همس الاحساس
09-Oct-2023, 01:53 PM
كنا في الجامعة، وطبيعي أن تجمعك جدران الجامعة بشتى أنواع البشر، من تعرف ومن لا تعرف.. في يوم من الأيام كنا نجلس بأحد الأماكن أمام الجامعة، فأخرج لنا شاب يجلس بجوارنا-كنا نتبادل معه الحديث والنكات- قدم لنا بعض السجائر، أعطاني سيجارة، وأعطى لزميلي سيجارة، وظل يثير فينا الحمية، وروح التحدي، حتى نشربها، تناولت أول نَفَس وكان عميقاً، فما كان إلا أن حدث لي نوع من الإختناق، وأحمرّ وجهي، وظلت عيني تدمع، ولم أتحمل، فرميت السيجارة من يدي..
لكن زميلي الحِمش استعذب سيجارته، وظل يتناول منها النفَس تلو الأخر، حتى انتهى منها، وظل يسخر بالطبع مني هو والشاب الغريب الذي كنا لا نعرفه..
ظللت ألوم زميلي على شرب السيجارة، لكنه قال:
هي مرة أحببت أن أثبت فيها مقدرتي أمام هذا الغريب، في اليوم التالي، وفي نفس المكان، وجدنا هذا الغريب قادم علينا، وبضحكة ساخرة قال لزميلي قال له:
أمس أعطيتك سيجارة من جيبي الخاص فهل من الممكن أن ترد العزومة؟
قام زميلي بشراء بضع سجائر، ثم تناول واحدة، والأخر واحدة.. ومن يومها، نعم، من يومها زميلي لم يتوقف عن تناول السجائر ليل نهار، حتى أصبحت عنده أهم من الطعام والشراب..
أتذكر عندما كنت معزوما عنده في رمضان، وبمجرد إطلاق مدفع الإفطار، كان أول شيء يتناوله قبل الماء هو السيجار.
زميلي الأن مصاب بثقب في الرئة، ويعاني من مرض شديد سببه شرب السجائر، بل تكاد تكون حياته تدمرت بالكامل، خاصة عندما رأى ابنه الكبير يتناول السيجار، وهو لم يزل في المرحلة الثانوية.
إنها بداية الإفساد يا سادة، تبدأ هزاراً وتنتهي دماراً..
لا أدري ما جنس هذا الأب الذي يتناول السجار في وسط أسرته، ويعلم مدى خطرها، ثم يقيم الدنيا ولا يقعدها لمجرد أن رأى ابنه يفعل مثل ما فعل!
إنها تدمير صحي، ومادي، ومن الممكن أن تدفع المدخن إلى السرقة، وارتكاب الحماقات، وأن يحمل أسرته مالا تطيق..
إنها ليست من الرجولة، أو البلوغ كما يعتبرها البعض، بل هي هلاك للنفس.
الحمد لله دوما ما أهرب من أي شخص يدخن بجانبي، وما كرهت في حياتي إلا رائحة دخان السيجار، وما وضعتها في فمي، إلا في الموقف الوحيد الذي ذكرته، وكنت دوما ألوم على الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق تصميمه الدائم على أن يبرز شخصية رفعت اسماعيل بطل قصصه، على أنه يدخن السيجار بشراهة كبيرة..
منقوول
*🌹صل على النبي 🌹*
❏ ┈•┈•┈❀📚❀┈•┈•┈ ❏
لكن زميلي الحِمش استعذب سيجارته، وظل يتناول منها النفَس تلو الأخر، حتى انتهى منها، وظل يسخر بالطبع مني هو والشاب الغريب الذي كنا لا نعرفه..
ظللت ألوم زميلي على شرب السيجارة، لكنه قال:
هي مرة أحببت أن أثبت فيها مقدرتي أمام هذا الغريب، في اليوم التالي، وفي نفس المكان، وجدنا هذا الغريب قادم علينا، وبضحكة ساخرة قال لزميلي قال له:
أمس أعطيتك سيجارة من جيبي الخاص فهل من الممكن أن ترد العزومة؟
قام زميلي بشراء بضع سجائر، ثم تناول واحدة، والأخر واحدة.. ومن يومها، نعم، من يومها زميلي لم يتوقف عن تناول السجائر ليل نهار، حتى أصبحت عنده أهم من الطعام والشراب..
أتذكر عندما كنت معزوما عنده في رمضان، وبمجرد إطلاق مدفع الإفطار، كان أول شيء يتناوله قبل الماء هو السيجار.
زميلي الأن مصاب بثقب في الرئة، ويعاني من مرض شديد سببه شرب السجائر، بل تكاد تكون حياته تدمرت بالكامل، خاصة عندما رأى ابنه الكبير يتناول السيجار، وهو لم يزل في المرحلة الثانوية.
إنها بداية الإفساد يا سادة، تبدأ هزاراً وتنتهي دماراً..
لا أدري ما جنس هذا الأب الذي يتناول السجار في وسط أسرته، ويعلم مدى خطرها، ثم يقيم الدنيا ولا يقعدها لمجرد أن رأى ابنه يفعل مثل ما فعل!
إنها تدمير صحي، ومادي، ومن الممكن أن تدفع المدخن إلى السرقة، وارتكاب الحماقات، وأن يحمل أسرته مالا تطيق..
إنها ليست من الرجولة، أو البلوغ كما يعتبرها البعض، بل هي هلاك للنفس.
الحمد لله دوما ما أهرب من أي شخص يدخن بجانبي، وما كرهت في حياتي إلا رائحة دخان السيجار، وما وضعتها في فمي، إلا في الموقف الوحيد الذي ذكرته، وكنت دوما ألوم على الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق تصميمه الدائم على أن يبرز شخصية رفعت اسماعيل بطل قصصه، على أنه يدخن السيجار بشراهة كبيرة..
منقوول
*🌹صل على النبي 🌹*
❏ ┈•┈•┈❀📚❀┈•┈•┈ ❏