تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة الحُب


مُهاجر
05-Dec-2022, 01:11 PM
قال :
هبت أفواج عديدة من بني البشر ، بقلوبها العامرة ،
أو الخالية، بعقولها المثقفة ، أو الفارغة .


من :
هذه الأفواج لا نجد من لديهم ثقافة الحب .
فعندما يستمتع الإنسان بمشاعر الحب بكل أمانه ، ومصداقية ،
يعيش بسلام . وعندما يكتفي الإنسان بحبه وقناعته ،
ستنتهي تلكم الخيانات .



قلت :
في نظري بات الحب اليوم مظلوم معناه ،
فأصبح جسدا بل روح ، وحروف بلا معنى !

وأصبح أداة جريمة به ومن خلاله تقتل قلوب وتسلب عقول ،
تعددت معانيه حتى احتاج الأمر لإفراد قاموس جديد
ليرفق فيه مصطلحاته ليشمل المعنى ومرادفاته ،
والذي في أصله ليس له غير معنا واحد !


فالحب اليوم واكب عصر السرعة !
فسرعان ما ينجذب القلب نحو قرينه من الجنس الآخر
ومن غير مقدمات ولا وضع الحساب ،
ومشروع وجدوى يكون به المآل !


فقط :
من أجل المغامرة وبتر أثار الملل ، وقضاء الأوقات حتى باتت المشاعر
والعواطف لعبة يتندر ويتسلى بها من لا يقيم للحب :
قداسة
و
لا حرمة
و
لا وزنا !


وبذلك :شُوه وجه الحب السمح النقي ،
فأصبح البعض يتعوذ ويستعيذ كلما سمع اسمه ،
ليحشره ويترك في قفص الإتهام ، ليصبح الحب اليوم مجرد اسطورة
وأوهام ، وضرب من ضروب الخيال ، يقاس وجوده على وجود " العنقاء " !
" إلا ما رحم ربي " .


ولهذا نجد الضحايا لتلك الخديعة تنطق الآهات ،
وتدافع الشهقات و الزفرات !



وللأسف :
أصبحت كلمة " الحب " في عرف البعض
وسيلة ابتزاز للوصول إلى دركات الغايات الخسيسة ،
المنحطة ، الرخيصة ! من غير أن يلتفت وتراعى أحوال تلك الضحية !



ومن هنا :
وجب تحرير ذلك المصطلح الذي يسوقه البعض
ممن يشهرون ويذيعون عبارته ،


كي :
تعرض على العقل قبل أن تستوطن القلب ،
وهي في أصلها وحقيقة أمرها ،
عارية مجردة من مضمونها ومعناها محض ادعاء ،
ليس عليه دليل ولا برهان !


فما :
أقسى الحب اذا ما صار مشيدا على قواعد السعادة !
من غير أن يجعل للعوامل المحيطة به أي حساب ،
ليكون بذلك معرضا للإنهيار وللإدنثار !


نجري :
خلف العواطف ، لنرسم بها جنة الفردوس ،
التي ليس فيها صخب ، ولا أوجاع ! متجاهلين بأن الروح
ما تزال يطرقها معاول الأسى والأحزان ،


فهي :
ما زالت ترتع في جنبات الدنيا الحقيرة ،
التي لا تبقي ولا تذر ولا تستقر على حال ،


نهيم والفرحة تغمر كل ذرة من ذراتنا فرحا وطربا
كلما عانقنا محيا من اسكناهم سويداء قلوبنا ،
لنعبر بهم لجج الحياة ، لنجعلهم بذلك محطة ومأوى نلجأ إليهم
كلما ضاقت علينا الدنيا والأيام ،



تمنينا :
لو أن السعادة كتب لها العصمة /
والبقاء ، لتبقى متشبثة بتلابيب أيامنا التي يقلب ساعاتها
تعاقب الليل والنهار ،


غير :
أن ما سطره القلم لا بد أن يجري على صفحة
واقع الحال ،



فكم :
أتلو على مسامع الحياة تراتيل الأشواق ،
ليتناغم مع تلاوتي الثقلان ،
معلنين بصدق ما أبثه من أشجان ،
أتبع صوت حادي الحنين لذاك الحبيب ،

الذي غيبه طول السنين ،
فما زلت أذكر يده التي مدها ،


واقسم بالأيمان المغلظة بأنه يكون لي دوماً حبيب ،
وما إن دار الزمان دورته حتى توارى بالحجاب
فغاب عن الأنظار ،


أيقنت حينها بأن الحب يقاسم الإنسان طور حياته ،
وأنه يعيش على وقع أنفاس ،
ما أن تتوقف تلك الأنفاس
حتى يصبح بعدها في خبر كان !


