سلطان الزين
26-Feb-2023, 08:39 PM
لا تحتقر الآخرين ..!
قد يجزل الله عطاياه ومننه على أقوام فيغرقهم بنعمه الجسام وآلاءه العظام ، وفي غمرة ونشوة هذه العطايا قد يتغلغل الأنا الأعلى في نفس المغمور بتلك الآلاء وكأنه قد أمسك بالثريا أو دنا من القمر ....!
أنف شامخ ، وعينان ترمقان الرائحين والغادين ، ولسان يهاتف الناس بعنجهية .!
إن صاحب هذا الهندام يحب الإطراء ، والإشارة إليه بالبنان ، والإستغراق في الحمد والثناء عليه .!.
وفي ظل هذا الطود الشامخ ، والغطرسة المهيمنة قد يتجاسر فيحتقر الآخرين ممن هم دون مقامه الرفيع ؛ لقلة ذوات أيديهم ، أو وضاعة نسبهم ، أو لعدم حسن صورهم وألوانهم ، وهذا كله يدل على ضعف في العقل ، وقلة في الإدراك ، وضحالة في التفكير ، وسطحية في الفهم ، فالدنيا وما فيها من زخارف ، وأموال ، ومناصب دول بين الناس ، فكم من فقير اغتنى ، وكم من وضيع ارتفع ، وكم من ذليل ارتقى ...
إن التزخرف ، والتبهرج في الملبس والمنظر لا يغني عن الله شيئاً إذا صادف قلباً خاوياً ، إذ المعيار الأسمى ، والمقام الرفيع هو بصلاح القلوب ، كما هتف بذلك نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
إن خفض الجناح للمؤمنين ، وطأطأة الرأس في تواضع جم لعباد الرحمن دليل على كمال العقل ، وسمو الأخلاق ، وعلو الإيمان ، ويتضح ذلك جلياً عند محك السراء والضراء ، ولا غرو إن عرفتم أن المؤمن في كلا الحالتين يلبس رداء التواضع ، فلا تهزه عاصفة ، ولا تشمخ بأنفه نعمه ...
ولكم أن تتذكروا ذلك الموقف الجليل في قدره العميم في نفعه ، عندما تولى الصديق أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ الخلافة ، وقد كان قبلها يحلب للحي أغنامهم ، فلما بويع بالخلافة قالت جارية من الحي : ( الآن لا يحلب لنا أبو بكر منائح دارنا ، فسمعها أبو بكرـ رضي الله عنه ـ فقال : بلى والله لأحلبنها لكم وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلتُ فيه عن خلق كنتُ فيه ، فكان يحلب لهم ) ..
مكانتك عند الله تعالى تتجلى ظاهرياً بقدر قربك من مولاك ، وبمزيد تقواك ، وخشيتك لله ، فأكرم الناس منزلة عند الله تعالى هو أعظمهم تقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) سورة الحجرات آية 13 .
بتواضعك تزداد رفعة في الدنيا والآخرة ، وكم هو جميل أن تكون ذا مكانة في الأرض وفي السماء ، مصداقاً لقول الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم .
كلما تسامت بك علياء المجد ، وارتفعت بك سحابة العلو ما زادك ذلك إلا تواضعاً ، وتسامياً بأخلاقك الرفيعة .
ومهما بلغ بك الحال من شموخ ، وعلو كعب ، ومرح في الأرض فلن تستطيع مهما أوتيت من قوة أن تخرق الأرض ، أو تبلغ الجبال طولاً .
قال الشـــــــــــــاعر :
تواضع تكن كالنجم لاح لناظــر
على صفحات الماء وهو رفيــع
ولا تك كالدخان يعلــــو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيــــــع
قد يجزل الله عطاياه ومننه على أقوام فيغرقهم بنعمه الجسام وآلاءه العظام ، وفي غمرة ونشوة هذه العطايا قد يتغلغل الأنا الأعلى في نفس المغمور بتلك الآلاء وكأنه قد أمسك بالثريا أو دنا من القمر ....!
أنف شامخ ، وعينان ترمقان الرائحين والغادين ، ولسان يهاتف الناس بعنجهية .!
إن صاحب هذا الهندام يحب الإطراء ، والإشارة إليه بالبنان ، والإستغراق في الحمد والثناء عليه .!.
وفي ظل هذا الطود الشامخ ، والغطرسة المهيمنة قد يتجاسر فيحتقر الآخرين ممن هم دون مقامه الرفيع ؛ لقلة ذوات أيديهم ، أو وضاعة نسبهم ، أو لعدم حسن صورهم وألوانهم ، وهذا كله يدل على ضعف في العقل ، وقلة في الإدراك ، وضحالة في التفكير ، وسطحية في الفهم ، فالدنيا وما فيها من زخارف ، وأموال ، ومناصب دول بين الناس ، فكم من فقير اغتنى ، وكم من وضيع ارتفع ، وكم من ذليل ارتقى ...
إن التزخرف ، والتبهرج في الملبس والمنظر لا يغني عن الله شيئاً إذا صادف قلباً خاوياً ، إذ المعيار الأسمى ، والمقام الرفيع هو بصلاح القلوب ، كما هتف بذلك نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
إن خفض الجناح للمؤمنين ، وطأطأة الرأس في تواضع جم لعباد الرحمن دليل على كمال العقل ، وسمو الأخلاق ، وعلو الإيمان ، ويتضح ذلك جلياً عند محك السراء والضراء ، ولا غرو إن عرفتم أن المؤمن في كلا الحالتين يلبس رداء التواضع ، فلا تهزه عاصفة ، ولا تشمخ بأنفه نعمه ...
ولكم أن تتذكروا ذلك الموقف الجليل في قدره العميم في نفعه ، عندما تولى الصديق أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ الخلافة ، وقد كان قبلها يحلب للحي أغنامهم ، فلما بويع بالخلافة قالت جارية من الحي : ( الآن لا يحلب لنا أبو بكر منائح دارنا ، فسمعها أبو بكرـ رضي الله عنه ـ فقال : بلى والله لأحلبنها لكم وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلتُ فيه عن خلق كنتُ فيه ، فكان يحلب لهم ) ..
مكانتك عند الله تعالى تتجلى ظاهرياً بقدر قربك من مولاك ، وبمزيد تقواك ، وخشيتك لله ، فأكرم الناس منزلة عند الله تعالى هو أعظمهم تقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) سورة الحجرات آية 13 .
بتواضعك تزداد رفعة في الدنيا والآخرة ، وكم هو جميل أن تكون ذا مكانة في الأرض وفي السماء ، مصداقاً لقول الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم .
كلما تسامت بك علياء المجد ، وارتفعت بك سحابة العلو ما زادك ذلك إلا تواضعاً ، وتسامياً بأخلاقك الرفيعة .
ومهما بلغ بك الحال من شموخ ، وعلو كعب ، ومرح في الأرض فلن تستطيع مهما أوتيت من قوة أن تخرق الأرض ، أو تبلغ الجبال طولاً .
قال الشـــــــــــــاعر :
تواضع تكن كالنجم لاح لناظــر
على صفحات الماء وهو رفيــع
ولا تك كالدخان يعلــــو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيــــــع