 12:47 AM
https://e.top4top.io/p_3425hnelp1.png

عيسى العنزي
25-Jul-2025, 09:35 PM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافية
احترامي

الحر
26-Aug-2025, 09:18 AM
جزاك الله خير
وكتب الله أجرك وبارك الله فيك