عجبت كيف لذاك المرء يعيش في صمت ؟!
وهو يتردد بين جنبات من يحب وهو بعيد الحس ؟!

يتدفق ذلك الحب شلالاً من المشاعر على قلبه ،
ولا ينطق مع كل ذلك لسانه !

لما لا تكون الوسطية هي مسافة أمان ؟!
منها نحافظ على عقولنا وقلوبنا
إذا ما دار الزمان دورته ،


وحلَّ مكان القرب البعد ، وحل محل الربيع الخريف ،
وجففت ينابيع الوصل ، لما لا يُترجم القول الفعل ؟!


بحيث يكون الحب في معناه الصحيح على أن يكون
عبارة عن تضحيات ومواقف ،


وأن يكون الحب راسخا ،
محافظاً على جميل الذكربات ،


ولو :
تغيرت الظروف وخرج الأمر عن نطاق السيطرة
في أي ظرف وسبب من غير عمد أو تربُص ،
ليكون للقدر اليد الطولا لتبديل الحال
من ثابت مستقر لمتحرك مضطرب ،



كم أتفكر :
في ذلك التحول العظيم الرهيب _ في حال المحب _
الذي يكون من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ،


ليتحول ذلك الحب العظيم لكره عظيم دفين !
هل ردة الفعل هي من تعمي البصر والبصيرة ؟!
" لتُنسي ، أو تتناسى ذلك الإرث من الذكريات الجميلة " ؟!



أمَا :
يكون الهلاك في اختيار ذلك الأسلوب في نزع ما علق
في قلب وعقل من تغذى وشرب من ذلك الحب ؟!

ليكون البكاء على الأطلال ،
وجلد الذات هو الجزاء الوفاقا
لذلك المكابر المحتال !


من :
تسلل كرهه في قلوبنا علينا أن نتحين الفرصة
لنقيم المعوج منه إذا كان له القرب منا ،


وإذا :
كان ممن يمتهنون مهنة العناد والتغاضي
فيكفين تركه المقدم والأولى
ولا نُوجع به بعد ذلك الفؤاد ،



فما :
أجمل القلب عندما يكون خالياً من الحقد والنكال ،
فبذلك يطول بنا المقام في روض راحة البال ،


فما :
كان الصلاح إلى بغية الخَلق ، ممن علم علة ،
وسبب الخَلق ، والإنسان رهين عمله ،
وهو المحاسبُ عليه ،



وما عليه إلا تهذيب نفسه وترويضها ،
وأن يكون إضافة في الحياة بحيث يكون أصفاراً
تلي يمين " الواحد " من الأعداد ،


لا أن يكون أصفاراً تلي الشمال من " الواحد" من الأعداد ،
ليكون بعدها لوجوده في الحياة لا يجاوز العدم !


مُهاجر

مسگ
05-Dec-2022, 02:10 PM
وأن يكون الحب راسخا ،
محافظاً على جميل الذكربات ،


رائع واكثر مُهاجر
طرح وموضوع جميل
ربي يسلم يمنااااك ويعطيك العافيه
تقييمي والختم والرفع
مع الاصاافه

* السلطان *
05-Dec-2022, 02:51 PM
الف

شكر

لطرحك

الراقي

عطر المساء
05-Dec-2022, 04:01 PM
متصفح جميل جداً
ربي يسلمك ويعطيك العافية
ودي واحترامي

عشق
05-Dec-2022, 06:27 PM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد

الموج..!
23-Dec-2022, 04:02 PM
سلمت يدك ..
ماشاءالله عليك تطرح موضوعات وقد اشبعتها نقاشا"
من كل واجنبها ..ولاتترك خيارا للمتلقي
في الادلاء بدلوه ..^_^
يعطيك العاافيه..

غَيْم..!
25-Dec-2022, 03:52 PM
جميل ماقرأت هنا
سلمت ودامت حروفك
والله يعطيك الف عافية
تقييمي و اعجابي لك ..

flowers
26-Dec-2022, 06:37 PM
سلمت الانامل الذهبيه
لما خطته لنا من عبارات
وحروف قمه في الجمال
وروعة الاحساس الصادق
دمتِ بود ..

سلطان الزين
28-Dec-2022, 12:57 AM
قلم مميز وفكر راقي..
اجدت اخي الكريم في طرحك

AL-PRINCE
17-Nov-2023, 08:25 AM
أحسنتم الطرح
بآرك الله في جهودكم
ودمتم بهذا التوهج
الله يعطيكم الصحة العآفية
https://up.zalghaym.com/do.php?img=28392 (https://up.zalghaym.com/)

حـُـلم
04-Feb-2024, 06:00 PM
يعطيك الف عافيه
في انتظار جديدك بكل شوق