سلطان الزين
16-Mar-2023, 06:20 PM
قد يُوجَدُ بيننا لُصوصٌ لا نعرفهم ، ولا تتَّضِحُ لنا هُويَّتُهم . بل قد يُخالطوننا في كُلِّ لحظة ولا نشعرُ أنَّهم يسرقوننا دُونَ أن ننتبهَ لهم .
لُصوصٌ يلبسون ملابسَ أنيقةً ، ويتحدَّثونَ بكلماتٍ رقيقةٍ ، ويُظهِرونَ صداقتَهم وحُبَّهم لنا ، وتعلُّقَهم بنا ، وقُربَهم مِنَّا .
ومع مرور الأيَّام تظهرُ لنا حقيقتُهم ، وتنكشِفُ نيَّتُهم ، وتتَّضِحُ مَقاصِدَهم فنُفيقُ على حقيقةٍ لم تخطُر ببالنا ، ولم نتوقّعها يومًا .
ونُصدَمُ حين نعلمُ أنَّ كثيرًا من مُمتلكاتِنا ومُتعلَّقاتِنا قد سُرِقَت مِنَّا . والأصعبُ حين نعلمُ أنَّ قلوبنا هِيَ التي سُرِقَت .
بل المُحزِنُ أن نُسرِقَ ويُذْهَبَ بنا بعيدًا على حين غفلةٍ مِنَّا ، وكأنَّنا كُنَّا في حالةِ إغماءٍ وغيابٍ عن الوَعي .
مِن بيــن هــؤلاءِ اللصــوص :
التِّقنياتُ الحَديثةُ ؛ حاسباتٌ وجوَّالاتٌ ،
بما تحويه من مواقع ، وبرامج ، ودعواتٍ ، وحِواراتٍ ، ومُحادثاتٍ .
- يُنادِيها أبوها : يا بُنيَّة ، أحضِري لي كُوبًا من الماءِ ؛ لأشربَ .
فتَرُدُّ عليه قائلةً : انتظِر قليلًا يا أبي .
فهِيَ مشغولةٌ في مُحادثةٍ مع زميلتِها على الواتس أب .
- تطلُبُ منه أُمُّه أن يشتريَ لها بعضَ المُتطلَّباتِ من مَحَلٍّ قريبٍ
من البيتِ ، فيقولُ لها : سأُحضِرُها في وقتٍ لاحقٍ بإذن الله .
فهو مشغولٌ بقِراءةِ التَّغريداتِ على تويتر .
- تُعِدُّ زوجتُه العَشاءَ وتُنادِيه ، فيقولُ لها : لا أُريدُ أن آكُلَ الآن .
فهو مشغولٌ بمُشاهدة الصور على انستقرام ، وإرسال الإعجاباتِ على فيس بوك .
- جاء مَوعِدُ مُحاضرتِها ولم تخُرج من البيت .
تقولُ لها أُمُّها : ما زِلتِ هُنا ! لقد بدأت مُحاضرتُكِ . فتَرُدُّ ببُرودٍ : لا بأس ، سأكتُبُها من إحدى زميلاتي . فهِيَ مشغولةٌ بالبحثِ عن تطبيقاتٍ جديدةٍ تُناسِبُ جوَّالَها .
سرقتنـــا التِّقنيــــاتُ من بين أهلنا وأحبابنا ، بل سرقتنا من أنفُسِنا .
أعطيناها جُلَّ اهتمامِنا ، حتى أثَّرت على عُقولنا ، وأنستنا كثيرًا من أدوارنا ، وأشغلتنا عمَّن حولَنا .
ولكنَّ الأكثرَ ألمًا حين تسْرقُنا من عباداتنا : فهذه تنقُرُ الصَّلاةَ كنقر الغُراب ؛ حتَّى لا يفُوتَها اجتماعُ الصَّديقات ، وتِلك تُؤجِّلُ وِرْدَها اليَوميَّ ، وأُخرى تتنازلُ عن بعض السُّنن ..لنُراجِع أنفُسَنا مُراجعةً دقيقةً ، ولنُعِد مُمتلكاتِنا المسرُوقة .
وقفــــةٌ حواريَّــةٌ :
- هل تُؤيِّدين تخصيصَ وقتٍ يوميٍّ تقضيه في العالَم التِّقنيِّ ،
ثُمَّ تُكملي يومَكِ بعيدة عنه ؟!
- أأصبح من الضَّروريِّ التَّواجُدُ في جميع برامج التَّواصُل ، أم يكفي التَّواجُدُ في واحدٍ أو اثنين منها وتُؤدِّي الغرض المنشود ؟!
- ماذا عن الألعاب وقضاءِ ساعاتٍ طويلةٍ في التنقُّل بينها ؟
كلمةٌ نوجِّهها لمُدمني الألعاب حتَّى يكادُون أن يناموا ويستيقظُوا عليها :
" همسـةٌ لقلبِـــك " :
جَرِّبي أن تقضــي يومًا كاملًا مُجــرَّدًا من التقنيــة .
تمنياتي لكِ بحيـــاةً سعيـــدةً تحاوليـــن فيها تنظيم وقتــك
وعدم السماح لسُــــرَّاقُ الحَيـــــاة ولصوصها بالثأثيــر على عقلك
حتى لا تنسيك واجبك نحو خالقك في عبــادة ، وواجباتك تجاه اسرتــك ،
فلا تسمحين لهم يسرقون منك كل وقتــكِ حتى لا تنشغليــن عن من حولكِ ..
لُصوصٌ يلبسون ملابسَ أنيقةً ، ويتحدَّثونَ بكلماتٍ رقيقةٍ ، ويُظهِرونَ صداقتَهم وحُبَّهم لنا ، وتعلُّقَهم بنا ، وقُربَهم مِنَّا .
ومع مرور الأيَّام تظهرُ لنا حقيقتُهم ، وتنكشِفُ نيَّتُهم ، وتتَّضِحُ مَقاصِدَهم فنُفيقُ على حقيقةٍ لم تخطُر ببالنا ، ولم نتوقّعها يومًا .
ونُصدَمُ حين نعلمُ أنَّ كثيرًا من مُمتلكاتِنا ومُتعلَّقاتِنا قد سُرِقَت مِنَّا . والأصعبُ حين نعلمُ أنَّ قلوبنا هِيَ التي سُرِقَت .
بل المُحزِنُ أن نُسرِقَ ويُذْهَبَ بنا بعيدًا على حين غفلةٍ مِنَّا ، وكأنَّنا كُنَّا في حالةِ إغماءٍ وغيابٍ عن الوَعي .
مِن بيــن هــؤلاءِ اللصــوص :
التِّقنياتُ الحَديثةُ ؛ حاسباتٌ وجوَّالاتٌ ،
بما تحويه من مواقع ، وبرامج ، ودعواتٍ ، وحِواراتٍ ، ومُحادثاتٍ .
- يُنادِيها أبوها : يا بُنيَّة ، أحضِري لي كُوبًا من الماءِ ؛ لأشربَ .
فتَرُدُّ عليه قائلةً : انتظِر قليلًا يا أبي .
فهِيَ مشغولةٌ في مُحادثةٍ مع زميلتِها على الواتس أب .
- تطلُبُ منه أُمُّه أن يشتريَ لها بعضَ المُتطلَّباتِ من مَحَلٍّ قريبٍ
من البيتِ ، فيقولُ لها : سأُحضِرُها في وقتٍ لاحقٍ بإذن الله .
فهو مشغولٌ بقِراءةِ التَّغريداتِ على تويتر .
- تُعِدُّ زوجتُه العَشاءَ وتُنادِيه ، فيقولُ لها : لا أُريدُ أن آكُلَ الآن .
فهو مشغولٌ بمُشاهدة الصور على انستقرام ، وإرسال الإعجاباتِ على فيس بوك .
- جاء مَوعِدُ مُحاضرتِها ولم تخُرج من البيت .
تقولُ لها أُمُّها : ما زِلتِ هُنا ! لقد بدأت مُحاضرتُكِ . فتَرُدُّ ببُرودٍ : لا بأس ، سأكتُبُها من إحدى زميلاتي . فهِيَ مشغولةٌ بالبحثِ عن تطبيقاتٍ جديدةٍ تُناسِبُ جوَّالَها .
سرقتنـــا التِّقنيــــاتُ من بين أهلنا وأحبابنا ، بل سرقتنا من أنفُسِنا .
أعطيناها جُلَّ اهتمامِنا ، حتى أثَّرت على عُقولنا ، وأنستنا كثيرًا من أدوارنا ، وأشغلتنا عمَّن حولَنا .
ولكنَّ الأكثرَ ألمًا حين تسْرقُنا من عباداتنا : فهذه تنقُرُ الصَّلاةَ كنقر الغُراب ؛ حتَّى لا يفُوتَها اجتماعُ الصَّديقات ، وتِلك تُؤجِّلُ وِرْدَها اليَوميَّ ، وأُخرى تتنازلُ عن بعض السُّنن ..لنُراجِع أنفُسَنا مُراجعةً دقيقةً ، ولنُعِد مُمتلكاتِنا المسرُوقة .
وقفــــةٌ حواريَّــةٌ :
- هل تُؤيِّدين تخصيصَ وقتٍ يوميٍّ تقضيه في العالَم التِّقنيِّ ،
ثُمَّ تُكملي يومَكِ بعيدة عنه ؟!
- أأصبح من الضَّروريِّ التَّواجُدُ في جميع برامج التَّواصُل ، أم يكفي التَّواجُدُ في واحدٍ أو اثنين منها وتُؤدِّي الغرض المنشود ؟!
- ماذا عن الألعاب وقضاءِ ساعاتٍ طويلةٍ في التنقُّل بينها ؟
كلمةٌ نوجِّهها لمُدمني الألعاب حتَّى يكادُون أن يناموا ويستيقظُوا عليها :
" همسـةٌ لقلبِـــك " :
جَرِّبي أن تقضــي يومًا كاملًا مُجــرَّدًا من التقنيــة .
تمنياتي لكِ بحيـــاةً سعيـــدةً تحاوليـــن فيها تنظيم وقتــك
وعدم السماح لسُــــرَّاقُ الحَيـــــاة ولصوصها بالثأثيــر على عقلك
حتى لا تنسيك واجبك نحو خالقك في عبــادة ، وواجباتك تجاه اسرتــك ،
فلا تسمحين لهم يسرقون منك كل وقتــكِ حتى لا تنشغليــن عن من حولكِ ..